جعلت الفن رفيقًا لها فى الحياة اليومية منذ الصغر، حتى أصبح من أفضل مهام حياتها، كما أنه الملجأ الوحيد لها للهروب من الضغوطات التى تتعرض لها، وأحبت العرائس التى كانت تقضى معها وقت الونس الجميل، حتى بدأت مى عبد الناصر فى تصميم العرائس من عجينة السيراميك التى صنعتها بأناملها الصغيرة وهى مازالت فى الـ11 من عمرها.
وبعد انقطاع لفترة طويلة عن ممارسة هذه الهواية إلا أنها عادت إليها بعد 6 سنوات من تصميم أول عروسة، وبدأت "مى" العمل فى نحت العرائس من الطين الأسوانى وزينت العروسة بشعر مستعار وفستان، وعلى الرغم من أن هذه العروسة لم تنل اهتمامًا كافيًا منها ولم تنل أى رد فعل من دكتور النحت فى كليتها، إلا أن ذلك جعلها تتمسك بالحافز والهدف الذى تريده.
مي تحتضن عرائسها
قررت بعد أن وصلت لسن الـ21 أن تنحت عروسة تكون صديقة لها وتقضى معها حياتها اليومية، وعن ذلك قالت: "وأنا صغيرة الفن كان عندى الوسيلة الوحيدة للهروب من مواقف معينة"، وقررت أنحت عروسة علشان تكون صديقة ليا يوم 17 مارس 2015 وشعرها كان من باروكة للهالوين وماما عملت لى فستانها، وعنيها من حلق قديم عندى، وساعتها عرفت أنى هكمل فى الموضوع دا، وأن دى الحاجة اللى لقيت راحتى فيها".
مجموعة من العرائس المنحوتة قررت "مى" أن يصبحن صديقاتها، وبطريقة غريبة لدى الكثير ولم تخطر ببال أحد صنعت عروسة سمتها “Rococo” ووصفتها لنا قائلة إن أطرافها صنعت من عجينة السيراميك وجسمها من القماش الذى وضعت بداخله ورد مضيفة: "وكأنه روحها"، وقالت: "بحب أحضنها وأى طفل فى العيلة بيحضنها بيحس بالأمان".
عرائس مي ترافقها في كل مكان
"عرايسى مش مجرد عرايس، كل واحدة منهم ليها حكاية وروح وغير أنهم قطع فنية أنا بعتبرهم ولادى مش أى عروسة والسلام"، كلمات بها مزيج من المشاعر التي تختلط داخلها عبرت بها "مى" عن عرائسها، وأوضحت أن وقت النحت يختلف حسب العروسة وشخصيتها وحجمها، وقالت: "لو حجمها ٣٥سم وهتبقى الأطراف بس المنحوتة بتاخد يوم بالكتير أوي، ولو كلها عجينة فالمفاصل بتاخد أسبوع علي ما أنحت جزءًا واستناه ينشف وأجى أكمل عليه".
جانب من أعمال "مي"
وقالت "مى" إن فرحتها الكبرى عندما ترى تأمل كبار السن لمنحوتاتها التى تصنع كاملة بأناملها الرفيعة، وبفرحة رسمت ابتسامة على وجهها قالت: "بحب أشوف الناس الكبيرة لما بيشوفوا حاجتى والفضول فى عنيهم"، ولم تنكر فضل هؤلاء الداعمين الذين ساعدوها على اكتشاف موهبتها متمنية الدعم والمساعدة دائمًا.
وحكت عن أهلها قائلة إن والدتها تدعمها دائمًا: "ماما أكتر حد فخور بيا وفرحان جدًا باللى بعمله ودايمًا بتدينى طاقة أنى أكمل"، وحكت عن والدها أنه رغم خوفه وقلقه على تضييع الوقت فى البداية إلا أنه أحب أعمالها، وتنال "مى" إعجاب شديد بأعمالها من قبل أصحابها، ورغم حضورها العديد من المعارض والمهرجانات، إلا أنها تنظر دائمًا لهدفها الأكبر، وهو تصميم عرائس تساعد الأشخاص الذين يعانوا من التوتر والاكتئاب والتوحد على تحسين حالتهم الصحية، وقالت: "هستخدم فيهم حاسة الشم واللمس والبصر، وهحاول على قد ما أقدر أخليها تساعد فى تحسين حالتهم للأفضل".
جانب من عرائس "مي" المنحوتة
مي تلتقط الصور لإحدى العرائس بعد الإنتهاء منها
أثناء استعدادات مي لعمل مكياج للعروسة
"مي" احتفلت بالهالوين مع عرائسها
تصميم مجسمات العروسة
"مي" تلتقط الصور مع عرائسها في المنزل