بات البرتغالى كريستيانو رونالدو يفرض هيمنته على مدريد وأوروبا، حيث حقق النجم البرتغالى الثلاثاء فى ذهاب نصف النهائى أمام أتلتيكو مدريد، الـ"هاتريك" الثانى له تواليا فى دورى أبطال أوروبا، ما دفع مدربه الفرنسى زين الدين زيدان للإشادة بلاعبه "الفريد".
فعلى ملعبه سانتياجو برنابيو، جدد ريال تفوقه على غريمه الإسبانى الذى هزمه فى المسابقة الأوروبية فى المواسم الثلاثة الماضية (نهائى 2014 و2016، وربع نهائى 2015)، وبات فريق المدرب زيدان على مشارف النهائى الثالث له فى أربعة مواسم، بانتظار نتيجة مباراة الإياب التى تقام على ملعب فيسنتى كالديرون الأربعاء المقبل.
ويدين ريال بنتيجة الثلاثاء إلى رونالدو، الذى سجل من متابعة رأسية فى الدقيقة العاشرة، وتسديدة قوية من حدود منطقة الجزاء فى الدقيقة 73، وكرة من داخل هذه المنطقة فى الدقيقة 86.
وبات رونالدو أول لاعب يسجل "هاتريك" فى نصف نهائى دورى الأبطال منذ البولندى روبرت ليفاندوفسكى موسم 2012-2013.
وبعد خمسة أهداف فى مرمى بايرن ميونيخ الألمانى فى ربع النهائى منها "هاتريك" أيضا فى سانتياجو برنابيو، يكتب البرتغالى صفحة جديدة فى أسطورته الشخصية، برفعه رصيده التهديفى القياسى فى المسابقة الأوروبية إلى 104 (بينها هدف فى الدور التمهيدى).
رونالدو يضيف المزيد لسجل أرقامه القياسية
وكان رونالدو (32 عاما) بات فى ربع النهائى أول لاعب يسجل مئة هدف فى دورى الأبطال، يليه نجم برشلونة الإسبانى الأرجنتينى ليونيل ميسى (94 هدفا)، ورفع البرتغالى رصيده إلى 10 أهداف فى الدورى الأوروبى هذا الموسم، وبات على بعد هدف واحد من ميسى متصدر ترتيب الهدافين، علما أن الأخير بات خارج المنافسة.
كما بات اللاعبان يتساويان فى عدد "الهاتريك" فى المسابقة الأوروبية (7 لكل منهما)، علما بأنهما يحتكران منذ العام 2008 جائزة أفضل لاعب فى العالم، بواقع 5 مرات لميسى و4 لرونالدو.
ويبدو رونالدو ماضيا هذا الموسم بخطى ثابتة لإحراز جائزة الكرة الذهبية للمرة الخامسة والتساوى مع ميسي، لاسيما فى حال قيادته ريال إلى لقبه الثانى عشر فى دورى أبطال أوروبا.
احتفال نجوم ريال مدريد
رونالدو يتلقى الإشادة من الجميع
وأشاد زيدان عقب المباراة بلاعبه "الفريد"، قائلا إن "تسجيل الأهداف هو أمر يميزه عن الآخرين، وهذا ما يجعله فريدا".
وتابع "لعبنا بشكل رائع، فليس من السهل تسجيل ثلاثة أهداف (ضد أتلتيكو)، نصف الساعة الأول كان رائعا، حصلنا على الكثير من الفرص لتسجيل هدف ثان، لكننا فعلنا ذلك فى الشوط الثانى".
أما رونالدو ففضل الإشادة بزملائه قائلا إن "الفريق كان هائلا.. أنا سجلت الأهداف لكن الفريق كان كبيرا من البداية للنهاية".
كريستيانو رونالدو يصل للهدف رقم 103 فى دورى أبطال أوروبا
الصحافة الإسبانية تحتفل بتألق رونالدو
وأشادت الصحف الاسبانية الأربعاء برونالدو، فوصفته صحيفة "آس" بأنه "المعلم"، بينما اعتبرت صحيفة "ماركا" أنه "خارج عن المألوف".
وناهز عدد أهداف اللاعب مع النادى الذى انضم اليه منذ ثمانية أعوام عتبة الـ400، وهو تخطى الثلاثين هدفا على الأقل فى كل موسم فى مختلف المسابقات، وهى أرقام دفعت زيدان قبيل مباراة نصف النهائى للقول إنه "يغار" بعض الشىء من أهداف رونالدو.
وكتبت صحيفة "آس" أن رونالدو "يكمل تحوله" مع تقدمه فى السن، مشيرة إلى أنه "لم يعد يتمتع بهذه الانطلاقة السريعة لمسافة 50 مترا، إلا أنه يحافظ على نهمه وغريزة الهداف".
ويأمل ريال فى أن يكون أول فريق يحتفظ بلقبه فى البطولة منذ ميلان الإيطالى فى 1990 (وفق الصيغة السابقة للمسابقة)، ويحظى فريق زيدان بالقوة الهجومية الكافية لمواصلة مشواره، إذ نجح بتسجيل هدف على الاقل فى 59 مباراة على التوالى، أى منذ أكثر من عام.
وكان فى إمكان الريال تسجيل عدد أكبر من الأهداف أمس، إذ لاعبوه حاولوا 16 مرة على المرمى مقابل 4 مرات لأتلتيكو.
زيدان يصافح دييجو سيميونى قبل انطلاق المباراة
أحلام جريزمان وأتلتيكو تتلاشى
وعلى الطرف الآخر، كان المهاجم الفرنسى أنطوان جريزمان يرى أحلامه باحراز لقب تتلاشى مجددا أمام البرتغالى، بعدما ريال النهائى فى 2016 بركلات الترجيح 5-3 اثر تعادلهما 1-1 بعد التمديد.
وبات ريال عقدة لأتلتيكو فى دورى الأبطال، إذ أسقطه أيضا فى نهائى 2014، علما بأنه تقدم 1-صفر حتى الثوانى الأخيرة قبل أن ينتزع النادى الملكى التعادل ثم يسجل ثلاثة أهداف فى الوقت الإضافى.
يذكر أن رونالدو وجريزمان تواجها أيضا فى نهائى كأس اوروبا 2016 للمنتخبات، وقاد حينها رونالدو البرتغال إلى اللقب للمرة الاولى، بفوزها على فرنسا المضيفة 1-صفر بعد التمديد.
جماهير ريال مدريد فى المدرجات
موسم رونالدو ينقلب رأسًا على عقب
المفارقة أن رونالدو يقدم أداء استثنائيا فى الجزء الثانى من الموسم، بعد بداية لم تكن على قدر التوقعات، ما دفع جماهير البرنابيو فى بعض المباريات إلى إطلاق صافرات الاستهجان بحقه.
إلا أن الأمور انقلبت منذ إعلانه فى نوفمبر الماضى، تمديد عقده مع النادى الملكى حتى 2021، ويبدو أن لزيدان (44 عاما) دورا أساسيا فى عودة رونالدو إلى مستواه المعهود.
فالمدرب الذى يسعى إلى لقبه الثانى على التوالى فى دورى الأبطال، اعتمد خلال الاسابيع الماضية مبدأ إراحة نجمه البرتغالى فى بعض المباريات، للحفاظ على طاقته ولياقته للمحطات الأساسية.
وقال زيدان الثلاثاء: "من المهم بالنسبة اليه أن يخلد للراحة من وقت إلى آخر فى ظل تراكم المباريات، وهو يدرك ذلك.. هو ذكى".
