انتجت مجالس السمر فى القرى مواقف عديدة سجلها التراث المصرى، وتحولت لأمثال مازال يرددها الناس حتى يومنا هذا. فكان أهل القرية يجتمعون قديماً بعد صلاة المغرب أمام منزل أحدهم ويجلسون على الكنبة البلدى أو يفترشون الأرض يتناقشون فى الأمور العديدة التى تشغلهم. ويتحدثون عما تمر به قريتهم من أحداث، وكانت تلك التجمعات تفرز الكثير من المواقف والنوادر التى أثرت التراث المصرى بقصص عديدة. كما خرج منها الأقوال والأمثال الشعبية التى استمرت على ألسنة المصريين حتى الآن.
ولعل من تلك الأمثال "سكتناله دخل بحماره " حيث يرجع أصل هذا المثل إلى تجمع أعيان قرية ما يتناقشون فى أمور هامة، وكان عندما يمر أحد أهل القرية احتراماً لهم ينزل من على دابته ويلقى السلام ثم يمر، ولكن فى أحد المرات مر بهم رجل فقير يركب حماره فقالوا له لا داعى لأن تنزل من على حمارك فألقى السلام ومر وقاموا بإعفائه من النزول من على دابته تلك المرة .
تكرر الأمر عدة مرات حتى مر الرجل فى أحد الأيام من أمام مجلسهم ودخل المجلس بحماره فتعجب الجلوس وقاموا بإخراجه من المجلس وقال أحدهم معلقاً: سكتناله دخل بحماره، ومنذ ذلك الوقت انتشر هذا المثل تعبيراً عن استغلال أحد الأشخاص للموقف والتمادى فى ما يفعله بسبب تساهل الآخرين معه.