يستعد صناع الأثاث فى مصر لإدخال الخشب المصنع لأول مرة للسوق المصرية للاعتماد عليه فى صناعة غرفة النوم والأثاث المكتبى والخشبى، وذلك ليكون بديلا عن الخشب الطبيعى، الذى ارتفعت تكاليفه بنسبة 150% منذ قرار تحرير سعر الصرف 3 نوفمبر الماضى، وذلك لأن كل أنواع الأخشاب مستوردة من الخارج، وكذلك إدخال أنواع جديدة من الخشب الأفريقى ليكون بديلا عن خشب أوروبا.
مباحثات لإنشاء شركة لتصنيع الجذوع فى الجابون واتفاق لاستيراد 30 حاوية تضم 5 أنواع جديدة من الخشب
أحمد بدر عضو لجنة التعاون مع أفريقيا، قال "إنه التقى خلال زيارة وفد من مصنعى الأثاث للجابون مطلع الشهر الجارى وزيرة الأخشاب والغابات فى الجابون، واجتمع مع الشركة الوطنية لصناعة الأخشاب فى الجابون وقدمنا اقتراحا بأن يقوم وفد مصنعى الأثاث فى مصر بإدارة خطوط الإنتاج فى الشركة الوطنية للأخشاب فى الجابون وننتظر الرد.
وأضاف أنه تم التعاقد على 5 أنواع جديدة للأخشاب وهى أنواع وخامات جديدة على مصنعى الأثاث المصريين وغير منتشرة فى السوق المصرية، وتم الاتفاق على استيراد 30 حاوية وتصل للموانئ المصرية خلال منتصف شهر رمضان، وندرس حاليا عمل مصنع هناك لتقطيع الجذوع وتجهيزها وشحنها لمصر، وذلك لأن القانون فى الجابون يمنع تصدير جذوع الشجر فى صورة خام.
وتابع "أن جودة تلك الأنواع أفضل من الأخشاب الأوروبية وتمت تجربتها من قبل المصنعين المصريين فى الجابون، لأن الرطوبة فيها قليلة جدا وكذلك ذات ألوان طبيعية ولا تحتاج إلى عمليات طلاء بعد التصنيع فمنها الخشب الأسود والأبيض، موضحا "إقامة مصنع هناك لتصنيع الجذوع هو الحل الأفضل لتوفير النفقات، وذلك حتى تصل إلى مصر بأسعار مناسبة وتضاهى الخامات الأوروبية، لافتا إلى أن السفير المصرى فى الجابون أحمد بكر قدم كل الدعم للوفد المصرى هناك وخرج معهم فى جميع الجولات".
ومن جانبه قال عبد الحليم العراقى نائب رئيس غرفة صناعة الأثاث، إن الخشب المصنع يعتبر أحد الصناعات المغذية والمكملة فى صناعة الأثاث، ويعتبر أحد البدائل الصناعية للخشب الطبيعى ذات التكلفة المرتفعة، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى تكاليف الخشب الطبيعى والخشب المُصنع فإن التكلفة قد تتراجع للنصف حال إدخال الخشب المصنع فى صناعة الأثاث.
وأشار العراقى، لـ"اليوم السابع"، إلى أن غرفة صناعة الأثاث تسعى لتغيير فكر المصنعين اللذين يفضلون الاعتماد على الخشب الطبيعى فقط، ونسعى لنلفت أنظارهم لهذا النوع الجديد من الخشب ليكون بديلا عن الأنواع التقليدية، وهنا نسعى لتغيير حرفة الأثاث إلى صناعة عبر تغيير كل مدخلات الإنتاج.
وأوضح نائب رئيس غرفة الأثاث أن العالم كله طور من صناعة الأثاث ونحن نقف عند نقطة معينة لا نحاول العبور منها، ولابد أن تغير الدولة فكرها لهذه الصناعة من خلال بناء صناعة جديد لمدخلات الإنتاج تعتمد على المواد المصنعة وليس المواد الطبيعية فقط، لافتا إلى أن عوادم صناعة الأثاث يمكن إعادة تدويرها فى التصنيع.
وأكد العراقى أن الخشب المُصنع يدخل فى صناعة كل الأنواع التى نقوم بتصنيعها فى مصر، وقوة استحمال الخشب المُصنع تضاهى الخشب الطبيعى، موضحا "تم إدخال تكنولوجيا الاعتماد على الخشب المصنع فى مصر لكن على استحياء، و90% منها مستورد مما يرفع تكلفتها وعزوف المصنعين عنها حاليا لكن اتجاه الدولة لتصنيع هذه الخامات يوفر العملة ويُخرج منتج قابل للتصدير".
وتابع "الخامات البديلة التى نسعى لإدخالها تعتمد على البحث العلمى وتكنولوجيا مكلفة بعض الشىء فى البداية لكنها ذات نتائج مبهرة من حيث توفير مليارات الدولارات موجهه لشراء كل مدخلات الإنتاج من الخارج، ولابد أن تتدخل وزارة الصناعة لعمل اتفاقيات "نوهاو" لإدخال المصانع الألمانية والإيطالية التى تعتمد على هذا النوع من التكنولوجيا فى التصنيع ومن ثم نقلها للسوق المصرية".
وكشف العراقى أن تكنولوجيا "النوهاو" تعنى إعادة تدوير عوادم مخلفات الصناعة "صناعة الأثاث" وتحويلها إلى ألواح من الكونتر والقشرة الصناعى وألواح إم دى إف والأخشاب البديلة والأكسسوارات البديلة، لافتا إلى أن الصين نجحت فى نقل تكنولوجيا "النوهاو" من أوروبا وبدأت تنافس المنتجات المصرية بصورة كبيرة فى أوروبا.
وأشار إلى أن المستهلك الأفريقى يشترى منتجات الأثاث من دبى وأوروبا رغم أننا كمصنعين مصريين نصدر منتجاتنا إلى أوروبا والتى تعود مرة أخرى إلى أفريقيا لكن حدثت قطيعة للسوق الأفريقية خلال السنوات الماضية جعلت من المستهلك الأفريقى لا يستوعب أن مصر تطورت بهذا الحد فى صناعة الأثاث ووصلت لتلك المرحلة، حتى أنهم يشتروا منتجاتنا على أنها مستوردة من أوروبا، وسفير الجابون صرح خلال زيارته للمنطقة الصناعية فى دمياط أنه يشترى نفس هذه المنتجات من أوروبا بأسعار مضاعفة عن الأسعار المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة