أصبح رد إمارة الفتنة والإرهاب على المطالب العربية الـ 13 التى حددتها الدول الأربع مصر والسعودية والإمارات والبحرين، لعودة العلاقات معها مجددا فى حال تخليها عن دعم وتمويل الإرهاب فى المنطقة، واضحا، فقد اختارت الدوحة حلفاءها الفرس والأتراك، لمواجهة أشقائها العرب وتقويض أمنهم القومى.
فبعد انقضاء مهلة الـ 10 أيام ثم مهلة الـ 48 ساعة التى توسطت دولة الكويت الشقيقة لإمهال أمير الفتنة تميم بن حمد، مهلة للرد، وتحكيم العقل والمصلحة العربية الشاملة، كان الرد "السلبى" عنوان أمراء الإرهاب فى الدوحة، لتستمر نبرة العناد والمكابرة والعداء للدول العربية.
ويرى المراقبون أن رد أمير قطر تميم بن حمد، على المطالب العربية بهذه السلبية جاء استنادا على حراسه وحلفائه من إيران متمثلة فى قوات "الحرس الثورى" وتركيا التى أرسلت جنودها كمرتزقة لحمايته وتأمين حياته الشخصية، دون أى اعتبارات لأمن المواطنين، ودون دراسة تبعات ذلك على أمن منطقة الخليج.
التبجح القطرى
وكان رد قطر المتبجح قبل انعقاد المؤتمر الصحفى لوزراء خارجية الدول الأربع المواجهة للإرهاب المدعوم من قطر أمس الأربعاء، بتصريح صريح على لسان محمد بن عبد الرحمن آل ثانى وزير خارجية تميم، بعدة ساعات التى قال فيها إن قائمة المطالب التى قدمت لقطر وضعت لكى تُرفض.
وتأكيدا للعلاقات الإيرانية القطرية قال وزير الخارجية القطرى، أن بلاده تريد علاقات إيجابية وبناءة مع إيران مبنية على احترام الآخر، حسب قوله.
وفى هذا السياق، كشفت مصادر بارزة بالمعارضة القطرية لـ"اليوم السابع"، أن عناصر الحرس الثورى تتولى بشكل مكثف تأمين القصر الأميرى، مؤكدين أنهم يتخفون فى زى عربى وبجنسية قطرية تم منحها لهم النظام القطرى، فضلا عن حراسة الأمير تميم بن حمد فى تحركاته داخل قطر، مشيرة إلى قيام تلك العناصر فى الوقت نفسه بنشاط استخباراتى ضد المواطنين القطريين وفى مقدمتهم المعارضون لحكم الأمير المحرض تميم، الداعم لجماعات التطرف والإرهاب.
ويتصرف تميم باندفاع وتهور وعدم اتزان، خلال الفترة الحالية خاصة مع تواتر المعلومات المؤكدة عن الغضب المكتوم الذى بدأ يزداد لدى أفراد الشعب القطرى، الذين وجدوا أن سياسات العائلة الحاكمة وضعت الدوحة فى عزلة عن العالم الخارجى، وأدت إلى قطع أواصر القرابة والروابط مع الأشقاء فى الدول العربية والخليجية.
شاحنات إيرانية
واستمرار لحالة الفزع لدى تميم، بدأ يستنجد بأعداء العرب من "الفرس" لمده بالمون والمواد الغذائية وغيرها، خوفا من تجويع شعبه والقيام بثورات ضده، فقد نشر العديد من النشطاء القطريين المعارضين لحكمه، صور ومقاطع فيديو شاحنات الحرس الثورى الإيرانى لميناء الرويس فى الدوحة، مما يشير للموقف القطرى المؤيد لطهران على حساب جيرانه العرب.
كما كشف نشطاء خليجيون بمواقع التواصل الاجتماعى، وصول 216 شاحنة إيرانية للعاصمة القطرية الدوحة، لدعم نظام أمير الفتنة والإرهاب تميم بن حمد.
وقام أحد النشطاء من داخل الدوحة بتصوير الشاحنات وهى تسير فى طريق المطار الرئيسى بالدوحة وهى تسيير بكل سهولة وسط السيارات القطرية وتحمل لوح إيرانية.
بينما أوضحت مصادر بالمعارضة القطرية أن هناك انتشارا لافتا لعناصر من الحرس الثورى الإيرانى فى العديد من المبانى والمؤسسات الحيوية داخل العاصمة القطرية الدوحة.
الخوف من ثورة الغضب
ويجتاح الرعب تميم وأسرته الحاكمة من احتمال تحول الغضب المكتوم لدى الشعب القطرى إلى ثورة شعبية جارفة، تطيح به وأسرته من حكم قطر، جعل تميم يعيش فى حالة من والخوف والفزع، بل أن خشيته من ثورة تقوم ضده فى أى وقت جعله يفقد الثقة تماما فى الحرس الأميرى الخاص به أو حرس القصر، خوفا من أن ينضم هؤلاء الحرس إلى الغضب الشعبى إذا انفجر فى وجهه، ولذلك لم يجد تميم سوى اللجوء إلى أصدقائه حكام إيران وتركيا لمساعدته فى الخروج من المأزق، فما كان منهم سوى إرسال قوات الحرس الثورى الإيرانى لحماية تميم من أى انقلاب أو ثورة ضده، على أن تكون مهمتهم الأساسية حماية الأمير، أو تهريبه "سالمًا" هو وأفراد اسرته إلى إيران فى حالة قيام ثورة شعبية ضده.
القطريون يرفعون شعار ارحل لتميم
ولم تمض سويعات قليلة، وتحول الخوف من جانب النظام لرعب حقيقى، فقد دعا عدد كبير من النشطاء المعارضين القطريين للنزول للشوارع والطرق الرئيسية فى الدوحة يوم الجمعة المقبلة، وإعلانها جمعة غضب ضد سياسات تميم بن حمد التى أدت لمقاطعة العرب لبلدهم.
ونادى النشطاء القطريين برحيل أمير الفتنة والإرهاب، مؤكدين أن سياسته التى أدت للمقاطعة العربية لبلادهم وضعتهم فى مأزق وأدت لتدهور اقتصاد البلاد وتأزم الأوضاع.
وقالت المصادر بالمعارضة القطرية لـ"اليوم السابع"، أن مئات الآلاف من القطريين سئموا من الأوضاع الحالية فى الإمارة الغنية، ومن كبت الحريات وسياسة الاعتقال والظلم والاستبداد، وتفضيل المجنسين عن أبناء البد الأصليين.
وأضافت المصادر أن المظاهرات التى ستنطلق عقب صلاة الجمعة المقبلة، سيكون هدفها إعادة كافة الحقوق التى تم سلبها من المواطنين القطريين بسبب خلافاتهم مع أفراد أسرة "آل ثانى" وإعادة العلاقات الخليجية لسابق عهدها ورحيل الأمير المستبد تميم بن حمد.
فيما أعلنت "حركة أحرار قطر" المعارضة للنظام القطرى، على صفحتها بمواقع التدوينات القصيرة "تويتر" عن تنظيمها لتجمع ومظاهرات عارمة تنديداً بما يقوم به النظام الغاشم يوم الجمعة القادم تحت مسمى "جمعة الغضب" وطالبت جميع القطريين بالنزول فى وجه الأمير الطائش.
ويعانى المواطن القطرى البسيط بشدة من تداعيات الأزمة التى تسبب فيها النظام القطرى، مما أجبره على الإعلان عن ثورة بسبب استمرار الأزمة الحالية ضد نظامه المستبد، والمبدد لثرواته وأموال أجياله.
وطالبت المعارضة القطرية، المملكة العربية السعودية ودول الخليج للتصدى لجنون أمير الفتنة والإرهاب تميم بن حمد، ومنعه من إدخال قوات مرتزقة من تركيا وإيران لحماية قصره الأميرى من أى محاولات انقلاب ضده.
التجسس على المواطنين
وفى ظل هذا الرعب الذى يعيشه تميم ونظامه، تعمل السفارة الإيرانية بالعاصمة القطرية الدوحة، على التجسس على المواطنين القطريين من أصول عربية وأبناء القبائل، لرصد أى تحركات ضد الأمير تميم بن حمد.
وأوضحت مصادر، أن الإيرانيين يتدخلون فى الشأن الداخلى القطرى منذ سنوات طويلة، ويدعمون أجهزة الأمن القطرية منذ انقلاب الأمير الأب حمد بن خليفة على والده فى عام 1995.
الإيرانيون يحتلون الدوحة أمنيا
ويلاحظ المواطنون القطريون خلال الأيام الأخيرة الماضية انتشار لافت لعناصر من الحرس الثورى الإيرانى فى العديد من المبانى والمؤسسات الحيوية داخل العاصمة القطرية الدوحة، حيث يدخل الإيرانيون البلاد عبر جوازات سفر باكستانية تمكنهم من التنقل من وإلى قطر والتحرك داخل الإمارة بحرية.
مقاتلو حزب الله يتدفقون على مطار الدوحة
وفى السياق نفسه، كشفت مصادر أمنية خليجية، عن تدفق عناصر من تنظيم حزب الله اللبنانى إلى مطار الدوحة الدولى خلال الأيام القليلة الماضية فى الوقت الذى وصلت فيه قوات إيرانية وتركية للدوحة لتأمين أمير الإرهاب والفتنة تميم بن حمد.
وكانت قد قطعت مصر ودول مجلس التعاون الخليجى شوطا كبيرا فى محاصرة تمويل الجماعات الإرهابية وعلى رأسها ميليشيات حزب الله اللبنانى، وأضحت قيادات الحزب الطائفى على قوائم الإرهاب فى عدد من الدول الخليجية كالسعودية والبحرين والكويت، لكن الدوحة ظلت تمد لهم يد العون ماديا ومعنويا.
ويخشى خبراء أمنيون من استغلال الحزب الإرهابى القرار القطرى الأخير الذى أعفى بموجبه اللبنانيون من تأشيرة الدخول المسبقة للإمارة الخليجية.
وهناك علاقات مشبوهة بين النظام القطرى وحزب الله الذى لا تزال السلطات الأمنية فى عدد من دول الخليج تفكك خلاياه وتكشف مؤامراته على أراضيها، ففى صيف 2006، التقى مسئولون قطريون بقيادات حزب الله فى الضاحية الجنوبية، ليخرج الحزب أكثر ملاءة مالية وأكثر عدائية تجاه اللبنانيين، حتى أنه احتل بيروت فى 2008، مستخدما قوة السلاح ضد قرارات الحكومة اللبنانية.