جيف سيشنز ودونالد ترامب.. صداقة تحولت لعداوة.. الرئيس الأمريكى حول وزيره لضحية حملة إهانات بسبب تحقيقات التدخل الروسى.. وزير العدل اختار منصبه الوزارى على ولائه لرئيسه.. الإعلام وصفه بالبطل والشرير فى نفس القصة

السبت، 10 نوفمبر 2018 04:00 ص
جيف سيشنز ودونالد ترامب.. صداقة تحولت لعداوة.. الرئيس الأمريكى حول وزيره لضحية حملة إهانات بسبب تحقيقات التدخل الروسى.. وزير العدل اختار منصبه الوزارى على ولائه لرئيسه.. الإعلام وصفه بالبطل والشرير فى نفس القصة جيف سيشنز والرئيس الأمريكى
كتبت - سالى حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قدم وزير العدل الأمريكى جيف سيشنز استقالته من منصبه بناء على طلب من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الأمر الذى يضع خاتمة على علاقة صداقة تحولت لعداوة فى أقل من عامين بين الرئيس الأمريكى والرجل الذى كان ينظر له على أنه أحد أهم منفذى سياساته وداعميه.

ترامب وسيشنز
ترامب وسيشنز

من الصداقة للعداوة

جيف سيشنز كان من الأشخاص الذين توقع الجميع قيام ترامب بتعيينهم فى مناصب مهمة سواء كمستشار له فى حملته الانتخابية أو كوزير للعدل، عندما أقال سالى ياتس، وزيرة العدل التى كان أوباما قام بتعيينها قبل انتهاء فترة حكمه.

وجاء تعيين سيشنز بالفعل فى 8 فبراير 2017، فى الأيام الأولى من حكم ترامب.

تعيين سيشنز وزيرا للعدل
تعيين سيشنز وزيرا للعدل

لكن بدأت المشاكل بتقرير من صحيفة "واشنطن بوست" فى 1 مارس 2017 يقول إن جيف سيشنز التقى مرتين مع السفير الروسى فى واشنطن فى 2016، أى قبل توليه المنصب الحكومى مما يعنى أنه التقى بمسؤولين أجانب، بدون حصانة دبلوماسية تحميه من المساءلة وهى نفس التهمة التى تسببت فى الإطاحة بمايكل فلين مستشار الأمن القومى الأول فى إدارة ترامب.

وفى خلال 24 ساعة أعلن سيشنز تنحية نفسه عن التحقيقات الخاصة بالتدخل الروسى، الأمر الذى لقى تقديرا من الإعلام الأمريكى وبعض معارضى ترامب، ولكن أثار غضب ترامب، الذى بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" كان يعتمد على سيشنز من أجل تأمين مصالحه فى تحقيقات التدخل الروسى.

ترامب مع جيف سيشنز وعلامات الضيق بينهما
ترامب مع جيف سيشنز وعلامات الضيق بينهما

تطورت العلاقة بشكل سلبى عندما انتقد ترامب علنا أداء جيف سيشنز واتهمه بـ"عدم الولاء له" فى مايو 2017، أى فى نفس الشهر الذى تولى فيه المحقق الخاص، روبرت مولر، مسئولية التحقيق فى ملف التدخل الروسى، وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" قال ترامب إنه لولا تنحية سيشنز نفسه عن التحقيقات لما كان تم تعيين مولر.

وزاد ترامب من حدة انتقاداته فى يوليو 2017 عندما قال فى حوار مع "نيويورك تايمز" إنه نادم على اختيار سيشنز للمنصب، قائلا "لم يكن يجب عليه تنحية نفسه، إذا كان يريد فعل هذا فكان يجب أن يخبرنى قبل تعيينه، وعندها كنت سأختار شخصا أخر".

وعاد فى حوار مع صحيفة "وول ستريت جورنال" يقول "لقد خاب أملى فى جيف سيشنز" قبل أن يكتب تغريدة عن موقف سيشنز من هيلارى كلينتون قائلا "جيف سيشنز له مواقف ضعيفة تجاه جرائم هيلارى كلينتون .. أين رسائل الإيميل وبيانات خادم لجنة الحزب الديمقراطى والتسريبات الاستخباراتية".

 

ثم تطور الموقف للأسوأ بهجوم جديد لترامب فى فبراير 2018 عندما قال فى تغريدة "سؤال: لو كان التدخل الروسى حدث فى 2016 أى فى عهد أوباما وقبل يوم 20 يناير فلماذا لم يحدث تحقيق فى هذا، ولماذا لم يفعل أوباما شيئا حيال هذا التدخل؟ ولماذا جرائم الديمقراطيين لا تخضع للتحقيقات؟ اسألوا جيف سيشنز".

وطوال هذا الوقت لم تكن هناك ردود من جيف سيشنز سوى بيان واحد قال فيه إنه يتبع الإجراءات الصحيحة للقيام بعمله" وقال "سأستمر فى القيام بواجبات عملى بكرامة وشرف".

وفى نفس اليوم ذهب سيشنز لتناول العشاء مع كبار مسؤولى وزارة العدل وبينهم المعارضين لترامب، فى رسالة المقصود منها أن سيشنز فى صف وزارته ولن يقف مع ترامب ضدهم.

جيف سيشنز فى العشاء مع مسئولى وزارته
جيف سيشنز فى العشاء مع مسئولى وزارته

 

بعدها بدأت شائعات إقالة سيشنز تظهر على السطح بداية من كبريات الصحف وحتى مجلة "فانيتى فير" المختصة بالمنوعات.

وكان سبب الشائعات هو تقرير فى واشنطن بوست، يقول إن روبرت مولر بدأ التحقيق فى علاقة ترامب وسيشنز وإن كان لها دخل بالتدخلات الروسية.

لكن فى أبريل 2018 قال ترامب فى تغريدة إن الحديث عن إقالة جيف سيشنز ليس سوى أخبار كاذبة ينشرها الإعلام المزيف وقال "كيف يصدق الناس هذه الأشياء؟".

مع ذلك فى شهرين فقط كان ترامب يغير لهجته مرة أخرى ويقول إنه كان من الأفضل أن يختار وزير عدل أخر، وقال إن "التحقيقات فى التدخل الروسى، مستمرة بلا أى أساس بسبب جيف سيشنز وتنحيه عن التحقيق".

دفاع سيشنز عن نفسه كان نادرا أن يحدث حيث رد فى 23 أغسطس 2018 بتصريح يقول فيه إنه "لن يسمح بالتأثير السلبى على أدائه لعمله".

وفى سبتمبر 2018، صدر كتاب  Fear: Trump in the White House للصحفى بوب وودوارد والذى جاء فيه إن ترامب أهان جيف سيشنز فى البيت الأبيض، وذكر الكتاب تفاصيل المشاجرة المفترضة بما فيها إهانات وشتائم على غرار "الأحمق" و "الفاشل" و"المتخلف عقليا"

لكن سارع ترامب بنفى كل هذا فى تغريدة على تويتر.

لكن فى كل الأحوال ظلت العلاقة السيئة بين ترامب ووزير العدل فى الأفق وتوقع أغلب المحللين أن تكون نهاية سيشنز بعد انتخابات التجديد النصفى وهو ما تم بالفعل.

جيف سيشنز فى الميزان

لم يكن جيف سيشنز محبوبا من الإعلام الأمريكى أو معارضى ترامب، بل إن الهجوم عليه فى البداية من الرئيس الأمريكى كان يقابل بنوع من الشماتة فى الصحف الأمريكية التى اتهمته من قبل بالعنصرية.

لكن مع تدهور العلاقات بدأ يظهر نوع من التعاطف الإعلامى مع سيشنز، لدرجة أنه عند مغادرته المنصب جاء موقع "أتلانتيك" ليصف سيشنز بالجندى الأكثر كفاءة فى إدارة ترامب.

جيف سيشنز ربما يكون تحمل الكثير من هجمات ترامب، لكنه فى كل الأحوال ظل السبب الرئيسى فى تطبيق أجندة ترامب بالقوانين عبر دعم وجهة نظر التيار المحافظ فى وزارة العدل، فهو من قام بتمرير قرارات ترامب فى ملف الهجرة وحولها لقوانين.

ويكفى النظر لطريقة تعامله مع ملف "الحالمين" حيث كان جيف سيشنز المشرف الأول على عملية ترحيل العديد من المهاجرين الذين وصلوا لأمريكا وهم أطفال بداية من 2003.

وكانت له محاولتين فاشلتين فى القضاء على منظومة "المدن الأمنة" التى يفترض أن سلطاتها تحمى المهاجرين من الترحيل حتى ولو كانوا مهاجرين غير شرعيين.

لكن كل هذا لم يحميه من غضب ترامب، لأن السبب الحقيقى لغضب الرئيس الأمريكى كان ملف التحقيقات الروسية، والذى بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" و "واشنطن بوست" كان ترامب يريد من سيشنز أن يقوم بتوليه حتى يغلق التحقيق بسرعة وبلا مشاكل.

وفى الوقت الحالى تتأرجح نغمة الإعلام الأمريكى حول إقالة سيشنز، فمن جهة يأتى موقع مثل aclu يصف سيشنز بأنه أسوأ وزير عدل فى تاريخ أمريكا، ولكن فى نفس التقرير يروج الموقع للمخاوف من توابع إقالة سيشنز على تحقيقات روبرت مولر، أى أن الإعلام جعل جيف سيشنز "البطل والشرير" فى نفس التقرير.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة