إحسان السيد

شكرا.. «خالد صلاح»

الجمعة، 16 فبراير 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا أردت أن تعرف ماذا حدث لك خلال عشر سنوات..ارجع للخلف سنة قبل سنة..استجمع فى كل عام من السنوات العشر الأخيرة فى عمرك، صورة واحدة لك بمفردك، وأخرى جماعية مع زملاء، أصدقاء أو حتى صورة عائلية. 
 
دقق فيها، امنح نفسك الوقت الكافى لتستوعب جميع تفاصيلها، قارن بين ملامحك الآن وقبل، حللها، ولا تنزعج كثيرا حين تدرك أنك خسرت جزءا من البراءة والخجل الذى كنت تتحلى بهما وأنت فى سن أصغر «وإن كنت أنا شخصيا أحتفظ بجزء كبير من الخجل للأسف! ربما لايصح أن أكون خجولة حتى هذه اللحظة».
 
قبل عشر سنوات، كنت طالبة مجتهدة فى كلية الآداب قسم الإعلام «بحسب التقدير النهائى لشهادتى الجامعية والمركز الأول الذى حصلت عليه فى مشروع التخرج»، لدى رغبة قوية فى العمل وتحقيق الذات كأى فتاة شابة تتخرج من الجامعة، وتأمل أن تحصد نتاج جهدها على الأرض دون الاكتفاء بالفرحة الزائفة بالتقدير الجامعى ومرتبة الشرف! 
 
ولكن دوما كان لدى ظن، مجرد ظن، أن خجلى و«كسوفى» سيقفان حائلا أمام قدرتى على العمل فى مجال يحتاج مزيدا من الجرأة والخبرة.
 
أتذكر الآن ونحن نحتفل بمرور العام العاشر على انطلاق الموقع الإلكترونى لمؤسسة «اليوم السابع» «بيتنا الكبير»، كيف كنت وأين وصلت خلال 10 سنوات، تبدلت فيها أحوالنا مهنيا وإنسانيا، ولا نعرف إلى أين سنكون غدا، لكننا ندرك أن «الله كريم»..
 
بصراحة، لم يكن لدى أى رغبة فى كتابة مقال أو موضوع مثلا فى احتفالنا بمؤسستنا الكبيرة، على جميع المستويات، استندت هنا لأسباب تتعلق بعيوبى الشخصية التى أبرر بها عدم قدرتى فى التعبير عن مشاعرى تجاه المؤسسة التى جعلت منى قيادة تحريرية نسائية أتمت عامها الثانى والثلاثون قبل شهور، فما بالك بالأشخاص! 
 
ولكن السطور الأولى التى قرأتها أنت قبل ثوان فى بداية هذا المقال، هو المشهد الذى تخيلته أمام عيناى حرفيا بمجرد أن رأيت لى صورة شخصية داخل صفحات العدد الورقى ضمن موضوع يحمل عنوان «اليوم السابع..جريدة تمكين المرأة فى المناصب القيادية» يسرد فيه كيف أصبحت مدير تحرير - كأحد أفراد الكتيبة النسائية فى صالة التحرير- وإدارتى للقسم السياسى لمدة قاربت من الخمس سنوات قبل إسناد مهمة «مدير تحرير»، الصورة هى السبب الذى استفزنى لأكتب عن «اليوم السابع»، مع نوع من الحرج الذى أصابنى، متساءلة «كيف يقدم لى «اليوم السابع» كل هذا الدعم المعنوى والتقدير علنا، وأكتفى أنا بتقديره سرا أو للإنصاف علنا فى حالات الضرورة؟!». 
 
الصورة التى التقطت لى خلال حفل العشر سنوات، لم تمر مرور الكرام، بل دخلت ضمن مقارنة شرسة بين الصور الأولى لى بالتزامن مع بداية عملى وتأسيس «اليوم السابع»، شاهدت كيف تغيرت، مهنيا وإنسانيا، كيف أدركت أن جمال الروح سبب كاف للنجاح، سواء المهنى أو الشخصى، كيف ساهم هذا الكيان فى تغيير هذه الشخصية، وإعادة بنائها من جديد؟
 
أدين لـ«اليوم السابع» بكل الفضل والخير، ولم نكن أبدا منافقين حين وصفناه ببيتنا الكبير الذى احتوى شبابا فى سن صغير ليس لديهم أى خبرات مهنية سوى طموحهم الجامح الصادق.
 
«اليوم السابع» أصاب حين راهن على روح الشباب، وحين استمع لرأيهم، سواء كان مختلفا أو متفقا مع الرأى الآخر.
 
 «اليوم السابع» علمنا أن نخطئ ونصيب، ولا نخجل أبدا من الاعتراف بالخطأ «لف وارجع تانى»..
 
 «اليوم السابع» علمنا أننا نستحق الأفضل دائما، ننظر للأمام، ندرك من نحن وماذا نريد.. 
 
«اليوم السابع» علمنا أن نرسم الحلم ونسعى للوصول له، بل ونحدد سيناريوهات الوصول وبدائلها «احنا بتوع سيناريوهات»..
 
«اليوم السابع» علمنا أن لا نطمئن بوجودنا على القمة، بل نسأل «لحد امتى؟!»..
 
«اليوم السابع» علمنا أن الفكرة هى البطل وليس الشخص..
 
«اليوم السابع» علمنا أن نستعد من الآن لما سيحدث فى مستقبل الصحافة، كن مستعدا ولا تتفاجأ.. 
 
أخيرا.. إذا كنت ممن وصلوا لقراءة السطر الأخير.. فيمكنك أن تستبدل كلمة «اليوم السابع» المذكورة بـ«خالد صلاح»..

شكرا «خالد صلاح» 

شكرا «اليوم السابع»










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة