يوما تلو الآخر تزداد العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا تعقيدا، بعد أشهر من محاولات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إطلاق عهد جديد من التقارب بين الخصمين الدوليين الأكبر. وتمثل قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، التى ينفيها الكرملين، نواة التوتر بين البلدين منذ الصيف الماضى.
وبعد أشهر طويلة من الصمت الروسى بشأن طرد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، 35 دبلوماسيا من واشنطن والسيطرة على مقرات تابعة للكرملين، فى ديسمبر2016، يبدو أن موسكو نفذ صبرها، لتعلن، أول أمس الجمعة عن اتجاها لاتخاذ إجراءات مماثلة فى حال عدم تغير الوضع بشأن الممتلكات الدبلوماسية الروسية المحجوزة فى الولايات المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفى، "إن عدد موظفى السفارة الأمريكية، فى موسكو، يتجاوز بشكل كبير عدد موظفى السفارة الروسية، فى واشنطن". وأضافت "أن أحد السيناريوهات المطروحة تتمثل فى ترحيل دبلوماسيين أمريكيين، من موسكو، ردا على طرد الدبلوماسيين الروس، وحجز الممتلكات الدبلوماسية الروسية، فى الولايات المتحدة".
وأشارت إلى أن هناك العديد من موظفى المخابرات المركزية الأمريكية، فى السفارة الأمريكية، فى موسكو، لافتة إلى أن موسكو، مستعدة أيضا للرد بشكل مماثل فى مجال الممتلكات الأمريكية، فى روسيا، موضحة أن البعثة الدبلوماسية الأمريكية تملك قطعتين من الأرض فى العاصمة الروسية.
ولفتت إلى أن بلدها انتظرت فترة طويلة حتى تعالج الإدارة الأمريكية الجديدة، قضية الممتلكات الدبلوماسية الروسية المحجوزة، إلا أن موسكو، لا ترى حتى الآن أى تطورات إيجابية بهذا الشأن. وحذرت زاخاروفا، من أن موسكو، ستضطر إلى القيام بخطوات جوابية، لأن الوقت على وشك الانتهاء.
وفى تطور جديد بقضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية وعلاقة نجل ترامب بالأمر، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مسئول سابق فى الاستخبارات الروسية، قال إنه حضر العام الماضى اجتماعا مع ابن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومحامية روسية.
وأوضح رينات أخمتشين، الذى يعمل حاليا بإحدى جماعات الضغط، أن الاجتماع جرى فى "برج ترامب". ووعد ترامب الابن فى الاجتماع بأن يحصل على مواد تتعلق بالمرشحة الديمقراطية فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية هيلارى كلينتون، وفقا لرسائل من بريده الإلكترونى.
وكان ترامب الابن قد أكد حضور المحامية الروسية ناتاليا فيسيلنيتسكايا، لكنه قلل من أهمية الاجتماع الذى جرى فى 9 يوليو من العام الماضى.
وتلعب أنشطة القرصنة دورا كبيرا ورئيسيا فى التوتر بين البلدين وبات الأمريكان يرون كل هجوم إلكترونى بأنه على صله بروسيا حتى دون التحقيق فى ذلك.
وذكرت مجلة "فورين بوليسى"، الأمريكية، أن البريد الإلكترونى لمسئول أمريكى رفيع المستوى مختص بالشأن الروسى، تعرض للاختراق، مشيرة إلى أنه وسط تزايد القلق بشأن الهجمات الإلكترونية فأنه يجرى استهداف حتى الخبراء المختصين بالشأن الروسى.
وأوضحت المجلة فى تقرير على موقعها الإلكترونى، أن هاكر يدعى جونى والكر قام، الثلاثاء الماضى، بإرسال بريد إلكترونى لعدد غير معروف من الأشخاص يزعم أن بحوزته سلسله من الرسائل التى تعود للبريد الإلكترونى الشخصى، غير الحكومى، لمسئول فى الاستخبارات الأمريكية.
وأضافت أن الرسالة ضمن ما يمثل عامين من الرسائل الإلكترونية من البريد الخاص للمسئول الأمريكى، الذى يعمل بالذراع الاستخباراتى السرى لدى الخارجية الأمريكية والمختص بالشأن الروسى. ولم تكشف المجلة الأمريكية عن هوية المسئول الأمريكى الذى تعرض للقرصنة مشيرة إلى أنه فى منصب رفيع المستوى فى مكتب المخابرات والبحوث فى وزارة الخارجية، وفقا لدليل إدارة عام 2017.
وأوضحت فورين بوليسى، أنها لم تكشف عن اسم المسئول بناء على طلب وزارة الخارجية، بسبب مخاوف أمنية، ولفتت إلى أن خبرة المسئول فى السياسة الروسية والجريمة المنظمة تجعل منه هدفا هاما.
وأفاد مسئولون وكذلك كشفت وثائق حصلت عليها المجلة عن أن الهجمات الإلكترونىية تتجاوز المسئولين السياسيين الكبار حيث تضم أيضا الخبراء ومراكز الأبحاث وخاصة أولئك الذين يعلمون على الملفات الروسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة