قال الدكتور ناجح إبراهيم، خبير الحركات الإسلامية، إن بعض الدول الداعمة للإرهاب تسعى، إلى تدمير منطقة الشرق الأوسط عن طريق إسقاط مصر باعتبارها قلب المنطقة، من خلال القيام بالعمليات الإرهابية ضد دور العبادة وأفراد الشعب المصرى، والتى كان آخرها حادث كنيسة مارمينا بحلوان، مؤكدا فى حوار خاص مع «اليوم السابع»، أن الدول الداعمة للإرهاب تدفع العناصر الإرهابية لدخول مصر عبر الحدود الشرقية والغربية، ولكن تماسك الجبهة الداخلية لمصر والتفاف الشعب حول الجيش والشرطة نجح فى إحباط العديد من المخططات التدميرية وهو ما ظهر فى حادث استهداف كنيسة حلوان وإلى تفاصيل الحوار.
كيف تقيم حادث كنيسة مارمينا الإرهابى فى حلوان من وجهة نظرك؟
حادث الكنيسة جاء ردا من جماعات داعش الإرهابية على حكم الإعدام الذى تم تنفيذه فى 15 من المدانين بقضايا إرهاب فى مصر بالرغم أن معظم المعدومين ينتمون للتنظيم، وداعش استغلت موعد الأعياد الدينية فى مصر لتنفيذ عمليتها الإرهابية لتعكير العلاقة بين الدولة والأقباط.
هل تعتقد أن هذا الحادث نحج فى تحقيق هدفه؟
هجوم كنيسة مارمينا يعتبر من أفشل العمليات التى قام بها تنظيم داعش، كما أن هذا الحادث قدم لنا مشهدا عظيما فى الشارع المصرى، وهو نجاح المواطنين فى الإمساك بمنفذ العملية، وهذا فى رأيى الشخصى البداية الحقيقة لمكافحة الإرهاب، وأن فيديو الإمساك بالإرهابى سيظل علامة بارزة تقهر كل المجموعات الإرهابية، كما سيدفع المواطنين لخوض معركة حقيقية مع الإرهاب ويساعد الشعب على عدم الخوف ومواجهة أى شىء أو عمل تخريبى
ما هى الدروس المستفادة من حادث كنيسة مارمينا ؟
حادث كنيسة حلوان يحمل الكثير من الدروس التى يمكن للدولة الاستفادة منها، فى مقدمتها حصول الدولة على ثقة كبيرة فى مواجهة الإرهاب، فضلا عن أن جهاز الأمن اكتسب العديد من الخبرات فى إجراء عمليات التأمين، وفضلا عن الدرس الذى قدمه «عم صلاح» لا يمكن إغفاله فهو أكبر من الإرهابى بالعمر ورجل مسن، ولكن جسارته هى التى مكنته من السيطرة على الإرهابى ويأخذ منه البندقية الآلية بمعاونة نجله والمواطنين حوله.
ما هى تداعيات حادث مسجد الروضة بشمال سيناء؟
مسجد الروضة كان النقطة الفاصلة بالنسبة للإرهابيين، حيث إن الهجوم على المسجد، نزع الستار الذى كان يستتر خلفه تنظيم داعش، فهو لا يستهدف جيش أو شرطة وإنما أيضا مسلمين وأقباط، التنظيم أثبت أنه لا يوجد لديه تمييز دينى وأنه يقتل أى أحد.
هل المساجد فى مصر بحاجة إلى التأمين؟
فعلا يجب أن يكون هناك اهتمام ببعض المساجد وتأمينها، لأن الإرهابيين سيعتمدون الفترة المقبلة على ارتكاب جرائم مثلما حدث فى الروضة لذلك يجب أن لا نستهين بهذا الأمر.
ما حكم تهنئة الأقباط فى الأعياد ؟
الأصل فى الأشياء الإباحة وليس الحظر، وسيدنا المسيح هو رسول من أولى العزم من الرسل، وهو للبشرية جمعاء وليس للمسحيين فقط فهو لكل طوائف المجتمع وكل البشرية، رسول اهتم به الإسلام وجاء ذكره فى القرآن الكريم عدة مرات وجاءت قصة ميلاده عدة مرات فى القرآن.
فلا يعنى أن تهنئتك للمسيحى أنك دخلت فى دينه ولا يعنى تهنئته لك فى عيد الفطر أو الأضحى أنه دخل الإسلام، وكل هذه المسائل اجتماعية بحته لا علاقة له بأن المسلم دخل فى دين المسيحى أو العكس وكلها تعتبر من آداب التواصل والتلاقى، والإسلام الذى أباح أن تتعلم على يد المسيحى وتعلمه وتأخذ هديته وتهديه وتأكل عنده وتأكل من ذبيحته، والإسلام هو الذى أباح أن تتزوج مسيحية ويكون بينهم تلاقى روحى وبدنى وبينهم أولاد، هذا الإسلام لا يمكن أن يمنع التهنئة بعيد الميلاد.
وما رأيك فى تبادل التهانى بأعياد الميلاد بين الناس؟
تهنئة الآخر بعيد ميلاده شىء طيب لم يمنعه أحد.
لماذا نقل الإرهابيون معركتهم على أرض مصر فى الوقت الحالى؟
هناك هدف استراتيجى معروف أن إسرائيل وأمريكا، يريدون قطعة من سيناء لتوطين الفلسطينيين لحل المشكلة الفلسطينية، حتى لا يكون هناك دولة فلسطين وقتل القضية الفلسطينية، فى مقابل أن يعطوا مصر معونات ماليه، مؤكدا أن مصر رفضت ذلك فكل ما يحدث فى سيناء لقهر مصر، وقد رفضه مبارك وكل الرؤساء الذين تولوا وسيرفضه من يأتى بعد ذلك، وكل ما يحدث فى سيناء له مرد أن هناك كثيرا من الذين سيعودون من سوريا والعراق سيعودون إلى ليبيا ثم من ليبيا إلى مصر.
من يدير الجماعات الإرهابية فى القاعدة وداعش؟
جماعة داعش ستنتهى وسيظهر نجم القاعدة مرة أخرى كما تحول الكثيرون الذين كانوا يؤيدون القاعدة إلى داعش سيتحول الآن الذين يؤيدون داعش إلى مؤيدين للقاعدة التى عاد نجمها يظهر مرة أخرى فى عالم الإرهاب، أما القاعدة ستصعد فى ليبيا وأفريقيا والمنطقة الجزائرية بين ليبيا والجزائر ومالى وتشاد بدعم دولى معروف، وكل ذلك للضغط على مصر من أجل عدة أشياء منها إنشاء قاعدة أمريكية وتوطين الفلسطينيين فى سيناء وإنشاء قاعدة روسية فى مصر، والحكومة المصرية ترفض كل ذلك ومع ذلك تلاقى ضغوطا مكثفة من نواحى كثيرة جدا.
هل هذه الجماعات مرتبطة تنظيميا مع الجماعات الإرهابية فى مصر؟
لا علاقة للإخوان أو الجماعات الإسلامية بهذه الجماعات، داعش والقاعدة ليس لهما علاقة بالجماعات الموجودة فى مصر، فقد يكون لهذه الجماعات خلافات سياسية مع الدولة المصرية والحكومة ولكن ليس لها علاقة بداعش أو القاعدة ولا تنظيم القاعدة يحب الإخوان من الأساس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة