خالد عزب يكتب: جذور الإسلاموفوبيا فى المخيلة الأوروبية

الخميس، 11 يناير 2018 10:00 م
خالد عزب يكتب: جذور الإسلاموفوبيا فى المخيلة الأوروبية غلاف الكتاب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من العداء يولد التحدى والنهضة، هكذا كانت دائمًا العلاقة بين الإسلام وأوروبا، ففى القرن 7م استطاع العرب الوصول إلى إسبانيا وتهديد شرق أوروبا، لتأتى الحروب الصليبية لتخترق قلب العالم الإسلامى ثم تفوق غربى كاسح واحتلال أوروبى لمعظم دول العالم الإسلامى هذه المراحل صاحبها بالتوازى تفوق اقتصادى وعلمى وفكرى للطرف الغالب، ههنا يستحضر كتاب "اليونان والعرب وأوروبا" جذور الإسلاموفوبيا فى المحتلة الأوروبية، الكتاب من تأليف أربعة مفكرين هم: فيليب بوتجن، آلان دوليبيرا ومروان راشد وإيرين روزييه، ونقله للعربية أنور مغيث ورانيا فتحى وعثمان مصطفى، وصدر عن المركز القومى للترجمة فى مصر.

الكتاب يؤكد عبر فصوله أن ظاهرة الإسلاموفوبيا قديمة فى أوروبا، لكن الجديد فيه هو البعد النقدى الذى تراه على سبيل المثال فى نقد تناول تاريخ الإسلام والمسلمين فى أوروبا على النحو التالى الذى حمل توصيات جيدة:

توجيه النقد الجذرى لمفاهيم الحضارة والهوية، فكلاهما غير تاريخى ليخليا مكانهما فى تاريخ المجتمعات للتفاعل بين الثقافات على اختلاف أنماطه. فالفصل الصارم، والكيانات الاجتماعية غير المتواصلة فيما بينها، لا وجود لها فى التاريخ، وفكرة "تداين الحضارات" خلو من أى معنى.

تأكيد التطور المستمر للفضاء الإسلامى على مر الزمن -وهو ما يناقض الذاتية تمام المناقضة- وعلى أن نطرح جانبًا فكرة الذروة والانحدار، والتى كثيرًا ما تُطرح عند تناول التاريخ الإسلامى فى العصور الوسطى.

إيلاء اهتمام كبير لنقد مصادر التاريخ الإسلامى فى العصور الوسطى. فالاهتمام الضعيف بالأرشيفات التى ضاع معظمها، لصالح الاهتمام الكبير بالنصوص المصدرية [القرآن والحديث] والتى حفظت كلها، يؤدى فى كثير من الأحيان إلى اعتبار تلك النصوص المصدرية انعكاسا للحقيقة التاريخية.

تأكيد تعدد المراكز الإسلامية، كما هو حال كل الإمبراطوريات، مع تفضيل المقاربة الإقليمية فى دراسة الظواهر الاجتماعية والدينية والثقافية. فقد كانت التعددية والتنوع من سمات الفضاء الإسلامى كما كانت من سمات الغرب المسيحى وبيزنطة.

تأكيد فكرة تعددية الاستقطاب، حيث إن التنافس بين أطراف وتفسيرات مختلفة للقواعد الدينية والفقهية والسياسية كان ظاهرة عامة فى العصور الوسطى، ولكنها كانت أكثر بروزا فى العالم الإسلامى حيث كان لغياب الكهنوت والمؤسسات القادرة على التوفيق بين تلك الاتجاهات سببا فى التنوع الشديد للتيارات الدينية.

تحاشى آثار المحورية الشخصية: فالإسلام ليس كله ابن رشد، كما أنه ليس محمدا فقط.

طرح التساؤلات حول تعايش الأديان فى الفضاء الإسلامي. فالإمبراطورية الإسلامية كانت آخر الكيانات السياسية التى دخلت العصور الوسطى، وهى "بالتعريف" أكثر تنوعا من الناحية الدينية. وقد كان لهذا الوضع آثار واسعة، حتى وإن لم تشهد العصور الوسطى مساواة بين الأديان التوحيدية، لا فى العالم الإسلامى ولا فى غيره.

التركيز على المنهج المقارن كلما كان ذلك ممكنا، خاصة فى المرحلتين الثانوية والجامعية، وهو ما يتطلب، فى حالة الجامعة، رصانة حقيقية فى التعليم، واهتماما قويا من المدرسين بمجموع الحقب الثقافية.

الكتاب لفت انتباهنا إلى أن هناك انتفاضة لدى عدد من مثقفى أوربا ضد "رؤية للتاريخ" تحاول أن "تصبح رأيا عاما: "لعب العرب دورا حاسما فى تشكيل اليهودية الثقافية لأوروبا"، وهى رؤية تعارض "الرؤية التقليدية" للجذور اليونانية والهوية المسيحية للعالم الغربي"، وهذه الرؤية فى صورتها "المنتشرة إعلاميا"، تعزو لإسلام العصر الوسيط أبوة ازدهار الحضارة الأوروبية". وتضاف إليها رؤية من نوع خاص للعالم الأوروبي: دون تدخل الإسلام ما كانت أوروبا قد خرجت من "عصورها المظلمة" فى العصر الوسيط. هذا التراكم من الرؤى لا يتفق مع أى أطروحة فى البحث المعاصر. فالموقف الذى يعبر عنه لا ينتمى بصلة إلى أى مؤرخ لفلسفة العصور الوسطى.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة