تستعد روسيا لسباق الانتخابات الرئاسية فى 11 مارس 2018، حيث تؤكد جميع المؤشرات أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سيرشيح نفسه لولاية رابعة مدتها ست سنوات وسط غياب منافسين حقيقيين، ورغم أن الدستور الروسى لا يسمح بشغل منصب الرئاسة لأكثر من ولايتين متتاليتين، إلا أن بوتين تمكن من الالتفاف على هذه المادة عن طريق مغادرة الكرملين وشغل منصب رئيس الوزراء خلال الفترة من عام 2008 إلى عام 2012، قبل أن يعود إلى الرئاسة من جديد.
حقق الرئيس الروسى خلال ولايته الثالثة لرئاسة روسيا نجاحات كبيرة فى السياسة الخارجية المتمثلة فى الملفين السورى والأوكرانى، وضم شبه جزيرة القرم، ولكن الرئيس الروسى قد لا يواجه منافسين حقيقيين فى هذه الانتخابات وغير مؤهلين لشغل منصب رئيس روسيا، فمن بين هؤلاء المنافسين لبوتين فى حال ترشحه، زعيم الحزب الشيوعى، جينادى زيوجانوف، وزعيم الحزب الليبرالى الديمقراطى، فلاديمير جيرينوفسكى، ومؤسس حزب يابلوكو (تفاحة) المعارض جريجورى يافلينسكى، وهناك بعض من المعارضين أمثال مؤسس "صندوق مكافحة الفساد"، المعارض أليكسى نافالنى.
وحتى الآن لم يعلن بوتين عن موقفه من الترشح فى الانتخابات الرئاسية فى العام المقبل بشكل واضح، حيث قال إن الوقت لم يحن بعد للإعلان عن ترشحه المحتمل فى انتخابات الرئاسة التى من المقرر أن تجرى فى مارس عام 2018.
وأكد بوتين، فى ختام زيارة للصين، أن روسيا لم تتضرر كثيراً من الهجوم الإلكترونى العالمى. وفى مؤتمر صحفى عقده فى ختام منتدى "حزام واحد - طريق واحد" فى بكين، أجاب الرئيس الروسى باقتضاب على سؤال حول ما إذا حان الوقت للإعلان عن قراره بشأن مستقبله السياسى بعد انتهاء ولايته الرئاسية الحالية، قائلا: "لا".
وسبق لدميترى بيسكوف، الناطق الصحفى باسم الرئيس الروسى، أن ربط صمت بوتين حول احتمال خوضه الانتخابات المقبلة، بانشغال الكرملين بأجندة أخرى، وذكر أن السباق الانتخابى لم يبدأ بعد.
وفى هذا السياق، شهدت مدنٌ روسية عدة، الشهر الماضى مظاهرات طالبت بعدم ترشيح رئيس البلاد فلاديمير بوتين، نفسه لفترة رئاسية جديدة.
ومنعت الشرطة فى العاصمة موسكو، مجموعة فى حى "كيتاى جوراد"، أرادت تنظيم مظاهرة ضد بوتين، دعت إليها "حركة روسيا المنفتحة" المعارضة، التى يدعمها رجل الأعمال، ميخائيل خودوركوفسكى، وحمل متظاهرون شعار "طفح الكيل".
وعلى إثر المنع، انطلقت المجموعة إلى أمام مقر مكتب الرئاسة، تحت أعين الشرطة، وطالبوا بعدم ترشح بوتين لولاية جديدة، فى الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها فى 11 مارس 2018.
وعلى النقيض، كشف استطلاع للرأى عن تأييد 63% من الروس لإعادة ترشيح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للرئاسة.
وأظهر الاستطلاع ـ الذى نظمه مركز "ليفادا" للرأى العام أن 22% من الروس أعربوا عن ضرورة تخلى الرئيس بوتين عن الترشح وظهور شخصية جديدة تقود البلاد، فيما تردد 14% ممن استطلعوا فى البت فيما إذا كانوا يفضلون إعادة ترشح بوتين من عدمه.
وأشار مركز "ليفادا" إلى أن الاستطلاع شمل 1600 مواطن فى 137 مدينة وبلدة وقرية على امتداد روسيا ممن بلغوا الـ18 من عمرهم.
وكان قد أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أن الشعب الروسى وحده سيختار خلفه فى رئاسة البلاد.
وأوضح بوتين، خلال مشاركته فى اجتماع اللجنة المنظمة الروسية «النصر» الشهر الماضى، أن «الرئيس ليس موظفاً يعين، وإنما الشعب فقط هو من يستطيع اختياره».
وكان الكرملين أعلن فى فبراير الماضى أن مشاركة بوتين المحتملة فى الانتخابات الرئاسية فى العام 2018 لا تزال غير مدرجة فى جدول الأعمال.
وفى العام 2016 قال بوتين، إنه حين تقترب الانتخابات الرئاسية، سينظر إلى الوضع فى روسيا والعالم، ويقرر إذا ما كان سيترشح إلى الرئاسة أم لا. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات فى روسيا فى مارس المقبل.
يذكر أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين انتخب كرئيس لروسيا الاتحادية لأول مرة فى 26 مارس 2000، وتولى منصبه فى 7 مايو 2000. وأعيد انتخابه للرئاسة فى 14 مارس 2004 للمرة الثانية، وشغل منذ 8 مايو عام 2008 منصب رئيس وزراء روسيا الاتحادية.
وأعيد انتخابه رئيسًا لجمهورية روسيا الاتحادية فى 8 مارس، 2012 وبعد فرز 88.06% من الأصوات تبين حصوله على 64.72% من الأصوات، وهو ما لا يجعل هناك حاجة إلى جولة ثانية من الانتخابات، حيث يشترط القانون حصول الفائز على أكثر من 50% للفوز بالانتخابات من المرحلة الأولى.