توجهت سميرة صباحا مسرعة لصيدلة "عم خليل.. الدخيل"، لطلب خافض لحرارة طفلتها شهد، والتى تناولت أحد الأدوية ولم تأت بنتيجة، فسألها خليل عن عمر طفلتها، وأخبرته أنه 5 سنوات، فوصف لها أحد الأدوية الأخرى، والذى بعد مرور يوم، فوجئت الأم بإصابة طفلتها بنزيف، نتيجة لحدوث تفاعل بين العقارين أدوا إلى إحداث تأثير مضاد للتجلط، وعند سؤالها لصيدلى أخر أدركت أنه لا يمكن لصيدلى مؤهل أن يصرف الدواءين معا، تلك هى المواقف التى اتخذتها الحملة الطلابية "إمسك دخيل"، وسيلة لتعريف المواطنين بخطورة عمل دخلاء مهنة الصيدلة من غير المتخصصين فى الصيدليات، رافعين شعار " علشان صحتك متتعاملش غير مع دكتور صيدلى".
وقال الدكتور عمر خالد، خريج كلية الصيدلة دفعة 2016، إن حملة "إمسك دخيل"، بدأت منذ 3 أشهر من خلال 2 طلبة هما:"أمانى بدوى، ومحمد عيسى"، حينما وجدوا اختلافا كبيرا بين الدراسة بالجامعة وبين العمل على أرض الواقع فى الصيدليات، حيث اكتشفوا أن الدخلاء فى مهنة الصيدلة يتحكمون فيها بنسبة كبيرة، مما أدى إلى ارتكاب أخطاء طبية بشكل كبير من الممكن أن تؤدى إلى فقد أرواح، بالإضافة إلى حصول غير المؤهلين على غطاء شرعى لبيع المخدرات، موضحا أنه وفق ما أعلنته نقابة الصيادلة فأنه ما يقرب من 25% من صيدليات مصر، أى حوالى ربع الصيدليات تابعة لغير الصيادلة.
وأضاف خالد، لـ"اليوم السابع": "نهدف إلى تطبيق المادة رقم 78 من قانون مزاولة مهنة الصيدلة، والتى تقضى بالحبس عامين لمن ينتحل صفة صيدلى، وعامين للصيدلى الذى تركه يزاول المهنة، مع إلغاء الترخيص وغلق الصيدلية، خاصة أنها إجراءات وعقوبات موجودة فى القانون منذ 63 سنة ولا تطبق، وفقط كل ما يحدث هو دفع غرامة 200 جنيه ويكمل الدخلاء عملهم فى الصيدليات"، مشيرا إلى أنهم اجتمعوا مع الدكتور محى عبيد نقيب الصيادلة، والذى طالبهم بتشكيل مجموعات فى المحافظات لمساعدة التفتيش الصيدلى، مؤكدًا على أن عدم قانونية ذلك حال دون تنفيذه.
ومن جانبها، أوضحت أمانى بدوى، طالبة بكالوريوس بكلية الصيدلة جامعة حلوان، المنسق العام ومؤسس لحملة "إمسك دخيل"، أن الحملة طلابية يدعمها الخريجين وكبار الصيادلة، أن سقوط حالات وفاة ناتجة عن أخطاء ارتكبها دخلا الصيدلة كانت دافعا لهم فى إطلاق حملتهم، بالإضافة إلى رفض أصحاب الصيدليات فى توفير فرص للتدريب لطلاب كليات الصيدلة لديهم، قائلة: "الجميع يؤكد أنه لا يقبل الطلاب وفقط الحاصلين على دبلومات، ومن خلال مجموعة لطلاب الصيادلة على التواصل الاجتماعى قررنا إطلاق حملة "إمسك دخيل"، مشيرة إلى أنهم شكلوا هيكل إدارى يضم: عبد الرازق الأنصارى المتحدث باسم الحملة، شيماء عبد البارى صاحبة سلسلة "عم خليل الدخيل"، أحمد ممدوح رئيس فريق التوعية لضمان استمرار الحملة".
وأشارت بدوى، إلى أن سلسلة "عم خليل.. الدخيل"، تسرد أخطاء دخلاء المهنة بشكل فنى، لتوعية المرضى من خطورة التعامل مع غير المؤهلين، مؤكدة أن المسئولية يتحملها الصيدلى الذى مهد لغير المؤهلين الوقوف فى الصيدلية، والدخيل الذى "يفتى دون علم"، خاصة أن بعض الأطباء قد يدونون أدوية تتفاعل معا، وتحتاج إلى صيدلى متخصص لتلافى أى أضرار قد يتعرض لها المريض.
ولفتت طالبة بكالوريوس بكلية الصيدلة جامعة حلوان، المنسق العام ومؤسس لحملة "إمسك دخيل"، إلى أن العمل الحملة استمر لفترة على مواقع التواصل الاجتماعى، ومن المقرر أن يتم إجراء حملات للتوعية فى الشوارع لتوعية المواطنين بخطورة التعامل مع غير المؤهلين فى الصيدليات، خلال الفترة المقبلة، والتأكيد على أن الدخيل هو كل من يزاول المهنة دون ترخيص، متابعة: "الصيدلة مش تجارة، فلا يمكن المتاجرة بأرواح المواطنين".
وحول كيفية التفرقة بين الصيادلة والدخلاء فى الصيدليات، قالت بدوى: "الصيدلى لابد أن يلتزم بلبس البالطو الأبيض، ولأنه ليس إجراء كافى، نطالب النقابة بإصدار كارنيه رسمى لكل صيدلى حاصل على ترخيص، وتعليق شهادته بالصيدليات لطمأنة المرضى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة