قبل شهر واحد فقط من الآن، كان نادى ريال مدريد الإسبانى الفريق الأكثر إثارة للإعجاب فى العالم، ولكنه الآن وبشكل مفاجئ، دخل إلى منطقة الخطر بعد أن تأخر بسبع نقاط كاملة عن غريمه التاريخى برشلونة فى جدول تريب الدورى الإسبانى "الليجا"، وتزايد الإصابات بين صفوفه.
ترتيب الدورى الإسبانى يكشف تراجع ريال مدريد
ويحتل ريال مدريد المركز السابع برصيد 8 نقاط فى جدول ترتيب الدورى الإسبانى، بينما يعتلى برشلونة الصدارة برصيد 15 نقطة.
واستطاع ريال مدريد تحقيق فوز مريح فى بداية مشواره بالدورى المحلى فى 20 أغسطس الماضى بثلاثية نظيفة على ملعب مضيفه ديبورتيفو لاكورونيا، وهو الانتصار الذى جاء كثمرة لنشوة الفريق بفوزه بكأس السوبر الأوروبى وكذلك الإسبانى، بعد أن قدم عرضا كرويا نال إشادة الجميع، ولكن كل شيء تغير إلى الأسوأ فى لمح البصر.
وسقط الفريق المدريدى، بقيادة مدربه الفرنسى زين الدين زيدان، على ملعبه أمس الأربعاء أمام ضيفه ريال بيتيس بهدف نظيف، ليوسع الهوة بينه وبين برشلونة متصدر مسابقة الدوري.
وخلفت هذه الهزيمة آثارا ومشاعر سيئة للغاية داخل أروقة النادى بطل أوروبا، وتظل الأرقام والإحصائيات هى الشيء الوحيد الذى لا يخضع للجدل سواء فيما يتعلق بالانتصارات أو الهزائم، وعلى ضوء هذا تشير الإحصائيات إلى تراجع مثير للذهول فى أداء ريال مدريد.
وخاض نادى العاصمة الإسبانية هذا الموسم 3 مباريات على ملعبه، سانتياجو بيرنابيو، حيث خسر واحدة وتعادل فى اثنتين.
وقال إيسكو، نجم ريال مدريد بعد سقوط فريقه أمام ريال بيتيس: "نجد صعوبة كبيرة فى تسجيل الهدف الأول، ثم يسيطر علينا القلق بعد ذلك".
وشهدت مباراة الأمس واقعة دلت على مدى التخبط الذى يعانى منه ريال مدريد، فقد كان هناك 12 لاعبا من الفريق الأبيض على أرضية الملعب خلال إحدى الدقائق التى توقفت فيها المباراة، وذلك بعدما دفع الجهاز الفنى لأصحاب الأرض بلاعب من على مقاعد البدلاء بدون إخراج لاعب آخر، وهو الأمر الذى لفت انتباه الحكم المساعد ماتيو لاهوز.
واتخذت الصحافة الإسبانية موقفا قاسيا فى حكمها على ريال مدريد فى مباراة الأمس، فقد قالت صحيفة "ألموندو": "ريال بيتيس أحدث فوضى فى ريال مدريد".
وأضافت صحيفة "البايس": "فى نهاية ضبابية وفوضوية أنهوا سلسلة مبارياتهم الـ 73 التى شهدت تسجيلهم لأهداف".
وكانت كلمة "فوضى" هى الأكثر شيوعا فى تقارير الصحف الإسبانية المختلفة عن المباراة، التى سقط فيها العملاق المدريدى على ملعبه.
وفى مشهد آخر يدل على الحيرة والارتباك، الذى ضرب أوصال ريال مدريد فى عقر داره، تجاهل زيدان، المعروف بكياسته وذوقه الرفيع فى التعامل، مصافحة المدير الفنى لريال بيتيس، كوكى ستين، كأحد البروتوكولات النبيلة التى تحدث بين المدربين بعد المباريات.
وبعد ذلك، أظهر زيدان بعض الهدوء والسكينة ودعا إلى عدم التوتر، وقال فى تصريحاته بعد المباراة: "يجب أن نتحلى بالهدوء، المسابقة طويلة للغاية".
ولكن ليس من السهل استعادة ثقة الجماهير، خاصة عندما تكون جماهير ريال مدريد، التى استمتعت كثيرا قبل شهر من الآن بإنجازات وألقاب فريقها المفضل التى حققها فى الموسم الماضي.
ولكى تزداد الأوضاع سخونة داخل ريال مدريد وترتفع وتيرة التوتر بين صفوفه، حقق غريمه التاريخى برشلونة العلامة الكاملة فى مبارياته الخمس التى خاضها فى مسابقة الدورى، وأصبح يتربع على صدارة الترتيب بفارق سبع نقاط عن النادى الملكي.
وهكذا أصبح ريال مدريد يواجه المجهول فى الدورى الإسبانى، وبات مطالبا ببذل مجهود مضاعف، كما لم يعد يتمتع برفاهية ارتكاب الأخطاء.
ولكن يقف عائقا أمام هذه الغاية الإصابات التى ضربت لاعبيه بالجملة فى بداية الموسم، وحرمته من مجهودات بعض من نجومه مثل كريم بنزيمة وثيو هيرنانديز، وماتيو كوفاسيتش، قبل أن ينضم إليهم أمس الظهير البرازيلى مارسيلو.
وفى الحقيقة، نجح ريال مدريد خلال المباريات الثلاث التى خاضها على ملعبه فى خلق فرص لتسجيل الأهداف كانت كافية لمنحه الفوز فى تلك اللقاءات، ولكنها ضاعت هباء بين غياب عنصرى الحسم والتوفيق.
ويواجه زيدان فى قادم الأيام تحديا جديدا يتمثل فى محاولة سيطرته على حالة القلق التى تنتاب لاعبيه، فى الوقت الذى يطالب فيه الفريق بتحقيق الانتصارات، وملاحقة الألقاب بدون أن يحظى بفرصة لالتقاط الأنفاس أو لتصحيح الأخطاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة