يعتبر الختان فى الديانة اليهودية من أهم الأسس التى تقوم عليها هذه العقيدة، وورد فى سفر التكوين أول أسفار التوراة والعهد القديم إن نبى الله إبراهيم أول من أختتن من البشر.
ويقول الدكتور سامى الإمام استاذ الديانة اليهودية واللغة العبرية بجامعة الأزهر، إن الختان هو علامة العهد الذى بين الله وإبراهيم عليه السلام، وذريته من بعده على مر الأجيال.
الختان فى اليهودية
ويضيف الإمام لـ"اليوم السابع"، إن الختان من أساسيات انتماء الشخص إلى العقيدة اليهودية، وهو علامة عهد بين الرب وبنى إسرائيل ولذا فهو من أحد الإجراءات الضرورية لتعميد الطفل وتمييز الإسرائيلى عن بقية الشعوب.
وورد فى سفر التكويت قال الرب لإبراهيم: ... هو عهدي الَّذي بيني وبينك وبين ذُرّيَّك من بعدك الَّذي عليكم أَن تحفظُوه: أَن يختتن كل ذكر منكم تختنون رأْس قلفة غرلتكم فتكون علامة العهد الّذي بيني وبينكم تختنون على مدى أجيالكم كل ذكر فيكم ابن ثَمانية أَيام سواء كان الْمولُود من ذُرّيّتك أَم كان ابناً لغريب مشترى بمالك ممّن ليس من نسلك. فعلى كلّ وليد سواء ولد في بيتك أَم اشتري بمالٍ أَن يُختن، فيكون عهدي في لحمكم عهدا أبدياً. أَمّا الذّكر الأَغلف الَّذي لم يختن، يستأْصل من بين قومه لأَنّه نكث عهدي.
عملية ختان
ويضيف الإمام أن الطفل فى العقيدة اليهودية يختتن عندما يبلغ من العمر ثمانية أيام، والأجنبى والغريب غير المختون يقال له أغلف، وهو المقصود بالعقاب من قبل الرب بالاستئصال.
ويشير سفر اللاويين إلى أن الختان فرض على بنى إسرائيل فى سيناء عندما كلم الرب موسى، كما تدل بعض الآيات على أن بنى إسرائيل الذين خرجوا من مصر مع موسى كانوا مختونين الأمر الذى يشير إلى أن الختان كان عادة مألوفة فى مصر مارسها بنو إسرائيل قبل مجيء الأمر بها من قبل الرب (يوشع 5 : 4 – 5).
ويتضح هذا الأمر من بعض الرسومات الجدارية التى تعود إلى تاريخ سابق على وجود ليس بنى إسرائيل بل سابق على وجود إبراهيم نفسه.
الاحتفال بطفل تم ختانه
ويؤكد "الإمام " على أنه يجب الالتزام بموعد إجراء الختان للمولود وهو اليوم الثامن من الميلاد حتى لو كان ذلك اليوم يوم سبت أو عيد من الأعياد المقدسة التى يمنع العمل فيها كيوم الغفران فإن شعيرة الختان يجب أن تتم فى موعدها المقرر وإذا توفى الطفل قبل موعد إجراء الختان فمن المعتاد غالبا أن يختن قبل دفنه مباشرة.
ويتابع "الإمام " أنه من المعتاد إتمام عملية الختان مبكرا فى احتفال عائلى يحضره الأقارب وأصدقاء العائلة، كما تقدم ضمن مراسم الاحتفال وليمة خاصة بتلك المناسبة، ولما كان احتساء الخمر هو قاسم مشترك فى الاحتفالات الدينية ففى هذه المناسبة توضع قطرة واحدة من النبيذ على شفتى الطفل ويقال إن الغرض منها تهدئته كما تكون أول عهده بالنبيذ.
طقوس قبل الختان
وعملية الختان نفسها مفروضة على الأب؛ ومما يجب الحرص عليه أيضا ارتداء والد الطفل شال الصلاة (طليت) أثناء إتمام تلك المراسم الدينية. ويحرص بعض المنتسبين إلى تيار المحافظين الدينى على توفير عدد من أغطية الرأس (كيباه) التى تميز اليهود المتدينين عن غيرهم.
وإذا أجرى شخص آخر غير الأب عملية الختان فليس له أن يطلب أجرا على ذلك لأنها وصية دينية، وإن فعل فيجب إبلاغ المحكمة التى تقوم بتوبيخه وإنذاره على هذا الفعل وأن ذلك ليس معناه عدم دفع أجر لهذا الشخص بل لابد أن يوفى حقه ولكن لا يطلب هو وتترك لتقدير أهل الطفل والوسط الاجتماعى لأنها حرفة يتكسب منها بعض من يقومون بها.
طفوس الختان
ومن مراسم الاحتفال الرئيسية قراءة البركات ورش العطور والروائح الذكية شريطة أن تكون مستخلصة من نباتات طبيعية. ومن الشائع استخدام قطعة من النسيج المزركش تتم عليها عملية الختان وبعد انتهاء المراسم توضع بها نسخة من كتاب التوراة إلى يوم الاحتفال ببلوغ الصبى سن التكليف الشرعى "بَر ميتصفاه". ويصطحب الأهل والأصدقاء فى هذا الحفل أطفالهم بنين وبنات إلى هناك ويحضرون معهم اللعب والهدايا الملونة ليشعروا بالبهجة والسرور فى ذلك اليوم ولتنطبع فى ذاكرتهم تلك التقاليد .
ومما يحرص عليه فى العصر الحديث تسجيل مراسم حفل الختان بالصوت والصورة كنوع من التوثيق الذى يمكن الطفل من الإطلاع عليه عندما يكبر وبذلك يشب محافظا على التقاليد الدينية والعمل المشترك وروح الجماعة.
ختان الإناث فى اليهودية
تجدر الإشارة إلى أن ما ورد فى التوراة بشأن الختان لم يشر إشارة صريحة أو غير صريحة إلى ختان الإناث، إنما يشير دائما إلى ختان الذكور، بل إن هناك بعض الإشارات التى يستشف منها إهمال ختان الإناث مع التأكيد على ختان الذكور بما يفيد أن التشريع اليهودى لا يفرض الختان على الإناث.
وجاء بالتلمود أن بنات إسرائيل ييولدن مختونات وربما المقصود أنهم لسن فى حاجة إلى ختان لأنهم ولدن بصفات جسمانية طبيعية وكانها قاطعة عهد مع الرب فلا ضرورة لتكبدها آلام جديدة بالحف من جزء بجسدها! (التلمود البابلى عفودا زارا 27).
غير أن هناك شواهد منقولة عن المؤرخ سترابون أن اليهود فى مصر قبل ظهور موسى كانوا يمارسون الختان للذكور والقطع للإناث تأثرا بالمصريين.
وعلى الرغم من أن الشريعة اليهودية لا توصى بختان الإناث غير أن القانون الإسرائيلى لا يمنعه. وهناك بعض الجماعات التى تختن الإناث مثل بدويات النقب، وطائفة الفلاشا يهود إثيوبيا حيث يجرون ختان الإناث كطقوس غير دينية.
عدد الردود 0
بواسطة:
مافيش فايدة من الكذب
الله لم يأمر بختان الذكور أو الإناث
الله لم يأمر بختان الذكور أو الإناث لأنه لا يمكن أن يأمر ببتر ماخلق من أعضاء مفيدة حساسة مليئة بالأعصاب و الدماء. كان يستطيع ألا يخلقها أو كان يستطيع أن يخلقها بدون أعصاب أو دماء أي لا تؤلم و لا تنزف عند إزالتها مثل قص الشعر و الأظافر