بالصور.. بئر القطب بأسيوط لعلاج الأمراض وطلب البركة.. مئات الزائرين لتقديم النذور وشرب المياه.. أحد الأهالى: نعالج أبناءنا ونتبرك به.. وعضو هيئة كبار العلماء: خرافات منهى عنها وهى سبب تخلفنا

الثلاثاء، 05 سبتمبر 2017 01:16 م

بئر القطب بأسيوط لعلاج الأمراض وطلب البركة

أسيوط - هيثم البدرى - تصوير أحمد سالم

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعتقد الكثيرون من أبناء قرى ومراكز محافظة أسيوط، وبعض أبناء المحافظات المجاورة ببركة ومعجزات بئر مياه تتوسط منطقة مقابر عرب المدابغ بمدينة أسيوط يطلقون عليها "القطب"، وأصبح المكان مقاما يفد إليه الزائرون من كل مكان طلبا للبركة وعلاج المرضى، والسيدات التى لا تحمل، ويعتبر عدد من أبناء الطرق الصوفية هذه البئر التى تخرج المياه حتى الآن من بطن الأرض رغم مرور مئات السنوات عليها مزارا مهما وبئرا مباركة فتجمعوا حولها وكسوها بالرداء الأخضر ووضعوا عليها الحناء وتبركوا بها ونذروا لها النذور وذبحوا لها الذبائخ ووفروا مكان للأكل وبيع السلع الغذائية للزائرين القاصدين للمكان الذين يأتون فيضعون المياه على أجسامهم ويقومون بشربها طلبا للبركة.

بئر القطب بأسيوط لعلاج الأمراض وطلب البركة.... by youm7

محمد جمعة سلطان أحد الزائرين يقول إن "بئر القطب" من الأماكن المباركة ومياهه من المياه التى يتم العلاج بها من كل الأمراض ونعالج بها الأطفال المخضوضين نتيجة سقوطهم على الأرض مثلا أو رؤيتهم لأى شىء تسبب فى فزعهم، فيقوم الطفل ليلا مفزوعا من نومه فتأتى الأمهات هنا بأطفالهن ويقوم القائمين على البئر وخدامه بحمل الطفل وتمريره من "السبيل" وهو مكان مبنى بجوار للبئر مفتوح من الجانبين يدخل الطفل من جانب ويخرج من الجانب الآخر ثلاث مرات، وفى المرة الأخيرة يتم رش الطفل بالمياه مرة واحدة على غفلة فتخرج منه "الخضة".

وأضاف سلطان سمعنا أن هذا المكان كان لرجل صالح استقر فى هذه الصحراء الجرداء بمفرده وخرجت له المياه ليعيش منها ويسقى منها المارين من الطريق حتى أصبح دليلا للمارة من هذا الطريق .

ويضيف طلعت عبد الساتر أحد الزائرين أنا آتى إلى هذه البئر سنويا، ولا يمر عام على إلا وأزور هذا المكان وأتبرك به وأضع المياه على جسمى لأن هذه المياه لها بركات وتشفى جميع الأمراض وأضعها على جسمى، ويأتى مثلى كثيرون للتبرك وذبح النذور، حيث يقوم البعض بنذر ذبائح للبئر وأنه إذا شفى من المرض أو تحققت أمنية له أو ضاعت الخضة من ابنه أنه سيذبح أو يحنى البئر - وضع الحناء على جدران البئر - والأكثر زيارة للمكان الأمهات، خاصة كبار السن منهن اللاتى يعرفن قيمة هذه البئر ويأتين بأطفالهن حتى يعالجوهم من الخضة وغيرها من الأمراض.

وأوضحت الحاجة هدى أنها جاءت ببنت ابنها إلى هذا المكان بعد أن دلوها عليه بعد أن لاحظت أن البنت "مخضوضة"، وتقوم يوميا من نومها تبكى وتصرخ دون سبب وأن كثيرا من الأمهات دلتها على هذا المكان وقالت إنها وغيرها كل ما يهمهن علاج الطفل من مرضه حتى لو كان فى أى مكان أو بأى طريقة.

ومن جهته قال الدكتور محمود مهنى عضو هيئة كبار العلماء أن الإسلام دين ودنيا فالدين يخاطب العقل والوجدان والضمير وهذا الدين عقيدة وشريعة، أما العقيدة فلا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى، وأما الشريعة فهى تفصيل كل شىء، وكل ما يجرى من عوام المسلمين من شد الرحال فإن الإسلام منه برىء، فقال النبى صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدى هذا والمسجد الأقصى"، أما ما سوى ذلك فلا يجوز أن تشد إليه الرحال أما ما يفعله الناس فى مثل هذه الحالة أو فى حالات مماثلة فهذا مرفوض دينا وعقلا فمثلا الشيخ "أبى الحسن الشاذلى" عالم جليل وكان من الأولياء الصالحين إلا أنه من كثرة الزيارة إليه عده العوام وسماه الحج الأصغر، وهذه الطرق والأساليب تذكرنا بأيام سيدنا نوح إذ كان فى قومه أشخاص صالحون مثل "ود، وسواع، ويعوق، وياغوث، ونثرا" كانوا صالحين فلما ماتوا بنوا لهم قبورا وصنعوا لهم تماثيل ولما تقادم العهد عبدوهم من دون الله، والإسلام دين عقل وعقيدة وشريعه وعلى هؤلاء أن يعملوا ويصنعوا وينتجوا ويستصلحوا حتى يلحقوا بالغرب الذين أخذوا مبادئ ديننا وفعلوها فتقدموا بدلا من هذه المعتقدات الغريبة التى هى سبب تخلفنا .