انطلق منذ قليل مارثون الانتخابات الرئاسية الإيرانية التى يتنافس فيها 4 مرشحين، يتصدرهم الرئيس الإصلاحى حسن روحانى الطامح فى ولاية رئاسية ثانية، والقطب المحافظ الملقب بـ"مرشح المرشد" إبراهيم رئيسى، وتوافد الإيرانيون على لجان الانتخابات للإدلاء بأصواتهم فور فتح أبواب الاقتراع صباح اليوم الجمعة.
وتؤمن وزارة الداخلية الإيرانية عملية التصويت التى تجرى فى 63 ألفًا و429 مركز اقتراع، و14 ألف صندوق انتخابى، من خلال 350 ألف عنصر أمنى منتشرين فى شتى طهران ومختلف المدن، فيما ستعلن النتائج الأولية بشكل متتالى مساء اليوم بحسب ما أعلنه محمد مقيمى وكيل وزارة الداخلية فى تصريحات نشرتها وكالة إيرنا الرسمية.
إيرانيات فى الصفوف الأمامية لأحد مؤتمرات روحانى
روحانى فى آخر مؤتمراته الانتخابية
وفى آخر لقاءاته الانتخابية الذى عقده بمدينة مشهد، شن "روحانى" هجومًا حادًا على الحرس الثورى والمحافظين، وطالبهم بتنفيذ وصية الإمام الخمينى قائد الثورة الإيرانية، بالابتعاد عن السياسة والحياة العامة، داعيًا الإيرانيين إلى الاختيار ما بين الانفتاح على العالم والتشدد والانغلاق.
وفى المقابل، حرص المرشح المحافظ إبراهيم رئيسى على الظهور فى مقطع فيديو مع مغنى الراب الإيرانى أمير تتلو، فى محاولة لاستقطاب الشباب خاصة بعدما أعلن المطرب الشهير دعمه لمرشح المرشد فى الانتخابات الحالية.
وشن "رئيسى" هجومًا على الرئيس الحالى حسن روحانى محملاً إياه مسئولية تراجع الاقتصاد وانتشار البطالة بين صفوف الشباب.
وتوالت على مدار الساعات الماضية دعوات المراجع الدينية لجموع الإيرانيين للمشاركة بقوة فى الانتخابات التى اعتبرها الإمام آية الله نورى همدانى بمثابة "جهاد فى سبيل الله"، فى وقت وصفها آية الله جوادى آملى بـ"ملحمة" دون ترجيح كفة مرشح على حساب الآخر.
فى السياق نفسه، دعا رئيس مجلس خبراء القيادة وأمين مجلس صيانة الدستور آية الله أحمد جنتى، الإيرانيون للحضور بقوة فى لجان الاقتراع لاختيار من يمثلهم من بين المرشحين للرئاسة.
روحانى يخطب أمام أنصاره فى آخر مؤتمر انتخابى
وعشية الاقتراع ضربت فتنة الانسحابات الجبهة المحافظة ونشرت وكالات طهران الرسمية بيان لحزب مؤتلفة يعلن فيه انسحاب مرشحة ميرسليم، لصالح إبراهيم رئيسى، وهو ما نفاه المرشح نفسه بعد ساعات قليلة، مؤكداً فى تسجيل صوتى استمراره فى السباق الانتخابى.
وفى ضربة قوية لمعسكر المحافظين، فاجأ رجل الدين المحافظ المعتدل البارز حجة الاسلام والمسلمين "على أكبر ناطق نورى" الجميع وقدم استقالته من منصبه رئيس التفتيش فى مكتب الزعيم الاعلى والذى شغله منذ 1989م، فى واقعة أحدثت الكثير من الجدل داخل المجتمع الإيرانى، خاصة وأن نورى يعد أحد أعضاء جناح المحافظين المعتدلين والذين شكلوا جبهة مؤخرا وأعلنوا دعمهم ووقوفهم إلى حانب المرشح الاصلاحى روحانى، أمام منافسه الأشرس إبراهيم رئيسى، المدعوم من المؤسسة الدينية والمرشد الأعلى. كما أعلن نورى علنا عن دعمه لروحانى وقال فى احدى مقابلاته الصحفية والتى نقلتها صيحفة آرمان الاصلاحية، "روحانى هو الأصلح للرئاسة من بين كافة المرشحين وسوف أنتخبه".
وبحسب مراقبين، ترجح استقالة "نورى" فضلاً عن دعم غالبية كتلة التصويت النسائية كفة روحانى فى الانتخابات. وفى حال تعذر حصول أى من المرشحين على 50% + 1 من الأصوات، ستجرى جولة إعادة فى 26 مايو، ويحق التصويت لـ56 مليونا و410 آلاف و234 شخصا، بينما تجرى الانتخابات بالتزامن فى مقرات السفارات والقنصليات الإيرانية بـ 102 دولة، وفى 310 مراكز اقتراع فى دولة فى العالم بحسب حسن قشقاوى رئيس هيئة الاشراف على الانتخابات فى الخارج، و 55 صندوق اقتراع فى اميركا و 21 فى الامارات العربية المتحدة و 22 فى العراق و 12 فى بريطانيا.
وتشير استطلاعات رأى غير رسمية، إلى أن حسن روحانى سيفوز فى الانتخابات، لكن من غير الواضح ما إذا كان سيحصل على أكثر من 50% من الأصوات كى يتفادى خوض جولة إعادة يوم 26 مايو أم قد يضطر لحسم السباق خلال الإعادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة