وسط سكون الليل يأخذ جانباً من منزله ليجلس فيه بصحبة الورق، وبخياله الواسع يرى أمامه اللمسات الأخيرة لتصميماته التى تصنع بأنامله، تلك اللمسات البسيطة التى يستطيع من خلالها تحويل أى قبح إلى جمال يرغب الآخرون فى رؤيته والاحتفاظ به، ويمكن أن يستخدمها العديد ويضعها على المكاتب أو داخل المنازل كديكور يزين به المنزل.
مجسمات الطيور والحيوانات والمبانى بالإضافة إلى أعمال الديكور التى يصمم منها فازات، تلك التصميمات تعد مجموعة أشكال وألوان مختلفة من الأوراق، التى يصممها ياسر كمال، مهندس الاتصالات الذى هوى فن الأوريجامى منذ صغر سنه، التى تخطف نظرك لتشعر أنها مصممة من شىء معدن أو مصنعة باستخدام ماكينات آلية، لكنها صنعت بأنامل الشاب المصرى الذى اكشتف موهبته فى هذا الفن عندما بلغ الرابعة من عمره.
زهور صنعت من الورق بأنامل ياسر
"كنت بفك اللعب وأخد القطع بتاعتها أعمل بيها مجسمات متحركة باستخدام خامات الكرتون والفوم زى الطيارات والروبوت" كلمات قالها "كمال" أثناء حديثه مع "اليوم السابع" يعبر بها عن بداية موهبته بتصميمات المجسمات الصغيرة التى يصممها من الورق، كما أن حبه للرسم والتلوين ساعده على تلوين المجسمات بطريقة تتحاكى مع الطبيعة.
الورق يتحول إلى طيور فى أيدى ياسر
يسعى "كمال" لاستغلال ما يراه من الورق ليحوله من شىء غير مستخدم لتصميمات فنية يحتفظ بها كل من يحصل عليها، ويقول "غالباً الفكرة بتجيلى ودماغى بتحللها كويس وتشوف إمكانية تطبيقها وفى معظم الوقت بتخيل الشكل النهائى بكل تفاصيله"، كلمات يقولها صاحب الـ45 عاماً، ليوضح لنا كم الضغوط التى يتعرض لها نتيجة التفكير فى تحضيرات تنفيذ الفكرة التى يكونها من الواقع ويضع فيها لمساته كما يوحى له خياله.
ياسر يحول الورق إلى فاظات ديكور
تعلق "كمال" بحبه وعشق هذا النوع من الفن رغم أنه يعمل مهندس اتصالات بإحدى الشركات، ما جعله يأخذ من وقته لتصميم القطع الفنية التى يتحمس لها ولتنفيذها، ويقول: "ممكن أفضل مستمر فى الشغل لحد ما تخلص، أوقات كتير بكتشف إنى بقالى ساعات طويلة ماتحركتش من مكانى بلا مبالغة ممكن توصل لـ10 ساعات متواصلة".
المهندس ياسر كمال يلتقط الصور في معرضه لطي الورق
ويضيف "كمال" خلال حديثه أن ذلك يرهقه ذهنياً، ويحكى: "الفكرة بتسيطر على عقلى ومش بعرف أنام وأفضل أفكر وأتخيل الشكل أو المجسم" تلك الأفكار التى تأتى إليه فى نهاية اليوم عندما يضع رأسه على الوسادة، تجعله ينهض من فراشه لينفذ ما يفكر به من تصميم أحد المجسمات الفنية، ليضيف قطعة أخرى من تصميماته إلى غرفته التى تحولت لمعرضاً فنياً.
أحد رواد معرض ياسر كمال أثناء تطلعهم على التصميمات
حب من نوع آخر تملك "كمال" الذى يسهر الليل لتلبية رغباته فى تصميم هذه المجسمات الفنية، ويقول: "مش هقدر أقول أنها أثرت على شغلى بالسلب بالعكس أنا ببقى فى مود لطيف نظراً لتفريغ الطاقة السلبيه وبهجتى بأعمالى الفنية وممارستى لهوايه مفضلة"، هكذا ينظر "كمال" للربط بين هوايته وعمله.
"عملت مجسمات كتير لمبانى وأهمهم لمسجد فيه تحكم كامل بريموت كنترول زى التحكم فى الإضاءة والباب وكمان بيأذن فى مواقيت الصلاة"، هكذا يقول "كمال" عن تلك الأعمال التي ينفذها من الورق الذى يختلف حجمها ونوعها حسب طبيعة العمل الفنى الذى سيقوم بتنفيذه، ويحرص "كمال" خلال تنفيذ التصميمات على اختيار الورق الباقل لإمتصاص الألوان وإظهار التأثيرات اللونية التي يضعها على الورق بأنامله أيضاً، لتنال إعجاب أصدقائه الذين يشجعونه باستمرار، ويقول: "وده دافع لتطوير شغلى".
طائرة متحرجة ضمن أعمال ياسر المصنوعة بالورق
بأنامله يحول الورق إلى حيوانات وطيور
أحد رواد معرض ياسر يلتقطون صوراً لأعماله
جانب من أعمال ياسر بالمصنوعة بالورق
جانب من أعمال ياسر بالأوريجامي
زرافة أثناء تصميمها بأنامل ياسر
ياسر يصمم الزرافة من الورق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة