تميم فى مهب الريح

يتغير أم يغير؟! هذا هو السؤال المطروح يوميا ويتعلق بالمصير الذى ينتظر حاكم قطر، وذلك فى ظل المناخ السياسى الساخن على أرض قطر ومحيطها العربى والدولى، خاصة بعد سقوط الأقنعة الدبلوماسية والكشف عن التجاوزات الأمنية والتدخلات السياسية التى قام بها الجانب القطرى فى داخل عدد من الدول العربية والخليجية، وتحول المشهد الى نفاد الصبر الدولى وممارسة نوع من الضغوط العقابية على حاكم قطر..

 فالحصار الجوى والبحرى والبرى يستمر، وحالة من الترقب والتصعيد الممنهج ضد الأمير القطرى العاجز عن إدارة ملفات أو تقديم ضمانات وتحقيق إنجازات إيجابية سريعة لصالح وطنه على الأقل مستمرة .. تدخل ايرانى على الأرض وتركيا تسرع بالدعم السياسى والغذائى والعسكرى، إيران بدورها تجنى ثمار علاقاتها مع النظام القطرى وتعاونها السياسى والأمنى معه فى الخفاء والعلن، فتجدها فرصة الآن للتمدد والتقدم والتواجد على أرض قطر بعد أن ثبتت تواجدها على أرض سوريا بحجة الحماية دائما..

إذاً: هل التعنت من الأمير سيستمر فى أسلوب وتوجهات الحكم أم التفاوض الخليجى والعربى سيؤدى لعدد من التنازلات لاستعادة الثقة فى هذا الحكم؟! التغيير فى العقيدة الحاكمة أم التغير للحكم والأسرة الحاكمة التى ستكون نقطة الفصل فيها تطور الأحداث فى المرحلة القادمة.

لقد أعطى زمن أوباما هذا النظام القطرى مقعدا أماميا للقيادة وفشل حاكم قطر وابنه تميم وتعدى الخطوط الحمراء، وأصبح فى الخطوط الخلفية ولا يستحق التواجد فى تشكيلة الحلف الجديد فكل ما بعد قمة ترامب فى الرياض هو مختلف عما كان قبل القمة ، وترامب وأوروبا فى تضامن غير معلن لهذا التأديب والتغيير القطرى للعقيدة والحكم.

واضح الآن أن الموضوع مجرد نوع من التفاوض والمقايضة على الوقت والشخصيات الضامنة للحكم بعد العزل لتميم وضمان الخروج الآمن له، وبدون المحاكمة له والعديد من المستشارين والإخوان الإرهابيين والحمساويين فى الجزيرة وفى مفاصل السلطة.