أثار قرار وزارة السياحة رقم 456 لعام 2017، أزمة اشتعلت مؤخرا بين نقابة المرشدين بمحافظة أسوان وغرفة شركات السياحة، بشأن التزام الشركات بيومية للمرشد السياحى لا تقل عن 700 جنيه كأجر يوم كامل، وتقدر بـ400 جنيه كأجر نصف يوم، جاء ذلك وسط تهديد النقابة بالتصعيد حال عدم التزام الشركات بتنفيذ قرارات الوزارة فى ظل تدنى مستوى حالة المرشد السياحى وتراجع دخله بالفترة الأخيرة.
نقابة المرشدين: يومية المرشد تصل إلى 50 جنيه وهناك 1200 عضو بالنقابة
شكرى سيف الدين، نقيب المرشدين السياحيين بأسوان، قال لـ"اليوم السابع": يومية السباك أكثر من يومية المرشد السياحى فى مصر بأضعاف، لافتا لأن هناك بعض الشركات تعطى يومية تبلغ 50 جنيها فى اليوم وهذا لا يتنافى مع الأحوال الاقتصادية الراهنة، مشيرا إلى أن هناك 1200 مرشد بأسوان مقيدين بالنقابة لا يعمل منهم سوى 400 مرشد فقط.
شكرى سيف الدين نقيب المرشدين السياحيين بأسوان
وأوضح نقيب المرشدين بأسوان، أن الشركات ترفض الالتزام بقرار الوزير وأقصى يومية يحصل عليها المرشد هو 300 جنيه فقط، لافتا أن مبررات الشركات السياحية تتلخص فى تراجع أسعار تكلفة الرحلة السياحية، مع تراجع مستوى السائح الوافد للمحافظة.
المرشدون-السياحيون-فى-أسوان
مرشد سياحى: الشركات تتبع سياسة افقار المرشد لتحقيق أرباح على حسابه
فى حين أكد أشرف بشرى، عضو مجلس إدارة نقابة المرشدين بأسوان، أن هناك سياسية متبعة من قبل شركات السياحة لإفقار المرشد والعمل على تراجع دخله، نظير تحقيق معدلات أرباح على حسابه، برغم أنه يعتبر أهم حلقة فى العمل السياحى، لافتا أن الشركات هى الخاسر الوحيد فى هذه المعركة فالعمل على انخفاض رواتب المرشد سينعكس على تراجع مظهره وهو يعتبر واجهة الشركة أمام السائحين وواجهة مصر أيضا، لذا فاتباع هذه السياسيات سيعطى مردود سيئ عن جودة المنتج السياحى فى مصر.
وأوضح "بشرى"، قائلا: أصحاب الحناطير بمركز إدفو تمكنوا من إلزام الشركات بتسعيرتهم الجديدة، وأصبح المرشد أقل قيمة فى نظر الشركات مقارنة بسائقى الحناطير، لافتا أن وزارة السياحة لابد أن تلزم الشركات بالقرار الوزارى لأنها تعبر عن هيبة الدولة، لافتا أن المرشد السياحى فى مصر هو أقل سعرا فى العالم برغم من كفائته المعهودة.
حناطير-أسوان
وأشار أنه برغم عدم التزام الشركات بقرار الوزارة، فالنقابة بأسوان تدرس آليات للتصعيد تجاه هذا الموقف، من خلال كافة الإجراءات القانونية حيال الشركات التى لم تلتزم بالقرارات، فيما لا يؤثر على حركة السياحة بالمحافظة، ايمانا بعدم نية النقابة للعمل بشكل سلبى لتشويه سمعة السياحة المصرية.
ويرى وليد فضل، مرشد سياحى، أن المرشد قبل عام 2011 كان مصدرا أساسيا للدخل القومى، فهو الوحيد القادر على إبراز صورة مصر أمام العالم من خلال الوفود السياحية التى يستقبلها على مدار اليوم، فكيف يصبح حاله على هذه الشاكلة، لافتا أن أسر المرشدين تعرضت للضياع بعد تراجع دخلهم بشكل كبير على مدار السنوات الماضية، مما أجبر العديد على ترك هذه المهنة.
وتطرق "فضل"، إلى أن مهنة المرشد باتت غير آمنة فكيف بعد عمرا طويلا فى الترويج لبلادنا نتقاضى معاشا لا يتجاوز 570 جنيها فقط، موضحا أنه لابد من إعادة النظر فى قانون الارشاد السياحى لمواجهة إغفال شركات السياحية بحقوقنا المادية.
وأوضح أن بعض الشركات السياحة تتقاضى عمولات لصالح المرشد من السائح بأرقام كبيرة، إلا أنها تستولى عليها وتعطى المرشد القليل منها، موضحا بضرورة أن تلعب النقابة دور الوسيط فى تحصيل رواتب المرشد من الشركات لضمان عدم التلاعب بحقوقه المالية.
غرفة شركات السياحة: لم نستطع الزام شركة بيومية محددة
وجاء رد غرفة شركات السياحة بأسوان، حيث أكد عبد الهادى محمد، رئيس غرفة الشركات السياحة بمحافظة أسوان، أن الغرفة لم تستطع أن تلزم شركة بقرار معين، لافتا أن كل الشركات تعمل وفقا لطريقتها ولسياسة السوق التى تتلخص بسياسة العرض والطلب، مستنكرا: لماذا يقبل السائح العمل بأجر زهيد عليه أن يرفض ويحدد تكلفة معينه وفقا لخبرته فى مجال العمل.
السياحه-فى-اسوان
وأوضح رئيس الغرفة، لـ"اليوم السابع"، أن هناك بعض المرشدين السياحيين يجبرون الشركات بيوميات مرتفعة، فلا يوجد كيان قادر على إلزام ما يقرب من 30 شركة لديها 200 فرع بالمحافظة من قرار محدد.
