"عملية البحث والتنقيب غير المشروعة عن الآثار والاتجار فيها وتهريبها إلى خارج البلاد أصبح للأسف أمرا متكررا نقرأه على صفحات الصحف والمجلات ونسمعه فى وسائل الإعلام بصفة تكاد تكون يومية".. هكذا يرى يوسف خليفة فى كتابه "الآثار المصرية قضايا ومضبوطات" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
فى الكتاب يرى يوسف خليفة أن القائمين بسرقة الآثار ونهبها إما من الطبقة العليا الغنية مستغلة ما لديها من نفوذ وسلطة طمعا فى المزيد من الأرصدة والممتلكات أو من الطبقة الفقيرة المعدمة التى تحاول أن تخرج من غيابة الفقر وترضى بالقليل، بل أحيانا يكون من نصيبهم الموت دفنا فى إحدى الحفر بعد أن ينهال عليهم التراب.
وتابع يوسف خليفة أنه ظهر حديثا النصابون الذين استغلوا طمع الأغنياء وحاجة الفقراء فقاموا بحبك خيوط شباكهم حولهم ودائما هم الفائزون.
ومن الموضوعات التى يتناولها الكتاب قصة الزئبق اأبحمر وعلاقته بالآثار، ويرى الكتاب أنه من ابتداع النصابين الذين ادعوا أن هناك ما يسمى بالزئبق الأحمر له تأثير قوى فى الجان ويستخدم فى تحضيره بل وذهب بعضهم إلى إقناع الناس بأنه غذاء الجان، وربطوا بين كونه أحمر والجن الأحمر وأوهموهم بأن المومياوات الفرعونية تحتوى على ما يشبه البلحة المملوءة بالزئبق الأحمر.
وادعى النصابون أنه بعد تحضير الجان والتحكم فيه يمكن أن يدلنا على الكنوز الأثرية خاصة القطع الذهبية بل ويساعدنا على استخراجها.
ويرى الكتاب أنه من هنا بدأت عمليات النصب بإيهام الضحية بوجود كنز من القطع الذهبية أسفل بيته ولاستخراجه يستلزم الأمر وجود جرامين من الزئبق الأحمر تماما مثلما حدث فى سيناريو إحدى القضايا الأثرية التى وقعت أحداثها فى منطقة عين شمس الشرقية فى سنة 2003. ويحكى الكتاب كيف أوهم أحد النصابين رجل أعمال وحصل منه على 50 ألف جنيه، ثم يبيع له "برادة حديد" ممزوجة بسائل أحمر.