فى 3 أبريل الماضى، وفى رسالة منشورة صحفيًا إلى محافظ البنك المركزى الأستاذ طارق عامر، تمنيت عليه تجنيب أصحاب المعاشات قرارات البنك المركزى، بشأن سعر الفائدة على الودائع وشهادات الاستثمار والادخار، بالحفاظ على الفائدة مرتفعة القيمة التى يتعيشون منها وعليها دون خفض متوالٍ يضج مضاجعهم ويقلق راحتهم ويورثهم ضيقًا على ضيق.
وقلت فيما ذهبت إليه، إن قرارات لجنة السياسة النقديـة فى البنك المركزى بخفض سعر الفائدة تجافى تمامًا البعد الاجتماعى الذى يوصى به الرئيس فى سياسات الإصلاح الاقتصادى، قرارات تمس مصالح الطبقات رقيقة الحال، وتزيد من أوجاعهم ولا تترفق بحالهم، وتعاملهم بقرارات تخص كبار المستثمرين، وهم ليسوا بمستثمرين بل فقراء يترجون الله فى حق النشوق.
ودون خلفية مصرفية تؤهلنى للفتوى المصرفية اقترحت على سيادته مع رؤساء البنوك المصرية دراسة إصدار شهادات ادخارية فقط لأصحاب المعاشات بفائدة مرتفعة تعينهم على مؤنة الحياة، ولا ترتهن بقرارات الإصلاح الاقتصادى صعودًا أو هبوطًا، رقيقو الحال والذين يتقوتون على فائدة المدخرات المتواضعة لا يتحملون مثل هذه الهزات المتوالية المؤثرة فى معاشاتهم الشهرية.
وناشدت المحافظ «عامر» واثقًا من تفهمه لصعوبة المعايش بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة، وطلبت من سيادته دراسة كيف يجنب هذه الطبقة الـ«تعبانة» بعض العنت الاقتصادى، ويخرجهم من دائرة القلق الحياتى المرتهنة بأسعار الفائدة، لماذا ترتفع.. ولماذا تنخفض من جديد، وهل سترتفع من أول وجديد؟.. وهكذا دواليك مما يستلزمه الحراك الاقتصادى وليس لنا حيلة فيه.
وقلت فى خطاب مفتوح منشور فى «المصرى اليوم» هذا التاريخ، سيادة المحافظ الغلابة معاشاتهم على قد الحال ولا تحتمل مثل هذه الهزات الفجائية التى تشبه الصدمات الكهربائية، القرارات الفوقية حتمًا ولابد وأن تراعى القواعد الشعبية، وإذا كان مخططو السياسات النقدية عينهم على الاستثمار، فيجب أن تكون العين الثانية على المعاشات، الحياة ليست استثمارًا فحسب بل وادخار أيضًا.
طبعًا تنقصنى العقلية المصرفية التى يتمتع بها المحافظ طارق عامر، ولكن أعطانى الله عقلًا يعقلها، وقلبًا واجفًا على الغلابة من أصحاب المعاشات، واحد فى المئة هبوطًا مؤثر فى طعام هؤلاء وشرابهم وعلاجهم وكسوتهم، واحد وراء واحد يعنى اتنين، ما يورثهم ضيقًا وألمًا ويجأرون بالشكوى، طبعًا الشكوى لغير الله مذلة، ولكن واجبنا أن نلفت نظر المحافظ ليحافظ على ما تبقى لهؤلاء من أسباب الحياة.
وناشدته بإخلاص ومحبة: سيدى المحافظ برجاء دراسة تجنيب أصحاب المعاشات سياساتك المصرفية صعودًا وهبوطًا، واستحداث شهادة ذات عائد ثابت تخص أصحاب المعاشات ولا تدخل فى حساباتك المصرفية، إذا فعلت ذلك كانت لك مثوبة، وإذا كانت قائمة ومفعلة يجب التنويه عنها، وإذا كانت تستلزم قانونًا فالبرلمان لن يتأخر عن من أفنوا حيواتهم فى خدمة الوطن.. ودمتم محافظًا على الود.
أخشى لم يلق خطابى اهتمامًا من المحافظ عامر، ولكن أخيرًا سخّر الله بنك ناصر الاجتماعى ليحنو على أصحاب المعاشات، وهذا واجب مستوجب باعتباره «بنك الغلابة»، وطرح البنك منتجًا جديدًا تحت اسم شهادة «رد الجميل»، لكبار السن، بمناسبة اليوم العالمى للمسنين، بداية من الشهر الجارى، بفائدة 17 فى المائة تصرف عوائدها نهاية كل عام، فعلًا أن يأتى متأخرًا خير من أن لا يأتى أبدًا، وهذا جيد وحسن ويستأهل التسجيل الأمين، والشكر موصول للدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن، رئيس البنك، بصراحة سيدة محترمة وعينها على الغلابة.. بوركت سيدتى.
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل درويش
رد الجميل
رد الجميل ده فنكوش مش معمول لأصحاب المعاشات (سن المعاش من الستين ) ده معمول للى عنده سبعين سنه ويصرف الأرباح بعد سنه يعنى واحد وسبعين سنه. يوم ولا اتنين ويتكل على الله . والحكومه تورثه . علشين الورثه بتوعه سبقوه للرفيق الأعلى