استخدمت دولة الإرهاب والفتنة قطر "المشاريع الخيرية" كغطاء لها لدعم وتمويل الكيانات الإرهابية فى القارة السمراء، مستغلة احتياجات بعض الدول الأفريقية الفقيرة لتقديم المساعدات لها من ناحية ومن الجانب الآخر كستار لدعم الإرهابيين والجماعات المسلحة هناك.
وكشف تقارير غربية حجم المساعدات الإنسانية التى أرسلتها قطر لعدد من الدول الأفريقية، من خلال الموسسات الخيرية التى دشنتها الدوحة خصيصا لهذا المجال، وكانت الدول التى حظيت على نصيب الأسد من المساعدات هى السودان وغانا ومالى، التى تتلقى تمويلات بحجة دعم قطاعات كالصحة والتعليم وغيرها وفى الواقع تذهب تلك الأموال لجماعات متطرفة.
وذكرت التقارير، أن مؤسسة "راف" القطرية للخدمات الإنسانية شيدت عدد من المدارس فى 10 دول أفريقية خلال السنوات الثلاث الماضية بتكلفة إجمالية بلغت 13.4 مليون ريال قطرى، فى وقت أعلنت فيه مؤسسة "قطر الخيرية" المدرجة ضمن قائمة الإرهاب من جانب "الرباعى العربى" عن خطتها الجديدة التى تشمل مشاريع مياه وكفالات أيتام وبناء مراكز ثقافية ومساجد، بتكلفة إجمالية تصل إلى 30 مليون ريال قطرى.
واعتادت قطر التحايل على فقر تلك الدول، وإغرائها بالمال والمساعدات، وفى المقابل السماح بالتدخل فى شئونها ودعم جماعات بعينها ماليا وعسكريا.
مؤسسة "راف" ودورها المشبوه
كشفت "راف" بنفسها عن حجم المساعدات التى تقدمها لدول القارة السمراء، ففى موقعها الإلكترونى قالت المؤسسة الداعمة للإرهاب والممولة له، إن جمهورية الصومال حظيت بالنصيب الأوفر من هذه المشاريع التعليمية بواقع 9 مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية وصناعية وثانوية تمريض فى مناطق مختلفة من البلاد، وجاءت كل من السودان وغانا ومالى فى المرتبة الثانية ببناء 5 مدارس متنوعة فى كل منها، لدعم جهود هذه الدول فى دعم الأنظمة التعليميّة.
وقامت المؤسسة القطرية ببناء 6 مدارس فى مختلف المراحل الدراسية بواقع مدرستين، فى كل من جزر القمر وتشاد، وموريتانيا، ومدرسة فى كل من جيبوتى والنيجر وتونس، وكل ذلك تحت غطاء دعم المجال التعليمى وتوفير الدعم الاقتصادى للأسر الفقيرة لتفريغ أبنائهم للتعليم، ولكن فى الواقع أن هذا الدعم يحمل خلفه العديد من علامات الاستفهام.
وكانت قد كشفت مصادر خليجية، أن حمد بن خليفة، أمير قطر السابق، والد أمير الإرهاب تميم بن حمد؛ هو الممول الأول والأكبر للجماعات المتطرفة المسلحة بدولة مالى.
وأكدت المصادر، لـ"اليوم السابع"، على أن التمويل القطرى للجماعات المسلحة بشمال مالى، يهدف لتسهيل خطف الدبلوماسيين الأجانب وضرب وزعزعة استقرار الدولة السمراء من أجل السيطرة على ثروات البلاد.
وكانت صحف فرنسية قد أكدت استياء هيئة الأركان الفرنسية من الدور القطرى المشبوه فى مالى، ودعم الجماعات المتشددة مثل "القاعدة" و"بوكو حرام" الموالية لتنظيم "داعش" الإرهابى، والانفصاليين الطوارق، وحركة "التوحيد والجهاد" الإرهابية فى أفريقيا.
وتتنوع تحركات قطر الخبيثة فى مالى، من دعم الجماعات المتشددة، وتحركات للسيطرة على الثروات، وخطف الدبلوماسيين الأجانب، وتمويل الانفصاليين.
موريتانيا تفضح آلاعيب قطر
ومن ضمن الدول التى طالتها دسائس دولة الإرهاب القطرية، كانت جمهورية موريتانيا، والتى أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية معها بسبب آلاعيب الإمارة الخليجية الصغيرة فى دعم وتمويل الجماعات المتشددة والمتطرفة فى القارة الأفريقية خاصة فى داخل نواكشوط، أو بالدول المجاورة مثل مالى.
وجاء قرار موريتانيا يوم 5 يونيو الماضى، وفق بيان لوزارة خارجيتها بسبب تمادى الدوحة فى سياسة دعم التنظيمات الإرهابية وترويج الأفكار المتطرفة، حيث ذكرت أن بلادها أكدت فى كل المناسبات التزامها القوى بالدفاع عن المصالح العربية العليا، وتمسكها الثابت بمبدأ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل فى شئونها، وسعيها الدؤوب لتوطيد الأمن والاستقرار فى الوطن العربى.
وكشفت مصادر سياسية موريتانية، لـ"اليوم السابع"، عن مفاجآت جديدة فيما يتعلق بقرار قطع العلاقات بين نواكشوط والدوحة، مؤكدين على أن نظام تميم بن حمد، الأمير القطرى الطائش، يمول جماعات معارضة داخل موريتانيا لزعزعة استقرار البلاد.
وأضاف المصادر، أن الدعم القطرى للمعارضة داخل البلاد زاد خلال الأيام الأخيرة لشن حملة بوسائل التواصل الاجتماعى لدعم قطر والهجوم على النظام الموريتانى، مؤكدين على أن ذلك ظهر أيضا من خلال بعض المقالات الصحفية المدفوعة الأجر من قبل الدوحة للهجوم على نواكشوط.
واتهمت موريتانيا قطر بدعم التنظيمات الإرهابية، وترويج الأفكار المتطرفة، والعمل على نشر الفوضى والقلاقل فى العديد من البلدان العربية، الأمر الذى نتج عنه "مآسى إنسانية كبيرة فى تلك البلدان وفى أوروبا وعبر العالم؛ كما أدى إلى تفكيك مؤسسات دول شقيقة وتدمير بناها التحتية".
الإرهاب القطرى فى ليبيا
وطال الشر القطرى، دولة ليبيا الشقيقة، بل أنها أكثر الدول الأفريقية التى تأثرت سلبا بل وتدميرا بالدعم القطرى للميلشيات الإرهابية على أراضيها، فقد تصدر إرهابيو تنظيم "القاعدة" الذين عادوا من أفغانستان المشهد السياسى، وأضحى الإرهابى عبدالكريم بلحاج محررًا لطرابلس فى أعقاب الثورة الشعبية التى أطاحت بنظام العقيد، معمر القذافى، وحصل على دعم لوجستى ومالى رهيب من الدوحة.
ولم يكن إدراج ليبيين آخرين فى قوائم الإرهاب للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب وهم مصر والسعودية والإمارات، والبحرين مستغربًا، كون إرهابيى القاعدة باتوا بمظلة سياسية تحاول الدوحة شرعنتها.