تعلقت بالحنين للماضي والذكريات وجوابات الطفولة التي كانت ترسلها للأصدقاء منذ دخولها الصف الثالث الابتدائي، أرادت أن تتغلب على ما تفرضه علينا تطورات وسائل الاتصالات والسوشيال ميديا.. منى جمال محمد قررت أن تعود للماضي بالجوابات التي تجعلها تشعر بالفرح والسعادة والمراسلات الحقيقية بين الأصدقاء والأحبة.
وعادات صانعة الخطابات إلى حنين الذكريات منذ الطفولة ولكنها لم تكتف بكتابة الخطابات لأصدقائها وحولته لمهنة من نوع خاص، وتقول: "في 2017 كان عيد ميلاد صاحبتي كتبتلها جواب، زي ما كنت بهادي صحابي زمان لأني بحب الجوابات جداً" ولم تتوقع ردود الأفعال حينها سوى أنها ستكون سبب سعادة كبيرة لصديقتها، ولكنها فوجئت بما حدث عند نشرها الجواب عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "صورة الجواب لما نزلت على فيس بوك عجبت ناس كتير وبدأ الناس تطلبها مني".
منى مع إحدى صديقاتها بعد إهداء جواب لها
وتعلن صانعة السعادة عن تأسيس بيدج مخصصة لإرسال الجوابات عبر "فيس بوك"، لتنشر من خلالها جوابات مختلفة الأشكال والألوان، بالشراكة مع زميلتها التي أعطتها أول جواب منذ عودتها للماضي، ورغم تعطل المشروع لفترة إلا أن أناملها ترفض الاستسلام لوسائل الاتصالات والتكنولوجية التي تريد فرض تطور التكنولوجيا علينا وقلة التعامل مع البريد والجوابات.
وأثناء جلوسها مستقلة بذاتها وتقوم بأحد الأعمال الخاصة بها، تعلن أناملها ثورة التمسك بالجوابات والرسائل الورقية من جديد، لتعلن رسمة جديدة على أحد الجوابات التي نشرتها عبر "فيس بوك" لتكون بداية جديدة لعودة المشروع، وتقول "منى": "من أكتر الحاجات اللي بتمنى أنها ترجع أن الناس تكتب لبعض جوابات تاني".
جانب من أعمال منى
"بحس الرسائل الورقية حلوة جدًا وإحساس مختلف عن الشات، والـSMS ، والموبايل" كلمات تعبر بها "صاحبة الـ21 عاما عن مشروعها الصغير وتتابع: "رغم أن مكالمات الموبايل حلوة برضوا لكن الرسائل حلوة جدًا"، وتحكي لنا عن شعور المرسل إليه الجواب وتقول: "بتحسسه بالتواصل الحقيقي والحب وقوة العلاقة، وبيبص أن في حد جاب ورق وكتب بنفسه وعمل مجهود علشان يفرحه".
"فاقد الشىء أكثر من يعطيه" هكذا يمكن لنا أن نرى "منى" التي باتت ترسل الجوابات والرسائل الورقية إلى أصدقائها منذ الصغر حتى الأن، ولم يأت إليها جواب من أحد خلال هذه الفترة سوى الأسبوع الماضي أرسلت إليها إحدى صديقاتها التي تسكن بمحافظة الإسكندرية جوابًا لها في منزلها بمحافظة بني سويف من خلال ساعي البريد المصري.
منى تحتضن الجوابات
تشعر "منى" بتحقيق جزء كبير من هدفها ورسالتها في عودة الآخرين لاستخدام الجوابات والمراسلات الورقية عبر البريد، وتقول لـ"اليوم السابع": "فرحت جداً، وبالنسبة للبريد فكنت على طول بتعامل بريد وليا صحابي في محافظات لما بحب أهاديهم ببعتلهم في البريد".
طريق تسلكه لنفسها "صانعة السعادة" لتساعد من خلاله في رسم البهجة والفرحة داخل قلوب الأخرين والعودة لحنين الماضي والذكريات من خلال الجوابات، وظلت تحلم بتوصيل ذلك للجميع، وتقول: "ببعت جوابات في البريد المصري بقالي 3 سنين، وحلو جداً بجد والحاجة بقت بتوصل في يومين أو تلاتة والموضوع بقى سريع، في حاجات بتجيلي متكسرة ساعات بس ده بيكون خطأ مني لأني بنسى أكتب أن الحاجات دي قابلة للكسر، لكن لما بكتب الحاجة بتجيلي سليمة، والبريد المصري زيه زي أي شركة شحن" كلمات تعبر بها "صانعة السعادة" عن شدة تعلقها بالجوابات وتعاملها مع البريد المصري لإرسالهم لأصدقائها بالمحافظات الأخرى.
جانب من أعمال منى
"لقيت الناس حابة الفكرة جداً ومتعاونة معاها".. كلمات تقولها "منى" جعلتها تصمم كمية كبيرة من الجوابات وتقوم بتوزيعها داخل المحلات وأماكن مختلفة عديدة في محافظة بني سويف، لتنشر استخدام الجوابات من جديد وتسهل التعامل به على الأخرين، وتقول: "بقيت بحاول ابتكر فيه على قد ما بقدر، والموضوع مش واقف معايا على أني أعمل الجوابات بس"
تتمسك "منى" برسالتها مثلما تمسكت بها أناملها: "رسالتي أني أخلي الناس كلها ترجع تكتب تاني، وفي ناس كتير بتكون عايزة تشتري وفي مكان بعيد عني، بقولهم يعملوها أزاي وبفيدهم علشان أحقق رسالتي، وفكرت كتير أعمل فيديوهات اعلم الناس تعملها إزاي وده هدفي اللي علشانه رجعت أعمل جوابات تاني وأشتغل فيها".
جانب من أعمال منى
وتفعل "منى" كل ذلك التمسك برسالتها رغم صعوبة الحصول على الخامات والورق داخل محافظتها وتلجأ للشراء من محافظات أخرى مثل القاهرة والإسكندرية ويتم إرسالها من خلال البريد، وتحكي لنا عن ردود أفعال الأهل في بداية مشروعها وتقول: "كانوا بيتفاجئوا لما يلاقوا ورق جالي على البريد من الإسكندرية أو القاهرة ويقولولي هو ده اللي بتصرفي فلوسك عليه" لتستكمل حديثها بضحكة طائرة: "بس عادي هما متعودين مني على كدا".
وترى صانعة السعادة أن الجوابات والرسائل الورقية ستعود يوماً وتوضح سبب رؤيتها لذلك: "الناس بدأت تحن لزمان، وفي كذا شركة أتأسست للجوابات"، وتحكي لـ"اليوم السابع" عن أسباب قلة التعامل مع البريد والجوابات وتقول: "شايفة أن الجوابات قلت بسبب أن الناس بتستسهل الموضوع وبيقولوا لسه هنقعد يومين عقبال ما الحاجة تتبعت لما ممكن أبعتها دلوقتي أحسن، وسبب قلة التعامل مع البريد هو أختفاء صناديق البريد من الشوارع اللي كانت موجودة قدام البيوت".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة