حكايات كثيرة تدور حول ختان الإناث والمجتمع بين مؤيداً ورافض وقانون يغلظ العقوبة على الفاعل والذى يتسبب فى قتل الحياة حرفياً فى فتاة كل ذنبها انها ولدت فى مجتمع يلهث وراء التقاليد والعادات النافع منها والضار أحياناً، وعلى الرغم من أن الموضوع شائك والقضية حساسة ومن المفروض أن يتجنب الناس الحديث فى هذا الأمر خاصة النساء.
إلا أن ما حدث فى قرى الصعيد سواء فى أسيوط أو المنيا كان صادماً فالسيدات تخلين أخيراً عن صمتهن وقررن دفع الضر عن بناتهن وعدم جعلهن يخضن تلك التجربة المريرة فالإنطباع العام عن قضية الختان أنها صدمة للفتاة لا يمحوها إلا الموت وعلى الرغم من حساسية الأمر إلا أن القصص التى رويت من أمهات وبنات مختنات كانت تدمى القلب فمن باب إسأل مجرب كن خير من يتحدث عن الختان.
ماجدة إسكندر أم لبنت وحيدة لم ولن تختنها على حد قولها وتؤكد ذلك قائلة:الختان جريمة بعد اللى شوفناه مع أزوجنا والعذاب اللى شوفناه فى حياتنا مش ممكن نوريه لبناتنا وموضوع الختان مالوش علاقة بالعفة ولا الكلام ده العفة بتيجى من التربية والبيئة اللى البنت فيها.
تضيف ماجدة:الموضوع ذكرى مؤلمة البنت بتشيلها طول حياتها من قطع جزء حساس منها ونزيف بها وعن تجربة انى بأسى من الختان لحد دلوقتى بعد زواج دام 30 سنة بأكد إن اللى شوفته فى حياتى مرارة وعشان كدة لما شوفت ده هايحصل قدام عينى لما كانو جايبين واحد تختن 4 بنات ووقفتلهم قولت هابلغ عنكم .
تواصل اسكندر حديثها عن مأساتها قائلة الختان بيتم عن طريق داية أو دكتور أو حتى حلاق زى ما حصل معايا وبنتى مخطوبة ومختنتهاش ومش هاختنها مهما حصل لأن الموضوع بيأثر على الواحدة فى حاجات كتير مش هاينفع أقولها.
مريم من درونكة بأسيوط فتاة لم تتزوج لكنها إكتوت بنار الختان تؤكد بعد أن فاض بها الكيل:الختان ده حاجة وحشة خالص وكل ما أفتكر اللى حصلى جسمى بيتكهرب ولما اتعملى ختان حصلى نزيف فى ساعتها.
ومن جهة أخرى تؤكد نورهان محمد محمود من قرية أبو زيد التابع لمركز الفتح بأسيوط أنها ضد ختان الإناث ولأن أنا اتختنت وأختى الكبيرة رفضنا إن ده يتعمل مع أختى الصغيرة والحمد لله ماحصلهاش حاجة ولما أكبر إن شاء الله مش هاختن بناتى لأن الفعل ده سيئ وبيأثر على نفسية البنت.
ايه من قرية الشغبة بأسيوط 21 عام تؤكد أن من أضرار الختان النزيف وما يعقبه من أضرار نفسية وقد يؤدى الأمر إلى الوفاة وواجب علينا ننصح الناس ماتختنش عشان هى كدة بتقطع جزء حى منها .
وفى شمال الصعيد وتحديداً فى مدينة المنيا قامت حملة للرنامج القومى لمناهضة ختان الإناث وكانت ردود الفعل إيجابية للغاية حيث استمع المواطنون لندوات التوعية وتفاعلوا معها بل وطرحوا مواقف لهم ساهمت فى التقليل من هذه الظاهرة.
أكد الدكتور مجدى حلمى منسق الجمعيات فى البرنامج القومى لمناهضة ختان الإناث بالمجلس القومى للسكان، خلال جولتنا لتوعية المواطنين بمحافظتى المنيا وأسيوط أن هناك العديد من الأنشطة التى تمت بمشاركة الجمعيات الشريكة لنا فى المحافظتين وهذه الأنشطة بمشاركة الجيل الجديد من الأولاد والبنات وهو ما يوعيهم فى سن مبكر لإنهاء ختان الإناث فى المهد.
وأضاف حلمى نحن اليوم فى قرية ابو مهدى بالمنيا ورد الفعل رائع خاصة مع تواصل المواطنين معنا على وسائل التواصل الاجتماعى واستقبال المواطنين لنا واستفسارات المواطنات اللاتى أمطرننا بأسئلتهن، الأمر الذى أسعدنا وأصبحت النساء فخورات بعدم ختانهن وتحلين بالجراءة فى إعلان ذلك.
وأضاف حلمى فى رسالة للمرأة المصرية أن الختان ضار سواء على يد طيب أو على يد داية فليس التعقيم هو المهم فالعضو الذى يتم قطعه له وظائف للأنثى لا غنى عنه وأخيراً الختان جريمة ويجب أن يعلم الجميع ذلك بنص القانون.
