عادة مع اقتراب الأشخاص من عمر الستين، حينما يدركون أن أيامًا قليلة تفصلهم عن تسوية أعمالهم استعدادًا للخروج على المعاش، تصيبهم حالة من الحزن أو الخوف من نمط حياتهم فيما بعد، وفي الكيفية التى سيقضون بها أوقات فراغهم بعد التوقف عن العمل، وتخلف درجات الحزن والتخوف من شخص لآخر إلا أنها قد تتطور لدى البعض لتصل لمرحلة الإصابة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب.
الدكتور عادل المدنى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، قال فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن بعض الوظائف تتيح الفرصة للعاملين فيها بعد الخروج على المعاش، للاستمرار فى المجال بشكل مختلف مثل مهنة المحاماة والطب وغيرها، لكن بعض الوظائف تنتهى بالطلوع على المعاش، ويزداد الأمر سوءًا إذا لم يعد خطة مستقبلية يقوم بها بعد انتهاء الوظيفة مثل ممارسة الرياضة أو حفظ القرآن الكريم أو السفر للخارج ما يجعله يشعر بعدم القيمة والفائدة والفراغ، ويتسبب فى إصابته بالاكتئاب وظهور أعراضه مثل الإحساس بإنعدام الأمل ونوبات من البكاء وزيادة أو نقص فى الوزن، الشعور بالتعب أو الوهن، حساسية المفرطة واضطراب النوم وغيرها من الأعراض.
وأضاف أنه يفضل للشخص أن يخطط لهذه المرحلة جيدًا قبل الوصول إليها، لافتًا إلى أنه من الممكن أن يضع خطة لنفسه لقضاء أوقاته بشكل مختلف، حتى وإن لم يكن هناك عمل جديد يمكنه الالتحاق به، من الممكن أن يعمل على تغيير نمط حياته بالكامل لأن ذلك سيشعره باختلاف وبأنه يعيش مرحلة جديدة يجد فيها المزيد من الشغف والاختلاف.
وأشار إلى أنه من الممكن أن يضع الشخص خطة مستقبلية مثل السفر أو ممارسة رياضة جديدة والاهتمام بأحفاده والاهتمام بوزنه وصحته، وحال عدم تمكنه من ذلك بمفرده أو إصابته بالاكتئاب فمن المفضل عرضه على طبيب للعلاج من الاكتئاب، ولمساعدته فى تغيير نمط حياته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة