فضح الفيلم الوثائقى الذى نشره التلفزيون البحرينى أكاديمية "التغيير"، والدور المشترك لكل من قطر والإخوان منذ عام 2011 وحتى الآن لزعزعة استقرار المنطقة العربية، وكيف استعانت الدوحة بالجماعة ومولتها لتدشين مؤسسات داخل الدوحة وخارجها، بهدف تدريب الشباب على نشر الفوضى وتغيير الأنظمة العربية.
منظمات كثيرة تديرها جماعة الإخوان تُعَد قطر الممول الرئيسى لها، فليس أكاديمية التغيير فقط هى التى تديرها الجماعة وتتخذ من كل من لندن والدوحة مقرًا لها، بل عدة ائتلافات ومؤسسات فى الخارج أصبحت لسان كل من قطر والإخوان.
ويعد الائتلاف العالمى للحقوق والحريات وهو ائتلاف حقوقى دولى، أحد الأدوات التى تمولها قطر وتديرها الجماعة فى دول أوروبا، إذ يتخذ عدة مقرات له فى بروكسل ولندن، ويعتمد على استقدام شخصيات حقوقية أوروبية لإعداد تقارير ضد مصر، وعدد من الدول العربية فى الخارج.
الائتلاف العالمى للمصريين فى الخارج أيضًا أحد الائتلافات التى تديرها جماعة الإخوان بشكل رئيسى وتمولها قطر، باعتبارها المسئولة بشكل رئيسى على إعداد الندوات والمؤتمرات الخارجية للجماعة فى العواصم الأوروبية.
وتتخذ المنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة من نيويورك مقرًا لأنشطتها، إذ تنظم جميع فعاليات وجولات الإخوان فى واشنطن ونيويورك، ومسئولة عن إعداد التقارير وإرسالها لنواب الكونجرس الأمريكى وتتضمن التحريض ضد مصر، وهى أيضًا إحدى المنظمات التى تديرها جماعة الإخوان، وتتلقى تمويلاً مباشرًا من قطر وقيادات الجماعة بالدوحة.
وعن طرق استخدام قطر للإخوان فى إدارة مؤسسات وأكاديميات لزعزعة استقرار المنطقة؛ قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن قطر ما هى إلا عدة مؤسسات أنشئت حديثًا، ومنها أكاديمية التغيير التى عملت من خلال شراكة كاملة مع مؤسسات بحثية غربية على علاقة بأجهزة استخبارات ونافذين فى صنع القرار الدولى، كان أهم وأخطر عناصر مشروع إعادة تشكيل المنطقة، أو ما عرف بالفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الكبير.
وأضاف الباحث الإسلامى فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع": "عملت تلك المؤسسات القطرية عبر تلك الشراكة، على تدريب كيانات جديدة وشبابية من مختلف الانتماءات على كيفية إسقاط الأنظمة والدول، وتحريض الشعوب على التمرد وإثارة الشغب، تحت عناوين الحريات والحقوق، ومولت جماعات إسلام سياسى وحركات ثورية شبابية، وبدأ نشاطها المعلن فى 2010، وعقدت عدة مؤتمرات بالعاصمة القطرية، وكان من الحاضرين بها هيلارى كلينتون، وزوجها، ومادلين أولبرايت، وكونداليزا رايس، ومن الجماعات يوسف القرضاوى، وراشد الغنوشى، وعبد المنعم أبو الفتوح، وصلاح الجورشى، ومن المنظرين الغربيين الذين شاركوا فرنسيس فوكاياما، وغيره".
اللواء عصام أبو المجد، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان تحدث عن قنوات معاقبة تلك المنظمات والمؤسسات الإخوانية القطرية دوليا، إذ قال إن التحرك الدولى البحرينى لمقاضاة الحكومة القطرية لتورطها الصريح والمباشر فى دعم الجماعات المتطرفة فى البحرين التى تورطت فى أعمال العنف والإرهاب منذ العام 2011؛ هو فصل جديد من أجل مكافحة التطرف والإرهاب القطرى للمنطقة العربية.
وأشار "أبو المجد" فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع" إلى أن الخطوة ستقود مسئولين قطريين وشخصيات إخوانية بارزة للوقوف أمام المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن كمتهمين دوليين، خاصة أن دول عربية مثل البحرين وليبيا أعلنت أنها بصدد رفع دعاوى قضائية دولية ضد قطر والمنظمات التابعة لها، لتورطها فى إعداد خطط وعمل تدريبات للشباب لنشر العنف فى المنطقة.
من جانبه؛ تطرق طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إلى سُبُل إشراك قطر للجماعة فى إعداد مؤسسات وكيانات هدفها تدريب الشباب على نشر الفوضى، قائلاً إن قطر خصصت بنوكًا قطرية هدفها استمرار التمويل لإعداد وِرَش عمل لتلك المؤسسات التى تستقطب الشباب للخارج، وتوفر الأموال لتلك الورش.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن قطر اعتمدت على الجماعة باعتبار أن لها شبابًا فى عدد من الدول العربية تستطيع استقطابهم لتنفيذ مخططات إحداث حالة فوضى، خاصة فى كل من مصر، وسوريا، وليبيا، والعراق.