ثمن باهظ، وخسارة محققة، ولكن مصر صابرة وقادرة على دحر الإرهاب، الذئاب تعوى فى الدغل، وتتلمظ للفريسة، والحذر واجب، والعدو غدار، فى الخص وعينيه بتبص، العدو دلوقتى بقى جوه البلد، بردًا وسلامًا.
من بين 84 دولة شملها تقرير الإرهاب العالمى تحتل مصر المرتبة التاسعة عالميًا، من حيث كلفة الإرهاب، كلفنا %0.8 من الناتج الإجمالى، مقابل % 12.8 من ناتج أفغانستان المتصدرة، و%10.8 من ناتج العراق.
خطير هذا التقرير، ولا أعلم مصادره التى استند إليها فى حساب كلفة الإرهاب فى الحالة المصرية، تقديرى المتواضع الإرهاب كلف مصر أكثر من هذا بكثير، عملية المريوطية القذرة تكلفنا عمل سنة فى إحياء السياحة، وكلفنا قبلا لسنوات المليارات من لحم الحى، ولولا عناية الله، عناية الله جندى.
السبب الرئيسى لورود مصر فى هذا الترتيب المتقدم فى التقرير العالمى، كما يقول معدو التقرير الذى اهتمت بنشره المواقع الصحفية العالمية، هى عملية استهداف مسجد قرية «الروضة» بمركز بئر العبد، التى راح ضحيتها 311 مُصليًا، وهم تقريبًا نصف ضحايا الإرهاب فى مصر فى هذا العام الحزين.
ياما دقت على الرؤوس طبول، تذكر التقرير حادثة رهيبة وتناسى حوادث وحوادث، الإرهاب كلف مصر ما لا تحتمله دولة فى ظرف مصر الاقتصادى الصعيب، استهداف بلغ حدود التآمر على إسقاط الدولة، إرهاب حاصر البلاد من جهات أربع، تفكيك الحصار الإرهابى من حول رقبة مصر كلفنا الكثير من الأرواح والأموال، استنزاف ممنهج ومستدام لمقدرات الدولة المصرية طوال سبع سنوات مضت وحتى الآن.
الكلفة المقدرة عالميًا فى هذا التقرير لا تعبر عن حقيقة الغرم الذى تحملته مصر بالوكالة عن العالم فى حرب الإرهاب، لذا يحتاج الأمر إلى تقدير مصرى مدقق عن الكلفة الحقيقية التى تكبدتها مصر من حرب الإرهاب، مصر تكلفت كثيرًا، حرب الإرهاب كلفتنا الكثير ولا تزال تكلفنا الكثير، طبعًا شهيد واحد يسقط فى هذه المعركة المقدسة كلفة قاسية، كم تكلفت مصر من أرواح، تدفع الثمن من دماء أبنائها وهذا ما لا يقدر بأثمان تعتمدها التقارير الرقمية.
العالم لا يعترف إلا بالأرقام، ويستوجب توثيق كلفة حرب الإرهاب، كلفت الاقتصاد المصرى خسارة تتحدث بها الموازنة المصرية سنويًا، وحتما ولابد من إحصائها، وتوثيقها ونشرها على العالم الذى يغمض العين بعمدية واضحة عن الإرهاب فى مصر، ويقف مدهوشًا أمام الإرهاب فى بلدان لم تدفع مثل هذه الأثمان الباهظة التى تكبدتها مصر.
لماذا نحن صامتون والإرهاب يقتل فينا أعز ما فينا، ويورثنا ضائقة اقتصادية؟ لماذا لا نضع العالم أمام الحقائق المصرية عن حرب الإرهاب؟ العالم يهرع إلى مناطق أقل تهديدًا بالعون والمساعدة، ونحن كمن يحارب وحده، كمن يتحمل الغرم وحده، قدرنا ونحن بعون الله قادرون.
الإرهاب لم يعد محليًا، صار عابرًا للحدود، أقرب للشركات العابرة للقارات المصدرة للإرهاب، دخل أكبر عشر جماعات إرهابية فى العام الماضى بحسب التقرير تقدر بـ3.7 مليار دولار بانخفاض ملحوظ، كان 5 مليارات فى العام 2014.
هذا اقتصاد دول، مليارات موجهة للتخريب، تم إحصاء دخل الإرهاب، ولم يذهب تقرير الإرهاب العالمى إلى تصدير هذه المليارات فى شكل عمليات إرهابية إلى دول العالم، يقينًا نصيب مصر من شرور الإرهاب ضخم، إذا كانت الذئاب المنفردة تستهدف أوروبا لإشاعة الفزع، فإن عصابات الإرهاب تستهدف مصر لإسقاط الدولة لصالح إخوان الشيطان.
لولا صلابة الدولة المصرية ومكونها الوطنى «شعب وجيش وشرطة» فى مواجهة الإرهاب، لكان للحديث سياق آخر، الدولة المصرية تضحى بالغالى والنفيس فى حرب مفروضة عليها، لا أنسى قول الوالى التركى «قردوجان» وهو يوجه إرهابى «الرقة» إلى سيناء، ولكن فى سيناء جيش يحميها.. وتحيا مصر ثلاثًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة