صدر مؤخرًا عن دار ثقافة للنشر والتوزيع، رواية بعنوان "ذات أغسطس" للكاتب فاطمة علي مبارك الكواري، وتقع في 256 صفحة من القطع المتوسط.
ترى رواية "ذات أغسطس" أن تعيش المرأة الحب وهمًا جميلاً عله يأتي ذات يوم محملاً بأحلامها.
منحت الكاتبة فاطمة علي مبارك الكواري بطلة روايتها "روان" حبًا كاذبًا يعيدها إلى عالم "عزام" ذلك العالم الوهمي، حيث يكون فيه عزام هو حبيبها، وزوجها، ووالد أطفالها، وشريك رحلتها في الحياة، إنّه عالمٌ مثالي نسجته "روان" في خيالها، وركنت إليه، بل وصدقته بشدة، ما جعلها تقضي أيامها في سلام.
تتخذ الكاتبة فاطمة علي مبارك الكواري، بحسب ما ذكرت الدار في بيان صحفي لها، من حادثة سقوط طائرة طيران الخليج التي حصدت معها مائة وثلاثة وأربعين روحاً، منطلقاً لسرد الحكاية، حيث كانت والدة روان وأخوها الأصغر من بين الضحايا. هذه الحادثة هي التي أدخلت روان المستشفى وأفقدتها القدرة على المشي، فقرر والدها المضي بها إلى لندن لتكمل علاجها هناك، ويكون في استقبالهم في المطار عزّام صديق أخوها ولمجرد رؤيتها أول مرة وجد فيها ضحية جديدة يضيفها إلى عدد من النساء اللاتي أغرمن به.
وإذ تترك الروائية لأبطالها حرية الحركة والاختيار والقرار فيما يريدون فعله، روان تترك جابر الذي أحبها في ليلة زفافها، أملاً في حبيبٍ صنعته في خيالها، وعزّام الذي ينتقل من امرأة إلى أخرى، ونورة عمة روان التي تخطط لزواج أخيها سالم من نادية صديقتها لغاية في نفسها، وكارمن التي تزوجت من عزّام وبعد معرفتها بخيانته لها خولت لها نفسها الانتقام منه شر انتقام بأن أهدت إليه "كوليت" فتاة مريضة بالإيدز وبعد إصابته بالمرض طلبت منه الطلاق وهي تقول له "لا تخف يا عزيزي، فلن يقتلك الإيدز سريعاً".
هذه التفاصيل وحيثياتها شكلت شبكة من العلاقات الروائية ذهبت معها كل شخصية في طريقها إما إلى الحياة من جديد وإما إلى انتظار الموت، وهي مؤشرات تشي باستحالة العيش مع الآخرين في خداع دائم، وأن فعل الندامة لا ينفع عندما يصحو ضمير صاحبه متأخراً.