فى خلفية لصوت تصادم الأمواج المتلاحقة، التى تداعب الشاطئ برفق تارة وبعنف تارة أخرى لتضفى جوًا من البهجة على الموجودين وهم يستنشقون نسيم الصيف العليل الذى حمل رائحة اليود وسرى بها فى القلوب ليرسم على الشفاه ابتسامة تنم عن الراحة والاستمتاع بأجواء البحر، هذه هى الصورة الذهنية للبحر المحفورة داخل كل شخص منا لكن دون أن نجد وسطها صورة أكيدة لملابس السباحة الحريمى، خاصة أنها فى حالة من التطور التام، وكل يرتديها حسب رغبته وتقاليده.
وبالرغم من تطور أشكال ملابس السباحة والشجارات حول ظهور "البوركينى" والسماح للنساء بنزول البحر بالعباءات، واعتبار "البكينى" موضة هدفها الكشف عن مفاتن جسم المرأة فقط، قد لا يعرف الكثيرون أن "البكينى" من الأشكال الأصيلة لملابس السباحة لكنها قطعة أوربية وتحديدًا فرنسية.
وقبل أن ينعت الكثيرون الـ"بكينى" بكثير من الأوصاف والتهم التى تشير إلى اعتباره من الملابس المثيرة، لا بد من معرفة تاريخ هذه القطعة التى تحمل قصة كبيرة جدًا قد تغير فكرتك عنه.
أول مايوه بكينى فى التاريخ
ما هى حكاية أول "بكينى" فى التاريخ؟
الإجابة على هذا السؤال تم ذكرها فى عدد من التقارير فى مواقع مختلفة مثل "history"، "mirror"، "people"، وتبدأ الحكاية فى عام 1946 وتحديدًا أثناء الحروب الأمريكية وتصنيعها للأسلحة النووية، وفى هذا التوقيت كانت هناك أزمة عالمية فى صناعة النسيج، وكانت ملابس السباحة الحريمى مكونة من قطعتين أيضًا لكنها مصنوعة من خامات ثقيلة مثل الصوف فكان وزنها فى الماء يصل إلى 50 كيلو الأمر الذى حمل قدرا من الصعوبة والعبء المالى، ومن هنا جاء فكر مهندس الميكانيا ومصمم الأزياء الفرنسى "لويس ريارد" الذى قرر أن يصمم شكل جديد لملابس السباحة ولا يستخدم فيه سوى كمية بسيطة جدًا من الأقمشة، مستغلًا بذلك ما يحدث فى أمريكا ليصنع هو ثروة مالية.
لويس ريارد يعرض تصميم جديد من إنتاجة البكينى
ما هو الشكل الذى اختاره "لويس ريارد" للبكينى؟
فى المواقع السابق ذكرها، جاء الشكل الذى اختاره مصمم الأزياء الفرنسى "لويس ريارد" وكان عبارة القطعة العلوية التى تتمثل فى حمالة صدر عادية مصنوعة من خامات أقمشة خفيفة، أما القطعة السفلية فعبارة عن مثلثان مقلوبان موصولان بسلسة بسيطة مصنوعة من القماش أيضًا، ونظرًا لحجم البكينى الصغير جدًا وتزامننًا مع تصنيع الأسلحة النووية فى أمريكا قبيل بدء عرض التصميم تم تسمية البكينى بـ "Atom" أو "الذرة" نسبة لصغر الحجم.
جلسة تصوير لأول مايوه باكينى فى العالم
من هى أول امرأة ارتدت البكينى؟
فى البداية حينما حاول "لويس" عرض البكينى على عدد من النساء ليظهرن به، رفضن ارتدائه لأنه سيكشف معظم أجزاء الجسم تقريبًا، لكن أثناء تواجده فى "كازينو باريس" رأى هناك راقصة تدعى "Micheline Bernardini" التى عرض عليها التصميم ولم تمانع فى ارتدائه، وبالفعل ارتدته وتم التقاط مجموعة من الصور لها، وطُبعت على صفحات الجرائد وأثارت ضجة كبيرة فى فرنسا بداية من "الكنيسة" التى أبدت صدمتها وعدد من الجهات الحكومية رأت أن التصميم يريد فضح النساء فقط، لكن مجىء أكثر من 50 ألف خطاب من المعجبين بالتصميم للجريدة قلب الوضع رأسًا على عقب وبدأ الإقبال على ارتداء البكينى.
Brigitte Bardo ترتدى البكينى فى مهرجان كان السينمائى عام 1953
متى أصبح البكينى اللباس الرسمى للسباحة؟
منذ أن ظهر للمرة الأولى فى فرنسا فى 5 يوليو 1946، وبدأ البكينى أن ينتشر فى فرنسا شيئًا فشىء، لكن الوضع فى أمريكا كان مختلفًا تمامًا إذ ظهر البكنى بصورة كبيرة هناك فى فترة الستينيات، وساعد فى انتشاره بين النساء مجموعة الأفلام السينمائية التى ظهرت فيها النجمات وهى مرتدية البكينى مثل فيلم "بكينى بيتش" للنجمة "أنيت فونيسيلو" عام 1964.
عرض أزياء للبكينى