صرخة فقراء مدوية ملأت إيران، ووصلت إلى أسماع العالم كله، وجاء موسم حصاد متأخر لثمار الفتنة وبث الفوضى التى زرعها النظام، الذى أنفق الملايين فى تصدير الإرهاب السنوات الماضية، ولم يفكر سوى فى تعزيز نفوذه فى الخارج، كما أنفق أمواله فى سوريا والعراق ولبنان وغيرها، لخدمة نفوذه، وضاق شعبه ذرعا من تلك السياسات التى دفع هو فاتورتها، وتحمل أعباء سوء الإدارة وانعدام الإصلاح والتدهور الاقتصادى، والغلاء المعيشى، فخرج إلى الميادين يبحث عن طوق نجاة.
ويجيب "اليوم السابع" على أكثر الأسئلة التى تهم الجمهور والمتابعين للشأن الإيرانى:
متى بدأت انتفاضة الفقراء الإيرانية؟
بدأت انتفاضة الفقراء الإيرانية يوم الخميس، 28 ديسمبر الماضى.
أين اشتعلت شرارتها الأولى؟
كانت مدينة مشهد، ثانى أكبر المدن الإيرانية عدد السكان من أولى المدن التى أشعلت الشرارة الأولى، عندما نظم مئات الإيرانيين احتجاجات ضخمة، ثم اتسعت حجم الاحتجاجات لتصل إلى مدن أخرى.
ما هى أسبابها؟
تنقسم الأسباب إلى سياسية وأخرى اقتصادية
فى مقدمة الأسباب السياسية
- سياسة النظام الخارجية فى إنفاق أموال طائلة على تصدير الإرهاب والطائفية وبث الفوضى فى البلدان العربية، وترك المواطن فريسة الفقر.
- المناخ الأمنى المسيطر على الداخل الإيرانى والكبت السياسى.
أما الأسباب الاقتصادية
- موجة غلاء غير مسبوقة على السلع وفواتير الكهرباء والمياه.
- قرار الحكومة برفع أسعار الوقود إلى 50% فى الموازنة الجديدة.
- عدم وضع حد للفساد المنتشر وسوء الإدارة.
- ارتفاع معدل البطالة لتكسر حاجز الـ12.4 %
- ارتفع عدد العاطلين لنحو 3.2 مليون شخص
- حرمان الحكومة أكثر من 30 مليون إيرانى من الدعم النقدى
أين تتركز الاحتجاجات؟
امتدت رقعة الاحتجاجات في إيران لتشمل الكثير من المحافظات والمدن، منها على سبيل المثال، طهران، سبزوار، وقم، وكرج، واراك، وقزوين، ونجف أباد، وتاكستان، وتويسركان، خرم أباد، ودورود، وشيراز، وبندر عباس، وسنندج، وايذه، وكاشان، وكرمانشاه.
خريطة الاحتجاجات على مدار الأيام الأربع الأولى
كيف تطورت الاحتجاجات السلمية؟
تطورت الاحتجاجات إلى تظاهرات أوسع ضد السلطات، وبدأت بالاحتجاج على غلاء المعيشة والفساد، لكنها تحولت لاحقاً لتنادى بإسقاط النظام الحاكم، وإطلاق سراح السجناء السياسيين وإنهاء قمع الشرطة، وفى بعض المدن اشتبكت الشرطة بمعدات مكافحة الشغب والدراجات النارية مع المتظاهرين.
ما هى شعارات المظاهرات؟
أبرز الشعارات التى رفعها المحتجون، كانت "لا للغلاء" و "الموت لروحانى" و"الموت للدكتاتور "اتركوا سوريا وانظروا لحالنا"، "أنت الديكتاتور".
ايرانية أمام باب جامعة طهران
كيف رد النظام على المحتجين السلميين؟
اتهم النظام المحتجين بتدمير الأموال العامة، وتخريب الممتلكات، عقب محاولات المتظاهرين لاقتحام مقار حكومية وأماكن تابعة للجيش والشرطة، وإشعال بنوك، فيما رد القوات الأمنية بتفريق الاحتجاجات بالغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه، كما استخدم الرصا الحى لقتل التظاهريين، وقتل خلال الأيام الست الماضية نحو 20 شخصا، بينهم فرد من الحرس الثورى، واعتقل عددا كبيرا منهم وصل سادس أيام الاحتجاجات إلى 450 شخصا.
محتجين غاضبين من سياسات النظام
وما هو موقف المرشد والرئيس؟
وصف النظام المتظاهرين بـ "عناصر مناهضة للثورة"، وهاجم أغلب المسئولين المتظاهرين، أما المرشد الأعلى آية الله على خامنئى اتهم فى أول تعليق له أعداء بلاده بإثارة الاضطرابات، وقال خامنئى: "فى الأيام الأخيرة، استخدم أعداء إيران أدوات مختلفة منها المال والسلاح والسياسة وأجهزة المخابرات لإثارة مشاكل للجمهورية الإسلامية"، مضيفًا أنه سيلقى كلمة بشأن الأحداث الأخيرة "عندما يحين الآوان".
أما الرئيس الإيرانى حسن روحانى، قال إن من حق المواطنين الإيرانيين الاحتجاج ضد الحكومة على أن لا يهددوا الأمن وبلا تخريب، واعترف أن هناك مشاكل يجب حلها، ولكنه حذر من أن الحكومة لن تتهاون مع أحداث العنف.
قوات الأمن تفرق المحتجين
ما هو رد فعل واشنطن؟
دعم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المتظاهرين بشكل صريح، وكتب فى هذا الصدد 7 تغريدات، أعلن فيه دعمه لهم، منددًا بقمع السلطات الإيرانية لشعبها، واغلاق الإنترنت، وانفاق النظام ثروات البلاد لتصدير الإرهاب.
كما أدانت وزارة الخارجية الأمريكية اعتقال عدد من المتظاهرين الإيرانيين بسبب ارتفاع الأسعار ومعدلات البطالة. وفي بيان، دعت الخارجية الأمريكية دول العالم إلى دعم الشعب الإيرانى لنيل حقوقه الأساسية والقضاء على ما سمته "الفساد" فى البلاد.
ووصفت هيذر نويرت، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إيران بأنها دولة مارقة مستنزفة اقتصاديا تقوم صادراتها الرئيسية على العنف وسفك الدماء والفوضى. كما جدد وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون، دعمه لما وصفه بـ"عناصر داخل إيران تسعى إلى انتقال سلمى للسلطة."
حرق بنوك
كيف استغلها النظام لقمع المعارضة وفرض مناخ أمنى فى البلاد؟
منحت أعمال التخريب والشغب التى تخللت التظاهرات السلمية ذريعة للسلطات الإيرانية للقيام بحملات اعتقال كبرى بين صفوف المتظاهرين، إضافة إلى فرض مناخ أمنى فى البلاد الأمر الذى لوحظ فى العديد من التقارير التى تأتى من الداخل الإيرانى، وتحولت الشوارع الرئيسية فى المدن إلى ثكنات عسكرية، فضلا عن قطع شبكات الإنترنت، وحجب تطبيقات التواصل الاجتماعى، وعلى رأسها التطبيق الشهير "تاجرام" الذى يستخدمه أكثر من 40 مليون إيرانى، مبررين ذلك بوجود من يحرضون على مواصلة أعمال الشغب.
احتجاجات شارع ولى عصر
مستقبل الاحتجاجات؟
من المبكر التكهن ب مستقبل انتفاذة الغلابة، لكن يمكن رسم سيناريوهات قد تحكم المشهد داخل إيران الفترة المقبلة.
السيناريو الأول:
رضوخ حكومة روحانى لمطالب الجماهير الغاضبة، أمام تصاعد موجات الاحتجاجات فى الداخل، وضغوط خصوم طهران فى الخارج من أمثال الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بشكل عام الذى دعم الاحتجاجات منذ بدايتها، ولوح بنقل سلمى للسلطة، وقبل أن يستغلها التيار المنافس للإصلاحيين، لتحقيق مكاسب سياسية فى الشارع، واستعادة قاعدته الشعبية التى فقدها السنوات الماضية، وتوظيفها لخدمته فى انتخابات 2021.
السيناريو الثانى:
يقوم على فرضية، أن تتصاعد الاحتجاجات بشكل أكبر، يقابلها تعنت من قبل النظام الذى قد يلتزم الصمت، ويدافع عن سياساته، ويلقى بالكرة فى ما يصفه المسئولين بـ"المؤامرات" الخارجية، ويلقى بالاتهامات أمام المحتجين بأنهم مدفوعين من استخبارات أجنبية، وعليه ستزداد المواجهات مع قوات الأمن المرابطة فى ميادين المدن الكبرى، وقد تشتعل وتشكل ثورة عارمة تفوق انتفاضة 2009، التى قادتها الحركة الخضراء، وتم قمعها بالقوة، وفى هذا السيناريو قد تطول فترة الاحتجاجات ربما لأشهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة