سعيد الشحات

الموساد فى كردستان العراق- 3

الإثنين، 18 سبتمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يواصل الكاتب الصحفى الإسرائيلى «شلومو نكديمون» الكشف عن عمق العلاقة التى ربطت الزعيم الكردى الأمير «بدير خان» بإسرائيل، وكيف أسست لعلاقات الدفء الحالية بين الأكراد وإسرائيل.
 
يذكر «نكديمون» فى كتابه «الموساد فى العراق ودول الجوار»، أن حسنى البرازى وهو زعيم سورى من أصل كردى تمكن من جمع رأس مال كبير جدا، أوصله إلى موقع رئيس الحكومة عام 1942، وكان يرتبط بعلاقة وثيقة بـ«خان» وكبار الدبلوماسيين الإسرائيليين، وفى نفس الوقت يثق فى أن الإسرائيليين يحملون له جميل أنه قدم تسهيلات لهجرة يهود بولندا إلى فلسطين عن طريق العاصمة السورية دمشق، وأثناء حرب 1948 بين الجيوش العربية والعصابات الصهيونية، فكر حسنى البرازى فى الانقلاب على الرئيس السورى شكرى القوتلى، وأن تكون إسرائيل هى ساعده فى ذلك، وهنا جاء دور «بدير خان» فى تحويل هذه الفكرة إلى واقع عملى.
 
يؤكد «نكديمون» أن برازى طلب من بدير خان أن ينقل إلى الإسرائيليين بأن يقوموا بإثارة التوتر على الحدود لجذب قوات الجيش السورى نحو الحدود بعيدا عن العاصمة دمشق، وحين يحدث ذلك يدخل هو العاصمة بكتيبة دبابات ويستولى على السلطة، وأغرى «برازى» إسرائيل بأنه فى حال نجاح الفكرة سيوقع اتفاقية سلام معها، ولما عرض «خان» الفكرة على وزارة الخارجية الإسرائيلية لم توافق عليها.
 
يتحدث المؤلف عن دور مصطفى البارزانى والبارزانيين فى تاريخ القضية الكردية، مشيرا إلى أن الشيخ سعيد، جد مصطفى كان من المناوئين للسلطة العثمانية، وثار ابنه الشيخ محمد ضد الإنكليز عام 1926، وتوفى بعدها ليتم تنصيب شقيقه أحمد شيخا لقبيلة «البارزانيين»، وفى عام 1943 تسلم مصطفى وهو الابن الخامس قيادة القبيلة، ويذكر المؤلف بداية محطاته فى التمرد الكردى على الدولة العراقية، مشيرا إلى المعارك الطاحنة التى دارت بين الجيش العراقى وبينه عام 1945، وعبوره الحدود العراقية إلى شمال غرب إيران وإقامته إلى جوار الأكراد هناك تحت حماية الجيش الأحمر السوفيتى، وكان السوفيت وقتها يشجعون تطلعات الأكراد القومية، وساعدوا على إقامة كيان كردى باسم جمهورية «مهاباد» عام 1946 فى منطقة «مهاباد» وهى عبارة عن قطاع ضيق يقع شرق الحدود العراقية التركية، ولم تدم هذه الجمهورية سوى عام واحد فقط، حيث رفعت السوفيات الحماية لها، وسارعت إيران بالسيطرة على أراضيها.
 
ولهذه التجربة مكانة خاصة فى التاريخ الكردى، فهى أول جمهورية لهم فى التاريخ الحديث، لكن فى تجربتها ما يحمل العبر للخطوة التى يعتزم الأكراد الإقبال عليها حاليا وهى الاستفتاء تمهيدا للانفصال، فـ«مهاباد» قامت فى وقت كانت خريطة العالم تتشكل من جديد وفقا لنتائج الحرب العالمية الثانية، وقامت تحت حماية قوى عظمى وهى «الاتحاد السوفيتى»، وتصور مصطفى البارزانى أنه يقتنص فرصة التحولات الدولية التى كان العالم ينتقل خلالها من حال إلى حال، غير أن رهانه هذا لم يصمد أكثر من عام بفعل لعبة المصالح الإقليمية والدولية، فهل سنشهد تكرارا لما حدث فى حال مضت خطوات الإعلان عن دولة كردية فى شمال العراق؟
 
يرصد المؤلف المعاناة التى أصبح عليها مصطفى البارزانى ورجاله بعد فشل جمهورية «مهاباد»، حيث فشل فى الحصول على مأوى مؤقت لرجاله فى أمريكا، وهرب إلى روسيا بعد رحلة استمرت 52 يوما قطعها سرا عبر الأراضى التركية، وفى روسيا تعلم اللغة الروسية وتزوج معظم رجاله من تركمانيات ومسيحيات روسيات، وعمل هو قصابا فى إحدى المدن الروسية، ولما تولى خروشوف زعامة الاتحاد السوفيتى عام 1953 حظى برعاية خاصة وتم إلحاقه بمعهد إعداد الكوادر التابع للحزب الشيوعى السوفيتى.
أين كانت إسرائيل من كل ذلك؟.. غدا نتابع






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة