بعد احتجاجات الإيرانيين.. هل تتخلى طهران عن طموحها السياسى؟.. إيران تضطر للتعاون مع دول الإقليم لمواجهة تحديات ما بعد انهيار النفوذ.. ومسئول بالخارجية الإيرانية لـ"اليوم السابع: اقترحنا تشكيل مجمع حوار إقليمى

الخميس، 18 يناير 2018 06:00 ص
بعد احتجاجات الإيرانيين.. هل تتخلى طهران عن طموحها السياسى؟.. إيران تضطر للتعاون مع دول الإقليم لمواجهة تحديات ما بعد انهيار النفوذ.. ومسئول بالخارجية الإيرانية لـ"اليوم السابع: اقترحنا تشكيل مجمع حوار إقليمى بهرام قاسمى الناطق باسم الخارجية الإيرانية
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هدأت احتجاجات الفقراء التى نهضت فى إيران الأسبوع الأخير من العام الماضى 2017، ضد سياسات الإنفاق على مد النفوذ السياسى فى الخارج بلدان من بينها سوريا والعراق ولبنان، بدلا من انفاقها على مواطنيها، الأمر الذى دفع المواطنين للخروج للمطالبة بتحسين اوضاعهم الاقتصادية، تبع هذا الهدوء مراجعة سياسية من جانب الدولة الإيرانية لتحقيق حلم الشعب الإيرانى فى حياة كريمة ترتقى للرفاهية الاجتماعية، بحسب تحليلات المراقبين.

 

ورغم أن  الرئيس الإيرانى المحسوب على المعتدلين، وضع منذ صعوده سدة الرئاسة فى عام 2013، ارتكازات وضوابط لسياسته الخارجية التى قال أنها ستقوم وفقا لمبدأ "التعامل البناء" مع بلدان العالم، إلا أنه لم يتمكن من تفعيل هذه السياسة بشكل واضح فى ظل وجود "الدولة العميقة" التى تحكم طهران، وتهيمن على مفاصل مراكز صنع القرار، فضلا عن صلاحياته الدستورية المحدودة التى تفرض قيودا عليه فى رسم السياسة الخارجية لبلاده.

 

 

وحانى والمرشد الاعلى
وحانى والمرشد الاعلى

 

 

سياسة مد النفوذ، كان لها ضريبة دفعتها الدولة الإيرانية، من خلال المئات التى نزلت إلى الشوارع فى الاحتجاجات الأخيرة التى نهضت من مدينة مشهد يوم 28 ديسمبر الماضى، وكانت إحدى شعاراتها "لاغزة ولا لبنان روحى فداء لإيران.. غادروا سوريا"، وهى ما فرضت دون شك على الدولة الإيرانية مراجعة سياسية ولو على مستوى مراكز صنع القرار داخل طهران، لنصبح أمام السؤال الأهم وهو :هل نشهد تغييرات فى سياسة طهران الدولية؟.

 

المراقبون رأوا أن المعطيات على الأرض استوجبت إحداث تغيير فى سياسة طهران الدولية، و"اليوم السابع" بحث فى أروقة الدبلوماسية الإيرانية، عن الإجابة على هذا التساؤل هل يشهد العام الجديد 2018 بداية لتعاون اقليمى-إيرانى لمواجهة التحديات؟، وأجاب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمى فى تصريح خاص "لليوم السابع" قائلا: "الجمهورية الإسلامية تعتقد بشكل جاد فى التفاهم، والفهم المتبادل للبلدان الإسلامية والجيران عبر آلية الحوار والتفاوض، وترى أنه من الممكن حل المشكلات والتحديات الإقليمية عبر التفاعل الحکیم والفهم الذكى بين الشعوب والبلدان الإسلامية، وليست عبر الاستقطاب والحروب الطائفية".

 

 

بهرام قاسمى الناطق باسم خارجية ايران
بهرام قاسمى الناطق باسم خارجية ايران

 

 

وجاءت إجابات قاسمى دبلوماسية للغاية، ورغم الأسئلة الجريئة التى وجهناها له، لم يخرج حديثه عن نسق التصريحات الدبلوماسية التى يدلى بها فى مؤتمراته الصحفية الأسبوعية، وأضاف ردا على سؤال الخطوات التى اتخذتها بلاده لتطبيق فكرة طرحها وزير الخارجية الإيرانى خلال كلمة بمؤتمر ميونخ للأمن فبراير الماضى لإقامة حوار مع بلدان الجوار الإيرانى، وجدد الدعوة فى مقال له نشرته صحيفة النيويورك تايمز ديسمبر الماضى، قائلا "وزير الخارجية دكتور جواد ظريف، بناء على تجاربه السابقة فى التفاهم عبر المفاوضات طرح فكرة تشكيل مجمع للحوار الإقليمى".

 

وتابع قائلا "للأسف يجب أن نقبل أن محاولات أعداء وحدة الأمة الاسلامية من بينها الكيان الصهيونى المجرم فى خلق تفرقة وبث الفرقة بين البلدان الإسلامية وحرف أذهان زعمائها عن جرائمهم الوحشية ضد شعب فلسطين المظلوم والاستيلاء على القدس الشريف إلى حدا ما كانت ناجحة".

 

ونفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، تدخل بلاده فى شئون البلدان الأخرى، قائلا "إيران دائما رائدة فى جهود إرساء الاستقرار والأمن والتنمية الاقتصادية فى المنطقة" مضيفا "العلاقات مع البلدان الأخرى ليست طريق من اتجاه واحد، أى علاقة لها طرف ثانى، يجب أن تكون هناك إرادة لدى الطرفين، وشدد على أن بلاده دائما ترغب فى إقامة علاقات سلمية، وتقوية العالم الإسلامى، ولا تسعى للتدخل فى الشئون الداخلية للآخرين، وتحترم شعوب وسيادة البلدان الأخرى".

 

 

وزير الخارجية الإيرانى جوا ظريف
وزير الخارجية الإيرانى جوا ظريف

 

وتابع أن سياسات إيران الثابتة قائمة على إقرار وتعزيز العلاقات الأخوية مع البلدان الاسلامية والجيران، وشدد على أن بلاده أعلنت مرارا عن استعدادها للدخول فى حوار عادل متكافئ ومنطقى، وفقا للمبادئ المعروفة فى القانون الدولى الذى يحكم العلاقات بين الدول، والتى من بينها مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل، لاسيما مبدأ الحل السلمى للخلافات مع كافة بلدان المنطقة ومن بينها الأخوة العرب فى الخليج فى مناخ أخوى، بدون شروط مسبقة.

 

واختتم حديثه بأن بلاده ليس لديها نظرة معادية أو تتدخل فى شئون جيرانها أو البلدان الأخرى فى المنطقة، إيران هى واقع لا يمكن إنكاره فى المنطقة، تعترف بها كافة حكومات وبلدان المنطقة، مضيفا أن إيران بلد قوى ولا ترغب فى هذه القوة لنفسها فحسب بل ترید أن تكون كافة الدول الإسلامية قوية، لافتا إلى أن قوة بلاده سوف تصب فى صالح الجميع من أجل استقرار وأمن ومكافحة الإرهاب فى المنطقة، وشدد على أن التخويف من إيران وإيجاد الفرقة مع سائر البلدان الاسلامية هى رغبة كيان الاحتلال الإسرائيلى، وعلى كافة الدول الاسلامية أن تكون حذرة.

 

قاسمى ناطق باسم خارجية ايران
قاسمى ناطق باسم خارجية ايران

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة