تعد واحة سيوة واحدة من اللآلىء المدفونة فى غمار بحر الرمال الأعظم الذى يقع بصحراء مصر الغربية، وقد قصدها الإسكندر الأكبر قاطعا الدروب والمدقات مواجها العواصف والرمال، ليحصل على البركة التى جعلت منه ابنا لآمون، كما اكتشفت كيلوباترا ما تحويه المياه الكبريتية للواحة من فوائد منذ آلاف السنين، وحتى ذلك الحين مازال أهالى سيوة يعيشون حياتهم داخل حصن منيع استطاع أن يحميهم من التطور القاتل الذى اجتاح المدن.
ولكن قبل أن تبدأ رحلتك لسيوه هناك 3 أسئلة يجب أن تجيب عنها لتخوض مغامرة لن تعيش مثيلا لها فى حياتك، وهى ماذا ستحتاج فى حقيبتك؟ وأين ستسكن فى سيوة؟ وكيف ستقضى أيامك منذ وصولك وحتى مغادرتك؟
فنادق متنوعة وأسعار مناسبة
عليك أن تعلم أن السكن فى سيوه له أنواع فهناك فنادق بيئية، مبنية من مزيج الملح والطين، على الطريقة السيوية، ومعروف عنها أنها تمتص الطاقة السلبية من المكان، وفى تلك الفنادق مصدر الإضاءة هو الشموع حيث لا يوجد استخدام للكهرباء فى المكان.
وهناك فنادق عادية يمكن أن تختار من بينها، أو تختار العيش وسط أهل الواحة في بيت سيوة، فهناك بعض الاهالى يؤجرون بيوتهم للزوار، كذلك ستجد إقامة تناسب مستواك المادى، فالإقامة مدة ثلاث ليالى تتراوح من 1200 جنية كحد أدنى و14 ألف جنيه كحد أقصى.
إذا اخترت محل اقامتك ابدأ فى حزم حقائبك، ولا تنس أهم نصيحة وهى "مبيد حشرى للناموس"، أما الجو فى سيوه فهو دافىء أغلب الوقت باستثناء فترة الليل، لذا عليك ألا تنسى إحضار جاكيت ثقيل، وشراب ثقيل، وكوفيه أو شال وحذاء للبحر ومايوه للاستمتاع بالبحيرات المالحة والعيون الكبريتية.
9
ساعات من القاهرة إلى سيوهالطريق قد يستغرق 9 ساعات من القاهرة ستنتقل خلالها من عالم إلى آخر، ويمكنك اعتبارها رحلة استشفاء نفسية وسط الرمال قبل غروب الشمس، وجلسات المساء فى ليل الصحراء حيث يمكن تأمل النجوم فى السماء الصافية.
وفى سيوة مزارات عديدة يمكن أن تستمتع بها، لكل منها حكاية اختلط فيها الواقع بالأساطير، ويمكنك أن تسمعها من كل سيوى، أهمها منطقة الحفريات في بحر الرمال الأعظم، والتى تحوى حفريات من ملايين السنين حيث كانت المنطقة جزء من المحيط، وبها بقايا عظم حوت ضخم، وقواقع ونجوم بحر متحجرة.
قلعة شالى.. هنا عاش أهل سيوه قديما
فى قلعة شالى، تلك المدينة القديمة بُنيت القلعة من مادة تسمى "الكرشيف" وهي أحجار ملحية من البحيرات المالحة والطمي، وشالى عبارة عن هضبة مرتفعة تعلوها قمتان واحدة فى أقصى الغرب والثانية فى الشرق وعليها بنيت العديد من المنازل الكرشيفية، وقد بنيت فى القرن ال 12 الميلادى لحماية أهالى سيوة من القبائل المجاورة وظلت مسكونة إلى العام 1926، لكن السيول هدتها، ونزل أهل سيوة للعيش فى الأسفل، لكن بقايا المدينة ظلت باقية بطرازها البيئي الفريد.
أما جبل الدكرور، فهو واحد من أكبر جبال سيوة، من أعلاه ترى الواحة ومناطقها المحيطة، أما جزيرة فنطاس فهى من أفضل مواقع السباحة المفضلة في سيوة لدى السكان المحليين والسياح على حد سواء، حيث تبعد حوالى 6 كيلومتر غرب سيوه وتقع فى بحيرة بركة سيوة المالحة وتحيط بها أشجار النخيل والمناظر الطبيعية الرائعة في مشهد خلاب.
معبد أمون.. أهم المعالم الاثرية
معبد "آمون" بواحة سيوة، من أهم المعالم الأثرية التي شيدت خلال عصر الأسرة السادسة والعشرين في القرن السادس قبل الميلاد فوق هضبة أغورمي التي ترتفع لنحو 30 متراً من على سطح الأرض، ويمكن مشاهدة الواحة كاملة وبحيراتها المالحة ومزارع النخيل والزيتون التى تحيطها والمعالم الأثرية الأخرى والجبال من الطبقة الثانية للمعبد.
وقد توجه الإسكندر الأكبر مباشرة بعد فتحه مصر في عام 331 قبل الميلاد الى المعبد، ليتم تتويجه ابنا للإله وحاكماً لمصر.
ويشهد معبد آمون ظاهرة فلكية تسمى الاعتدال الربيعي، حيث تتعامد الشمس على المعبد مرتين كل عام في الاعتدال الربيعي والخريفي، ويتساوى الليل والنهار بعد 90 يوماً من أقصر نهار في العام، وبعده بتسعين يوماً آخر يقع أطول نهار في العام.
حمام كيلوباترا وسهرة سيوية اختم بهم رحلتك
ويعتبر "حمَّام كليوباترا" أكثر مزارات الواحة شهرة، وهو حمام من الحجر يتم ملؤه من مياه الينابيع الساخنة الطبيعية، ويقال إنّ الملكة المصرية كليوباترا سبحت فيه بنفسها أثناء زيارتها لسيوة.
ويوجد فى سيوه حوالى عشرة منابع تخرج منها الماء، يحدها من الغرب بحيرة كبيرة تمتد على بعد حوالى 6 كم حتى منطقة جعفر ومن الشرق أعداد كثيرة من الأشجار والنخيل، ومن الشمال بحيرة كبيرة فى طريق قرية المراقى ومن الجنوب عدد كبير من الأشجار والنخيل وبعض الزراعات الأخرى حتى طريق بئر واحد وبحر الرمال العظيم.
وقبل نهاية الرحلة لا تنس القيام برحلات السفاري والمغامرة، بالكثبان الرملية وبحر الرمال العظيم، وقضاء حفلة فى الصحراء وشرب الشاي السيوى، وتناول العشاء بأحد المخيمات الصحراوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة