-
سفير العراق بالقاهرة: نضع معلومات ووسائل استخباراتية لمحاربة الإرهاب فى حوزة مصر
-
صدام حسين أول طاغية فى العالم يستخدم الأسلحة الكيماوية المحرمة ضد شعبه
-
العرب تخلوا عن العراق فى أصعب المراحل المصيرية والمعركة مع الإرهاب لم تنتهى
-
القضية الفلسطينية هى قضية العرب المركزية
أشاد السفير العراقى فى القاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، حبيب هادى الصدر، بمواقف مصر المشرفة ودعمها للعراق فى حربه ضد الإرهاب سواء على صعيد الجامعة العربية أو فى مجلس الأمن، حرصا منها على الأمن القومى العربى، مشيرا لمحورية الدور المصرى فى المنطقة وسياستها الخارجية المتوازنة ومواقفها فى تهدئة الأزمات بمنطقتنا العربية.
وأكد السفير العراقى بالقاهرة فى حوار شامل لـ"اليوم السابع"، أن إسرائيل وداعش وجهان لعملة واحدة، موضحا أن مشروعهما يسعى إلى تدمير البلدان العربية والإسلامية، واستنزاف قواها ومواردها، مشيرا إلى أن داعش تعد مشروعا تأمريا صهيونيا لخدمة طموحات إسرائيل فى المنطقة.
وفيما يلى نص الحوار..
لنبدأ من مؤتمر إعادة إعمار العراق بالكويت.. كم عدد الدول التى ستشارك به؟ وماهو المبلغ الذى يحتاجه العراق لإعادة الإعمار؟
أعلن نائب وزير الخارجية الكويتى خالد الجار الله، رسميا عن انعقاد مؤتمر الكويت الدولى لإعادة إعمار العراق للفترة من 12- 14 فبراير المقبل، بحضور شخصيات رسمية وخبراء، مؤكدا دعم الكويت للعراق فى جهوده لإعادة إعمار البلاد والاستقرار بها، إذ سيتضمن المؤتمر محاور تنموية، وسيشهد مشاركة القطاع الخاص، فيما سيشارك البنك الدولى مساهما رئيسا فى المؤتمر، لتوفير الضمانات المطلوبة، للقطاع الخاص، وسيخصص اليوم الأول لمنظمات المجتمع المدنى، أما اليوم الثانى فللقطاع الخاص، والثالث لإعلان الدول عن مساهماتها.
وأكد أمين عام مجلس الوزراء العراقى الدكتور مهدى العلاق، أن المؤتمر سيشهد الإعلان عن الفرص الاستثمارية، مبينا أن تقييما مبنيا على دراسات ميدانية متخصصة قد تم لحصر الأضرار بسبب العمليات الإرهابية، وسيعلن فى 13 فبراير المقبل عن المبالغ اللازمة لإعادة الإعمار على الموقع الإلكترونى الرسمى للمؤتمر، وسيناقش المؤتمر موضوعات عدة منها تأمين العمليات الإنسانية فى المناطق المحررة، دور مؤسسات التنمية الدولية فى إعادة الإعمار، وسياسات تطوير البنية التحتية فى العراق، ودور المجتمع المدنى فى بناء الثقة وإعادة التأهيل النفسى والاجتماعى للأفراد.
ونشير إلى أن هذا المؤتمر يعد فرصة لإطلاق برنامج استثمارى كبير تم إعداده من قبل الهيئة الوطنية للاستثمار، بالتعاون مع البنك الدولى للإنشاء والتعمير ويسهم فى إعادة الاستقرار والإعمار وعودة النازحين.
كما أن مسألة إعادة الإعمار الشامل فى كل محافظات العراق، أصبح هدفاً أساسياً لتوجيهات رئيس الوزراء حيدر العبادى، حين أكد بألا تقتصر خطط إعادة الإعمار على المناطق المحررة، إنما تمتد إلى كل المحافظات التى تضررت بشكل مباشر من العمليات الإرهابية التى طالت الكثير من المشاريع والخدمات والمساكن، أو بشكل غير مباشر نتيجة إيقاف العديد من الأنشطة والخدمات فى مناطق مختلفة بسبب الانشغال بتأمين متطلبات المعركة وإدامة زخمها خلال سنوات محاربة داعش مع انخفاض موارد الدولة بشكل كبير نتيجة انهيار أسعار النفط.
لذلك فان برنامج إعادة الإعمار فى العراق سواء من خلال المؤتمر الدولى الذى سيعقد فى الكويت، أو من خلال موازنة الدولة، لا سيما برامج الإقراض التنموى، سيغطى كل المحافظات.
وسيكون لإطلاق الفرص الاستثمارية الكبرى عام 2018 دور مهم في إنعاش الوضع الاقتصادى وامتصاص معدلات البطالة، وقد تضمنت خارطة الفرص الاستثمارية التى أعدّتها الهيئة الوطنية للاستثمار عشرات المشاريع الكبرى المنتشرة مواقعها فى كل المحافظات.
ومع تشخيص تلك المتطلبات نؤكد أن العراق بحاجة إلى مشروع (مارشال) جديد لإعادة إعمار مدننا لأن تكلفة إعادة الإعمار باهظة جدا، وحجم المبلغ يقدر بـ 100 مليار دولار، لهذا فنحن أحوج إلى أن يقف العالم إلى جانبنا، وخصوصا الأشقاء فى هذه المرحلة، لأننا قاتلنا الإرهاب نيابة عن الجميع، ودفعنا من أجل ذلك الكثير من الدماء والأموال، وحان الوقت للجميع، لأن يعترف بفضل العراق والعراقيين، أما بشأن عدد الدول فهناك الكثير من الدول أكدت حضورها إلى المؤتمر وأبدت استعدادها لدعم العراق.
وبهذه المناسبة نؤكد أن أبواب العراق مشرعة للشركات المصرية، وستجد كل العون والترحاب والتسهيلات منا، فنحن حريصون على تعزيز التعاون مع مصر فى كافة المجالات، ويفرحنا كثيرا أن نجد لمسات معمارية مصرية فى مدننا المحررة، لما للشركات المصرية من سمعة جيدة ونحن نلاحظ التطور الكبير والسريع في عدد من المدن المصرية، وسرعة إنجاز المشاريع والخدمات والمدن الجديدة، وهذا الأمر يعد حافزا لأى متابع فى أن يقيم المشاريع والشراكات مع الشركات والمؤسسات المصرية المتخصصة.
بالأمس القريب احتفل العراق بالذكرى الـ97 لتأسيس الجيش العراقى.. ما الذى يحتاجه الجيش عقب دحر داعش؟
الحديث عن الجيش العراقى الباسل، هو حديث عن أعرق الجيوش العربية، ومن أكثرها مساندة لجيوش الدول الشقيقة في كل منازلة، فله أدوار مهمة على صعيد حرب فلسطين عام 1948، إذ كان من أقوى الجيوش التي حاربت جيش الكيان الصهيوني، وتمكن من تحرير مدينة جنين التي بقيت تحت الإدارة العربية حتى احتلالها عام 1967، كما كان للجيش العراقى صفحة مشرقة فى الحروب العربية عام 67 و73، وكان للأكاديميات العسكرية العراقية أدوار رئيسة فى تخريج أكفأ القادة العسكريين العرب الذين أصبح بعضهم رؤساء جمهوريات، وبعضهم الآخر قادة في الجيوش الشقيقة.
نفخر أن جيشنا وسور وطننا عاد من خلال ملحمة نصرنا المؤزر على الإرهاب، جيشا جبارا، حاز على التقدير والاحترام من المراقبين والمتخصصين، فقد خاض أشرس معارك تحرير المدن، وكسر ظهر الإرهاب مع بقية الصنوف البطلة، ونُكبر في جيشنا أنه كان يقاتل تحت راية واحدة، وكان حازما عزوما ضد داعش، ورؤوفا بالمواطنين، وأضحى موضع احترام الجميع.
ومن الدروس المهمة في حرب التحرير الأخيرة، أن هيبة الجيش عات بفضل تضحياته وبتسابق القادة مع الجنود، لاقتلاع نبتة الشر من أراضينا، وأصبح مرحبا به فى جميع المناطق.
أما بشأن مايحتاجه الجيش، فنشير إلى أن الحكومة عازمة على تطوير القدرات التسليحية والتدريبية لجيشنا الجسور، ورفع درجة جهوزيته للدفاع عن البلاد من أى خطر عدوانى خارجى، وهو يعد اليوم من أقوى جيوش المنطقة.
ما هى طبيعة التعاون العسكرى بين مصر والعراق؟ وهل فرت عناصر إرهابية إلى سيناء؟
لقد امتثلت القوات المسلحة العراقية لأمر القائد العام الدكتور حيدر العبادى القاضي بعدم السماح للإرهابيين بالفرار من أرض المعركة، فكان أمامهم خياران، إما الاستسلام أو الموت الزؤام، ولو أن العراق قد فسح لهم منافذ للهروب كما حصل فى ساحات أخرى لوفر الكثير من الدماء والذخيرة والوقت.
لذا نستطيع القول أن من فر إلى سيناء أو غيرها لم يكن من العراق، سيما وأن القوات العراقية قد مسكت الحدود المشتركة مع سوريا وأجرت علميات تمشيط واسعة للصحاري والمناطق النائية، بحثا عن فلول الإرهاب لأجل القضاء عليهم، وبهذا الخصوص فإن القيادة العراقية قد استغربت ما جاء على لسان وزير الخارجية سامح شكرى حول وجود تهاون من العراق بشأن هروب الدواعش إلى سيناء، وهو أمر ننفيه كليا، ولكن المؤشرات تدل على أن ليبيا ودولا آخرى أصبحت ممرا للإرهابيين نحو سيناء، وهذا ما أكده الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مؤخرا، كما لم يعد خافيا إعلان الدواعش مسؤوليتهم عن تنفيذ العديد من الأعمال الإرهابية هناك.
أما بشأن التعاون بين البلدين، فنؤكد أن التعاون موجود ويتطور يوما بعد يوم وهناك قرار عراقى فى إعطاء أهمية قصوى للشقيقة مصر فى مجال مكافحة الإرهاب، كما أن منظومتنا الأمنية لديها توجيهات أن تضع كل مالديها من معلومات وخبرات ووسائل استخبارية لمحاربة الإرهاب فى حوزة مصر والدول العربية الشقيقة.
ونؤكد أن العراق يهمه أن تتطور العلاقات مع مصر فى مستوى الحرب على الإرهاب عن طريق تبادل المعلومات وتعزيز الجهد الاستخبارى والتدريب والتسليح، لأن العراق ومصر يتقاربان فى التحديات، ومن مصلحة البلدين أن تتكامل أدوارهما فى هذا الملف.
ماهو تقييمك للدور المصرى فى المنطقة ولاسيما العراق؟
لمصر مواقف مشرفة، ودعمت العراق فى حربه ضد الإرهاب سواء على صعيد الجامعة العربية أو فى مجلس الأمن، حرصا منها على الأمن القومى العربى. ونحن فى العراق نؤكد على الدور المحوري لمصر فى المنطقة، وسياستها الخارجية المتوازنة ومواقفها فى تهدئة الأزمات بمنطقتنا العربية، كما أن الرئيس السيسى لم يضع شروطا فى مجال دعم العراق، والوقوف إلى جانبنا فى محاربة الإرهاب، فضلا عن دعم وحدة وسيادة بلدنا.
وبشأن تقييم دور مصر فى المنطقة، فنؤكد أن للقاهرة مساعى بناءة فى المنطقة، حيث تعد المصالحة بين الأطراف الفلسطينية نصرا مهما للدبلوماسية المصرية فى أنماطها المتعددة، وهذا يؤكد قدرة مصر وقوتها فى حلحلة الملفات الصعبة.
كما تمكنت من بناء علاقات متوازنة وإيجابية مع محيطها العربى ودول القارة الأفريقية، ونحن فى العراق نرى أن مصر تمتلك بحكم ثقلها الكبير أن تطرح مبادرات على صعيد منطقتنا العربية فى سبيل التخفيف من الأزمات، فمصر يمكن لها أن تجمع الدول الفاعلة على طاولة حوار واحدة للوصول إلى تقاسم للرؤى ومساحات النفوذ وإيجاد السقوف الزمنية لحلحلة ازمات المنطقة.
ومصر يمكن لها أن تسهم إيجابا فى دعم الحل السياسى السورى – السورى، كما نجحت مصر فى إنجاح المصالحة بين الفرقاء فى جنوب السودان بعد حرب أهلية شردت الآلاف، ونزعت فتيل الأزمة اللبنانية الأخيرة، وتسعى إلى جمع الفرقاء فى ليبيا، لإنهاء حالة الانقسام.
السفير حبيب هادى الصدر
ما هو سبب ما وصل إليه العراق من انتشار للفساد وانهيار الجيش عام 2014؟
هناك عوامل وأسباب عدة أدت إلى أحداث عام 2014، منها استشراء الفساد فى بعض المفاصل المهمة فى حينها، وكانت المؤسسات الأمنية يعوزها الإصلاح الهيكلى، ناهيك عن الأزمات السياسية التي كان يشهدها الوطن بين الفينة والآخرى، وكذلك الاضطرابات التي تشهدها المنطقة، والتدخلات الخارجية، مع انعكاس الأزمة في سوريا على الواقع العراقى، وهذه العوامل وغيرها تفاعلت مع بعضها حتى أنتجت أحداث عام 2014 المؤسفة، والتى أنتجت لنا صحوة سياسية ومجتمعية وعسكرية أسهمت فى ولادة العراق الجديد القوى المقتدر، ومثلما انتصرنا على الإرهاب سننتصر أيضا على الفساد وهذا ما بشر به الرئيس (العبادى) فى خطبه الأخيرة.
ماهى حقيقة المزاعم بشأن وجود صراع طائفى بين الشيعة والسنة فى البلاد؟
فى العراق ليس هناك طائفية مجتمعية، لكن ظهرت فى فترة من الفترات طائفية سياسية وكان لها متاجرون ومستفيدون، لكن صلاحيتها انتهت، ولم تعد تناسب مقاساتنا الوطنية، ودليلى على عدم وجود طائفية مجتمعية فى العراق، هو عندما نتأمل مشهد العشائر والقبائل العراقية وعلى سبيل المثال وليس الحصر قبائل تميم، والجبور ، وطى، والعبيد، ومئات العشائر والقبائل الآخرى، نجد أن داخل كل قبيلة يوجد السنة والشيعة وهم متاحبون ومتراصون، الأمر الثانى هو الزيجات المختلطة من مختلف المذاهب والقوميات، ولو جزمنا بوجود الطائفية لشهدنا اقتتالا داخل القبيلة الواحدة، ولوجدنا مصدات ترفض الزواج والانفتاح على الآخر، الأمر الثالث بعد حدوث النزوح الكبير بسبب سيطرة داعش على محافظات نينوى والأنبار وغيرها من المدن نجد أن هناك نسبة كبيرة من النازحين السنة ذهبوا إلى محافظات كردستان، فتم احتضانهم من قبل إخوانهم الكرد رغم أن النازحين كانوا عربا، ونجد أن جانبا مهما منهم نزح إلى المحافظات الجنوبية واندمجوا مع إخوانهم فى تلك المحافظات رغم أن سكان جنوب العراق هم من العرب الشيعة، لذلك نؤكد أن بلادنا قد تجاوزت هذه المشكلة بعد نصرنا على الإرهاب، والذى تعد الطائفية أحد معاوله الفاعلة.
ماهى الدول التى دعمت الإرهاب والتطرف فى العراق؟
هناك بعض الدول سعت إلى الاستفادة من ورقة الإرهاب لطعن خاصرة العراق على مدى السنوات الماضية، لكن من تعامل مع الإرهاب أو موله أو سعى لتمزيق العراق، أضحى كمن يربى الأفاعى، إذ لدغ الإرهاب رعاته فى كل مكان سواء أكانوا دولا أو منظمات أو أفرادا.....إلخ، وأصبح الإرهاب تهديدا عالميا، ولن تبقى دول بمنجى منه، إلا عن طريق تظافر جهود الجميع.
بماذا تردون على المتباكين على نظام صدام حسين، وهل هناك أى تحركات للمصالحة مع رجال النظام السابق؟
أقول لكل من يبكى على صدام، انظروا للدروس الآتية، فصدام حسين أكثر شخص عرفه العالم دموية بحق شعبه، حتى حول تراب الوطن إلى مقابر جماعية من جنوبه إلى شماله، وهو أول طاغية فى العالم يستخدم الأسلحة الكيماوية المحرمة ضد شعبه، مثلما حدث فى حلبجة عام 1988.
صدام الطاغية أعدم وأباد مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقى من خلال اعداماته لخصومه أو عبر حروبه العبثية المريعة، فهو طاغية مجرم لوث جو العراق بالطائفية السياسية، والتي الكثير من ويلاتها ندفعها حتى اليوم، وهو من بدد خيرات العراق في حروبه ونزواته حتى كبل العراق بعشرات المليارات من الدولارات إن لم نقل المئات، وقام بغزو دولة الكويت الجارة لنا، وحطم صفاء البيت العربى، وأسهم بجلب القوات الغربية إلى المنطقة، كان يمارس أدورا فى زعزعة أمن واستقرار الكثير من الدول العربية بل نفذ عمليات اجرامية، وساند أطراف ضد آخرى، من أجل ادامة الأزمات لدى بعض الأشقاء.
الطاغية المجرم صدام حسين هو أكثر من أساء للقضية الفلسطينية رغم أنه كان يدعى متبنيها الأول، لأنه حول التركيز من قضيتنا المركزية باتجاه صناعة الخلافات العربية – العربية، ومن ثم أضحت الفصائل الفلسطينية مكشوفة الصدر والظهر أمام الكيان الصهيونى.
أما عن المصالحة مع رجال نظام صدام حسين، فنؤكد أن باب المصالحة مفتوح من سنوات طويلة ولايوجد لدينا أى تحفظ على أحد سوى من ارتكب الجرائم بحق الشعب العراقى، أو مازال مؤمنا بفكر البعث المحظور دستوريا، أو من أسهم بتأييد الارهاب في استحلال دماء أبناء شعبنا.
السفير العراقى فى القاهرة يتحدث لليوم السابع عن العلاقات المصرية العراقية
إلى أين وصلت الأمور فى الأزمة بين بغداد وأربيل ؟
هناك تأكيد من قبل القيادات فى كردستان على ضرورة العودة إلى الاحتكام للدستور، كما أن هناك وفود كردية تزور بغداد من أجل وضع المسارات في سكتها الصحيحة، ونشير إلى عزم الحكومة على ترتيب الأوضاع الاقتصادية المنهكة فى شمال العراق، وتوزيع الرواتب على الموظفين. أما بشأن الاستفتاء فنقول أنه انتهى إلى غير عودة ولن يحتل له أى حيز فى تأريخ بلدنا وعيشنا المشترك حيث انتصر دستورنا وانتصرت الحكمة فى معالجة الأمر، ونفخر أن صوت القانون والحلول السلمية كان أبلغ وأعلى صوتا من لغة القسوة والرصاص فى معالجة المشكلة، كما أن حكومة إقليم كردستان أكدت احترامها لقرار المحكمة الاتحادية، القاضى ببطلان الاستفتاء، وأكدت استعداد الإقليم لأن يحل مشاكله وفقا للدستور، فرئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادى يريد الوصول إلى معادلة متوازنة ورابحة لجميع العراقيين، عن طريق فسح المجال أمام الحكومة الاتحادية لتمارس دورها على كافة الأراضي العراقية، ومن ثم ضمان حقوق الجميع بالتساوى لأن علاقاتنا المجتمعية هى ليست علاقة المُستَعمِر بالمُستَعمَر، بل ضمن أطر التأريخ والتعايش والمصير المشترك.
هل يوجد صراع على النفط فى كركوك، وما هى الأطراف المتصارعة؟
لايوجد صراع للنفط فى كركوك، فالنفط ثروة وطنية ملك لجميع العراقيين ونفط البصرة وكركوك وميسان وغيرها من المحافظات يوجه نحو التنمية ودفع الرواتب والأجور والمخصصات لجميع مفاصل ومحافظات وأبناء الدولة العراقية، أما بشأن الأجواء السياسية في كركوك، فإنها تشهد خلافا سياسيا اعتياديا بسبب مناصب إدراية، وهذا الأمر سيحل وفقا للسياقات القانونية والدستورية، كما أن الانتخابات على الأبواب وبعدها ستشهد مجالس المحافظات خرائط سياسية جديدة، وقريبا ستباشر وزارة النفط الاتحادية بتصدير نفط كركوك بعد توقف دام اشهر.
ماهو سبب ابتعاد العراق عن الحضن العربى منذ إسقاط نظام صدام حسين؟
العراق لم يبتعد يوما عن أشقائه العرب فى أحلك الظروف، بل للأسف الأشقاء هم من تخلوا عنه في أصعب المراحل المصيرية التى مرت عليه، بل أن بعضا منهم كانت منابره الاعلامية وتصريحات مسؤوليه تزيد من اشتعال النيران فى بلادنا. لكن العراق يعيش اليوم وضعا مختلفا فقد انتقل من موقع العزلة عن المجتمع الدولي والعربى إلى حالة الانفتاح وتقاطر الدول الشقيقة والصديقة بأعلى المستويات من أجل ابرام الاتفاقيات وتعزيز العلاقات.
كما أن العراق يصر على تعزيز علاقاته مع أشقائه العرب وتجلى هذا الأمر بالسياسة الخارجية الناجحة للحكومة العراقية في الانفتاح على دول المنطقة والجوار، وكذلك الأداء المتميز لوزارة الخارجية العراقية في تحقيق انتصارات دبلوماسية عديدة رافقت انتصارات قواتنا المسلحة في ميادين المعارك، إذ تمكن العراق في عهد الرئيس حيدر العبادى من الانفتاح على المنطقة، وكسب دعمها في حربنا على الإرهاب، وكذلك تمكنت الحكومة وبهمة من وزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفرى من بناء علاقات ايجابية مع دول الجوار، وانضاج تعاون بناء يصب في المصلحة العراقية، وكسب دعم المجتمع الدولي والأمم المتحدة التى أشادت بالأداء الحكومى العراقى والقوات العراقية المقاتلة، وهذا كله بفضل سياستنا الخارجية الواضحة في تجنب سياسة المحاور والعداء، والسعى لحل النزاعات بالطرق السلمية، وتصفير الأزمات، وترصين البيت الداخلى العراقى وتوحيده فى معركة المواجهة.
السفير حبيب هادى الصدر
ماهو ردكم على تصريحات حسن روحانى بأن بلاده تتحكم فى القرار بأربع عواصم عربية؟
فى الحقيقة لم أطلع على هذا التصريح لـ(حسن روحانى)، لكن بالنسبة إلى علاقة العراق مع جمهورية إيران الإسلامية فنؤكد أنها قائمة على أساس حسن الجوار والتعامل بالمثل وتنمية المصالح المشتركة، وهذا هو منهجنا مع تركيا أيضاً ومع دول الجوار العربى وبقية دول المنطقة.
ونحن لاننكر أن إيران دولة قوية ومؤثرة فى المنطقة، ونحن جربنا فى العراق سياسة العداء والحروب معها، لكنها لم تجلب سوى الويلات للبلدين، لذلك نحن نحترم جميع دول الجوار، ونطمح إلى توطيد العلاقة معها جميعا، ولا نتدخل فى شؤونها، أما بشأن ترويج البعض بأن القرار العراقى مرتهن بيد الولايات المتحدة أو إيران، فنؤكد أن طلب العراق من الدول العربية اتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية صارمة تجاه الولايات المتحدة الأميركية ردا على قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المؤسف بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فى الاجتماع الوزارى العربي الذى عقد مؤخرا، يعد خير دليل على استقلال قرار بغداد عن واشطن، وكذلك موقف العراق من حرق السفارة السعودية فى طهران، وموقفه السياسى من الأزمة اليمنية، وتطوير علاقاته الثنائية مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، لهو خير دليل على استقلال قرارنا عن طهران، لذلك نؤكد أن العراق دولة مستقلة لها رؤيتها الاستراتيجة المبنية على ثوابت وطنية محددة.
السفير العراقى فى القاهرة يتحدث عن حرب العراق ضد الإرهاب
ما هى المعركة المقبلة للدولة العراقية عقب القضاء على داعش؟
نحن نسعى للحفاظ على النصر، ودعم الاستقرار الأمنى، وحصر السلاح بيد الدولة، وشرعنا فى حرب جديدة على الفساد وضرب المفسدين وهى معركة صعبة والنصر فيها لا يقل عن النصر الكبير على الإرهاب، لأن الفساد والإرهاب صنوان، كما نعمل على تحقيق تنمية شاملة وتنويع الاقتصاد العراقى، وإخراجه من الحالة الريعية.
ونؤكد أن المعركة مع الإرهاب لم تنته بل انتقلت من الجانب العسكرى إلى الجانب الاستخبارى والفكرى، ونأمل أن نجد التعاون الناجع من دول المنطقة كى نحول الحرب على الإرهاب إلى جهد جماعى تكاملى.
فى رأيك هل نظام المحاصصة فى العراق سبب انتشار الفساد؟
بالتأكيد، ولذلك هذا النظام انتقد من قبل جميع الكتل السياسية فى البلاد، وإزاءه نحن عازمون اليوم على تحقيق نصر سياسي يرافق نصرنا العسكرى، بالذهاب نحو المشاريع الجامعة، وبناء الكتل العابرة للقوميات والطوائف.
السفير حبيب الصدر
ماهو ردكم على إدراج فصائل عراقية مسلحة على قوائم الإرهاب كالحشد الشعبى وعصائب أهل الحق؟
اسمحوا لى أن أذكر هذه القصة لكم قبل الإجابة عن السؤال، فى شهر يونيو من عام 2014، انهارت قواتنا العسكرية والأمنية بعد سقوط الموصل بيد الإرهاب الداعشى وإعلانه دولة الخرافة، ووصلت داعش إلى أطراف بغداد، بل أن قذائفهم كانت تقصف المدنيين فى الأحياء السكنية، إلى أن انطلق الخطاب المدوى للمرجعية الدينية الرشيدة بفتوى الجهاد الكفائى الذى زلزل الأرض من تحت أقدام الدواعش، والتى كان ثمارها استباق الحدث، وامتلاك زمام المبادرة، قبل أن ينتشر الشر فى الأجواء.
فانطلق العراقيون فى حشد شعبيٍ أذهل العالم، وعد بحق المادة الحيوية التى أعادت العنفوان المعهود في شرايين المؤسسة العسكرية، وتمكن الحشد والصنوف العسكرية كافة من تحرير المدن جميعا إلى أن وصلنا إلى آخر نقطة حدودية لم تصلها سيطرة الدولة منذ عام 2003. أما بشأن اعتبار الحشد الشعبي منظمة ارهابية فنؤكد أنه لم يصدر هذا الموقف من الادارة الامريكية حتى الآن فالحشد الشعبى قوات نظامية تأتمر بأوامر القائد العام، ولها قانونها الخاص، الذى شرعه مجلس النواب العراقى، والإساءة له هي اساءة للعراق وللدولة العراقية وللنصر العراقى، كما ونعد تلك الاساءات فى أنها تصب في مصلحة ودعم داعش، أما بشأن بشأن ادراج بعض الفصائل على لائحة الإرهاب، فانه أصبح يتناغم مع الأمزجة والمصالح السياسية، كما أن جميع الحركات الرئيسة التى انضوت تحت الحشد الشعبي أكدت التزامها بقرار حصر السلاح بيد الدولة والتخلى عن سلاحها، ومن ثم لن يعد لها أى شأن عسكرى خارج السلطة العراقية.
هل للدولة العراقية رؤية لتحقيق مفهوم الشراكة بشكل كامل بين الأطراف؟
نحن نسعى لتأسيس وتطوير مفهومنا للشراكة إلى مشاريع جامعة تقوم على برامج الخدمة، وتعزيز المواطنة، وتقوية الهوية الوطنية الجامعة، ومنح الفرص المتساوية لجميع أبناء الوطن لايجاد المناخات المناسبة لهم ولتطوير حياتهم، ونؤكد أن أحداث يونيو عام 2014 شكلت تحديا وجوديا للدولة العراقية، وكشفت عن مدى خطورة استمرار الاختلاف وصراع الهويات الفرعية، ونؤكد أن وحدة العراقيين في مواجهة الإرهاب أدت إلى صعود موجة الهوية الوطنية الجامعة، وهبوط الهويات الفرعية إلى تأثيرات ثانوية، فالحرب على الإرهاب أسهمت فى تعبئة الجماهير من جميع المكونات والمذاهب والأطياف في حرب الوجود، وتمكنت هذه الصورة من صهر الثقافات الخاصة والفرعية في بوتقة واحدة اسمها العراق، وكان كل نصر يسجل بعد كل منازلة يحسب إلى تكامل الجهود والأدوار وبذل الدماء من الجميع، كما أن المعركة ضد الارهاب أسهمت أيضا فى ارتقاء الوعى لدى القيادات السياسية في عدم انجرار العراق إلى الوراء والعودة إلى المربع الأول، بل جل تفكيرها اليوم في كيفية الذهاب نحو دولة المواطنة، وتساوى الفرص لأبناء المجتمع وإنفاذ القانون.
هل لايزال العراق مؤمنا بمحور المقاومة والممانعة، وماهو هو العدو الرئيس للدولة العراقية، وهل تنظرون لإسرائيل باعتبارها عدو؟
للعراق ثوابت وطنية وسياسة خارجية مستقلة، فنحن نؤمن أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، ولن ندخر أى جهد من أجلها وهذا الأمر اتضح من خلال موقف العراق من اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ الأخير، إذ تحفظنا على القرار، لأنه لا يرقى إلى مستوى الحدث. ونحن نفخر أن العراق يعد من الدول الملتزمة بمقاطعة الكيان الصهيونى، بل أن بلدنا يحظر ويجرم زيارة إسرائيل من قبل أى فرد، لذلك دعمت حكومة بنيامين نتنياهو خطوة استفتاء الانفصال عقابا للعراق، لكنها فشلت فى مساعيها.
ونحن نرى أن إسرائيل وداعش هما وجهان لعملة واحدة، فكلاهما يسعى إلى تدمير البلدان العربية والإسلامية واستنزاف قواها ومواردها، بل إن داعش تعد بحق مشروعا تأمريا صهيونيا لخدمة طموحات إسرائيل فى المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة