لبنات الثمانينات والتسعينات كات تلك العرائس هى الحلم الأكبر والأهم، هى الصديقة أو الأبنة والرفيقة الأهم فى مشوار الطفولة، وهى بالطبع كانت منهن، لحظة دخول والدها بالعروسة القماش هى اللحظة الأهم بالنسبة لها، مرت السنوات ومع كل ورقة كانت تنزع من نتيجة حائطها طانت تختفى تلك العرائس أكثر وأكثر من الفتارين، لم تعد تحتل الصدارة فى محلات الدمى وتركت موقعها لطغيان العرائس البلاستيكية الجامدة، جزء من طفولتها كان يختفى شيئا فشئ حتى قررت هى أن تعيده مرة أخرى، وتصنع بأيديها مئات العرائس التى تتولى صناعة البهجة الآن بجوار مئات الفتيات من بنات جيلها وحتى من بنات الأجيال الحديثة التى وجدت فى عرائسها روحا مختلفة عن العرائس المصنعة فى المصانع.
بدأت حكاية "نورا إبراهيم"، صاحبة الـ23 عامًا، مع العرائس بصناعتها لفتيات العائلة، وأهدت بالفعل عرائس من القماش مختلفة الأشكال والأحجام والألوان لأطفال العائلة، ثم انتشرت تلك العرائس على مواقع التواصل الاجتماعى بالصدفة البحتة بعدما أثارت إعجاب أصدقاء الأسرة.
وتروى نورا لـ"اليوم السابع": "أغلب التعليقات اللى بتجيلى ناس كبيرة بيقولولى رجعتينا لأيام زمان، واللى يقول العرايس الحلوة بتاعت زمان بنحبها ومش موجودة دلوقتي"، هذه الكلمات شكلت الدافع الأقوى لـ"نورا" لتبدأ مرحلة مختلفة، وتقرر تحويل هذا الشغف إلى مشروعها الخاص.
وقررت الفتاة أن تحول عشقها وموهبتها فى صناعة العرائس لمشروعها الخاص، متابعة: "العرايس دى كانت موجودة زمان، وأنا علشان بحب العرايس جدًا كنت متدايقة أنها مش موجودة فى المحلات"، كلمات عبرت بها خريجة الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الزقازيق، عن شغفها بصنع العرائس القماش، ومحاولتها لإنقاذ المهنة من الانقراض".
وأضافت: "الأجانب بيهتموا بالعرايس القماش جداً لحد دلوقتي، وهنا في مصر السيدات الكبار بيشتروها مني أكتر من الأطفال والبنات الشابة"، باستياء كبير عبرت "نورا" عن عدم تواجد العرائس القماش التي تصنع في مصر وعدم تواجد الخامات الخاصة بها، فتتمسك "نورا" بإعادة العرائس القماش بأيادي مصرية.
رغم عدم تواجد خامات العرائس القماش فى مصر إلا أن حبها للعرائس جعلها تفكر فى ابتكار الخامات من الأشياء غير الصالحة للاستخدام وإعادة تدويرها بينما لجأت لاستيراد بعض الخامات من الخارج وقالت: "رحلتى فى الخامات كانت صعبة فى البداية ومع تعودى عليها بدأت أطور فيها وأجيب خامات متطورة أكتر".
وأضافت "نورا" أن المعوقات التى تواجهها فى مشروعها: "فكرة الشعر المستعار محدش بيوصله بسهولة لأنه مستورد فموصلتش ليه بسهولة، وفى منه كيرلى وفى منه ويف وفى قصير وطويل"، وأوضحت أن الاستيراد من أصعب المعوقات التى تواجهها نتيجة ارتفاع أسعار الجمارك ووصول الأوردر والخامات فى فترة لا تقل عن 30 يومًا، بينما تفتخر بتخطيها مرحلة كبيرة فى توفير الخامات.
وقالت نورا: "لو كانت الخامات موجودة فى مصر كان الموضوع بقى سهل"، وبابتسامة خفيفة على وجهها وشغف تحدثت عن أحلامها: "ربنا يكرمنى وأكون أنا السبب فى تواجد المنتجات دى فى مصر"، متمنية أن تتواجد الخامات لتكون قادرة على توزيع عدد أكبر من العرائس داخل المحلات المصرية وأن تعود العروسة القماش إلى مكانتها لدى الفتيات الصغار والكبار بصناعة مصرية.
جانب من أعمال نورا
عروسة قماش بالشعر الطويل وتصميم مختلف
عروسة قماش بضفاير الشعر والفستان القصير