· نفق المشاة بلا فتحات تهوية ومتأخر منذ 4 سنوات
· نائب برلمانى يتقدم بطلب إحاطة ضد وزير النقل
· مواطنون يناشدون الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتدخل
وسط صافرات القطار وصيحات الباعة الجائلين، يتكدس المسافرون على محطة السكك الحديد بمدينة كوم أمبو محافظة أسوان، والتى تشهد أعمال تطوير لم تنته منذ عامين، عانى خلالها المسافرون عبر هذه المحطة من إعاقة التنقل وحمل الحقائب أثناء النزول أو الصعود للقطارات، بعد انتشار الحفر وأعمال الردم والبناء بجانب انتشار معدات العمل على رصيف المحطة، وافتراش أرضية المحطة لعدم جاهزية المقاعد.
"اليوم السابع" انتقل إلى محطة قطار كوم أمبو بمحافظة أسوان، للتحقيق فى أسباب تأخر أعمال ترميم المحطة، وتأخر أعمال الإنشاء ومفاجأت خطة التطوير.
الباعة الجائلون على شريط السكة الحديد
موقع المحطة
تقع محطة السكة الحديد بمدينة كوم أمبو، وسط محافظة أسوان، وتعد المحطة الثالثة التى يتوقف فيها معظم القطارات القادمة من أسوان فى طريقها للقاهرة، بعد محطتى أسوان ودراو، وتخدم هذه المحطة نحو 361 ألف و619 نسمة يقيمون بمركز كوم أمبو، علاوة على المقيمين بمركز نصر النوبة ومدينتى دراو وكلابشة، ويلجأ معظم هؤلاء للسفر عبر محطة كوم أمبو.
محطة قطار كوم أمبو
نبذة عن المحطة
تتكون المحطة من ثلاثة أرصفة رئيسية، بالإضافة إلى رصيف مخصص للبضائع وقطارات نقل محصول القصب قبل دخوله إلى مصنع السكر بمدينة كوم أمبو، ويبلغ طول الرصيف الواحد نحو 400 متراً، بينما تبلغ مساحة المحطة 3 آلاف متر مربع، وتأخذ المحطة الشكل الفرعونى فى التصميم والعمارة، حيث يظهر المدخل الشرقى للمحطة على هيئة بوابة معبد فرعونى بداخله أعمدة مرتفعة، ولم تشهد محطة السكة الحديد بكوم أمبو أى تطوير أو تغيير منذ عام 1997.
تطوير المحطة
بدأت وزارة النقل التفكير فى تطوير محطات السكة الحديد بوجه قبلى وتحديداً محافظات قنا والأقصر وأسوان، من خلال تكليف هيئة السكك الحديدية بالبدء فى أعمال التطوير والترميم للمحطات بنهاية عام 2015 ، ويشمل التطوير التطوير 9 محطات بمحافظة أسوان، من بينها كوم أمبو، على أن يشمل التطوير إحلال وتجديد ورفع كفاءة الأرصفة والمظلات ودورات المياه ومكاتب الموظفين وشبابيك حجز التذاكر للمسافرين وسلم عبور المشاة وغير ذلك بالمحطة.
أعمال الترميم البطيئة
تأخر الانتهاء من التطوير
أكد أحمد حسانى، أحد أهالى مدينة كوم أمبو، أن محطة قطار كوم أمبو تأخرت كثيراً فى أعمال التطوير التى بدأت قبل عامين، ورغم ما عاناه المسافرون عبر هذه المحطة مثل ما عانى منه المسافرون عبر محطة مدينة أسوان، إلا أن أعمال التطوير فى أسوان انتهت بسرعة بعد تدخل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فى إنهاء أعمال التطوير وإخراج المحطة فى أبهى صورها أمام المسافرين وخاصة الرحلات الأجنبية للسائحين.
وطالب "حسانى"، بصدور قرار بتولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مهمة إنهاء أعمال التطوير بباقى محطات محافظة أسوان، خاصة بعد تأخر الشركة المنفذة فى إنهاء أعمال التطوير ومعاناة المسافرين من انتشار الحفر وأكوام الرمال والإسمنت على أرصفة المحطة وتواجد معدات البناء وعدم توافر أماكن انتظار ومقاعد للمسافرين.
الخطورة الأمنية
قال محمد زغلول، أحد أهالى مدينة كوم أمبو، إن الوضع الحالى لمحطة السكة الحديد يمثل خطورة كبيرة من الناحية الأمنية، خاصة بعد أن شهدت المحطة انفجار محدث صوت على رصيف المحطة قبل عامين تقريباً، موضحاً بأن المحطة لا يوجد بها أسوار مرتفعة، ومفتوحة من جميع الاتجاهات ولا يوجد لها أيضاً بوابة دخول وخروج تتحكم فى مراقبة المسافرين أو المارين بالمحطة، فهناك فتحات عشوائية منتشرة بطول رصيف المحطة سواء من الجهة الشرقية أو الغربية.
وأضاف "زغلول"، أن من الخطورة أيضاً انتشار الباعة الجائلين بشكل كبير في المحطة، فمن الناحية الشمالية يتكدس الباعة الجائلون على شريط السكة الحديد نفسه وفوق الرصيف، علاوة على وجود مقاهى فوق المحطة بشكل عشوائى تشغل مساحة كبيرة، ومقاهى أخرى ملاصقة لسور المحطة القصير من الخارج، ويمكن أن يطلق على مثل هذه المقاهى بـ"الغرز" التى يتنشر فيها تجارة المخدرات وبيع الأقراص المخدرة ومشاهدة الأفلام الإباحية عبر أشرطة الفيديو "على حد قوله"، بالإضافة إلى بناء الأكشاك المخالفة بالتعدى على حرم السكة الحديد.
نفق المحطة
وأوضح محمود عطا، من أهالى كوم أمبو أيضاً، بأن الإهمال فى تطوير المحطة لا يقتصر على الجزء الداخلى فقط، ولكنه يمتد إلى الجزء الخارجى، حيث بدأ العمل فى حفر نفق مشاة أسفل السكة الحديد بهدف القضاء على العشوائيات حول المحطة وربط الجهة الغربية للمحطة بالشرقية ومرور المواطنين بدون وجود تكدس أو انتظار للقطارات المارة بشكل حضارى راقى.
وتابع "عطا": إلا أن هذا النفق لم يخرج إلى النور رغم مرور نحو 4 سنوات على بدء أعمال التنفيذ فيه، وأدى تأخر إنشاء النفق إلى تعطل الحركة المرورية على طريق "مصر أسوان" طوال الأربع سنوات الماضية، وفتح طرق بديلة لمرور السيارات ولكنها أكثر صعوبة، حتى تم فتح الطريق منذ أقل من شهر مضى بعد إلحاح من رئيس المدينة الحالى لدى السكة الحديد خاصة فى ظل الانتهاء من أعمال الحفر وانتظار أعمال التشطيبات النهائية للنفق.
طلب إحاطة فى البرلمان
النائب محمد سليم، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز كوم أمبو بأسوان، أكد أنه تقدم بطلب إحاطة بشأن تأخر أعمال التطوير والتجديد بمحطة سكك حديد كوم أمبو، وطالب بضم الطلب للجنة النقل والمواصلات واستجواب وزير النقل، موضحاً بأن الوزارة أعلنت عن تطوير 100 محطة على مستوى الجمهورية، كان نصيب محافظة أسوان 8 محطات منها هى محطات أسوان ودراو وكوم أمبو والرغامة وكلابشة وسلوا وإدفو والسباعية.
محيط المحطة من الخارج
وأشار نائب البرلمان، إلى أنه منذ إسناد عملية تطوير محطة كوم أمبو منذ عامين، إلا أن نسبة الانتهاء وصلت لـ60 % فقط، على الرغم من أهمية المحطة سياحياً واقتصادياً، لافتاً إلى أن محطة كوم أمبو ذات طابع خاص ومدرجة بوزارة الثقافة فى سجلات المبانى ذات الطابع الحضارى المتميز المحظور هدمها، كما أنها تخدم العملية السياحية داخل المدينة، إضافة إلى الأنشطة التجارية وخدمة أكثر من 800 ألف نسمة تضمهم 3 مراكز إدارية هى كوم أمبو ونصر النوبة ودراو.
ملاحظات فنية
وكشف "سليم" بعض العيوب الفنية فى تنفيذ الأعمال الجارية بالمحطة، منها أن المسافة بين ارتفاع باب القطار وبين رصيف الصعود والنزول، غير صالحة هندسياً، مع وجود فراغ يتعدى أكثر من 60 سنتيمتر، مما يهدد بدوره لسقوط الركاب تحت عجلات القطار وخاصة كبار السن، كما أن المحطة لا يتواجد بها دورات مياه آدمية فى ظل انتظار المسافرين القطارات بمواعيد غير منتظمة وخاصة المرضى وكبار السن، وأيضاً أعمال الإضاءة الكهربائية غير كافية وأصبحت المحطة فى ظلام دامس والمسافرين عرضة للسرقة فى ظل غياب كامل لمباحث النقل والمواصلات.
عبارات سياسية على المحطة
وتابع نائب كوم أمبو، أن المحطة لا يتوافر فيها كذلك مقاعد آدمية، وأن ما يتم إنشاؤها عبارة عن كتل خرسانية للمسافرين أثناء انتظار القطارات، كما يتواجد مجموعة من القضبان ببن الأرصفة تحت العراء عرضة للنهب والسرقة مما يمثل إهداراً للمال العام، على حد قوله.
وحول نفق المشاة، طالب نائب البرلمان بالتحقيق فى عدم إنشاء فتحات دخول وخروج للمسافرين عبر النفق على أرصفة السكة الحديد، وعدم وجود سلم كهربائى لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، لأن المسافة تتعدى 14متراً، وكذا عدم وجود فتحات تهوية لأن مسافة النفق تتعدى 70 مترا، لافتاً إلى أن جميع ما سبق يندرج تحت إهدار المال العام وعدم توفير بيئة آمنة وصحية سليمة وبنية أساسية للمواطنين كما كفلها لهم الدستور فى المادة (78)، مطالبا وزارة النقل بسرعة الانتهاء من التنفيذ حتى تعود السيولة المرورية.
رئيس مدينة كوم أمبو
من جانبه، أكد عادل طلحة، رئيس مدينة كوم أمبو، أنه تدخل لدى مسئولى السكة الحديد لفتح طريق "مصر – أسوان" أعلى نفق السكة الحديد، خاصة بعد الانتهاء من جزء كبير من إنشاءه، ويتبقى إعادة رصف الطريق مرة أخرى أعلى النفق حتى تعود السيولة المرورية إلى سابقها بالطريق.
وأشار "طلحة" إلى أن مجلس مدينة كوم أمبو حرر محضر تنسيق بين كل من هندسة كهرباء كوم أمبو وشركة مياه الشرب والصرف الصحى والشركة المصرية للاتصالات، لإزالة ونقل جميع العقبات من كابلات تليفونات وكهرباء وخطوط مياه وصرف صحى.
وفى سياق متصل، أكد رئيس مدينة كوم أمبو، أن اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، وافق على دعم مدينة كوم أمبو بمبلغ 13 مليون جنيه لإنشاء مجمع مواقف لسيارات الأجرة بالمدينة، بدلاً من الموقف القريب من محطة كوم أمبو أسفل كوبرى كوم أمبو، والذى يعد عائقاً مرورياً فى هذه المنطقة.
مسئول السكة الحديد
مصدر مسئول بالمنطقة الجنوبية للسكة الحديد – فضل عدم ذكر اسمه – لفت إلى أن السبب الرئيسى فى تأخر تطوير المحطات هو الميزانية المالية وتمويل المقاول المسئول عن إنهاء أعمال التطوير والإنشاء بالمحطات، مشيراً إلى أن الأعمال التى تم تركيبها والانتهاء منها لا يمكن الاستفادة منها فى نهاية تسليم المحطة لأنه سيكون مضى عليها وقت طويل على تركيبها، وذلك بسبب أن العمل يتم على فترات متباعدة.
انتشار المقاهى والأكشاك الخشبية على المحطة
تركيب أرضية الرصيف
معدات التطوير برصيف المحطة
أعمال التطوير المتوقفة بالمحطة
سلم مشاة بالمحطة
موقع نفق المشاة
مشروع نفق المشاة المعطل
نفق المشاة المعطل
الباعة الجائلون على شريط السكة الحديد
تعديات على مدخل المحطة
صحفى اليوم السابع يشير إلى الإهمال
المسافرون يفترشون أرضية المحطة
فتحات مخالفة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة