ليس رقصا عاديا كما يراه البعض، التنورة حكاية تصوف ووصل بالله والسماء، والسماء دائما ما تختار ناسها والمقربين منها وتنتقيهم، وقد يقع الاختيار مبكرا جدا، هذا هو قانون الاصطفاء الذى قد يضعك وجها لوجه أمام طفل دوّار فى رحاب الله، وراقص تنوّرة عاشق كأنه يحترف هذه الصنعة منذ عقود وقرون، بينما لا يتخطى عمره 4 سنوات.
"بحب التنورة وأبويا وجدى اللى علموها لى"، بتلك العبارة البسيطة تحدث محمد فتحى محمد، ابن الـ4 سنوات، بوجه مبتسم وملامح منبسطة كانبساط السماء فى عيون المتصوفة، يقول الطفل الصغير: "بروح مع أبويا وجدّو وعمّتو سميحة الحفلات، وبحب أرقص معاهم".
ويضيف أصغر لفّاف تنورة فى العالم، "ليّا شهر برقص تنورة، ولما شفت عمتى سميحة بترقص حبّيت أعمل زيها فى البيت، ومسكت فيهم وقلت لهم خدونى معاكم أرقص، اشمعنى انتوا، وأنا نفسى أطلع أرقص تنورة لما أكبر، أو ظابط أو دكتور".
أما الجد محمد فتحى، فقال "بدأت أدرب حفيدى محمد، على الرقص منذ شهر وذهبت به لحوالى 5 حفلات ومهرجان والناس مبسوطة بيه وبتحب تتصور معاه وعندما شاهد عمته "سميحة" ترقص أحب التنورة، وبدأ يقلدها، فهى كانت أصغر راقصة تنورة فى العالم وعمرها 5 سنوات والآن عمرها 12 سنة بالصف الأول الإعدادى".
وتابع، "حفيدى محمد بيلف فى البيت لوحده، وفصلت له بدلة ثمنها 500 جنيه، فعمه وأبوه وعمته أيضا راقصو تنورة، وفى كل حفلة يدخلها يأخذ منها 5 دقائق رقص على المسرح، ودائما يطالبنى أن آخذه معى فى كل حفلة ولو رفضت يبكى، وهو أيضا طفل جرىء".
وقص الجد موقفا طريفا قام به الحفيد، قائلا "فى إحدى المرات فى أول يوم له على المسرح، رقص لمدة 3 دقائق وعندما شعر بالتعب خرج مع نفسه من على المسرح، وقال خلاص كفاية كده أنا خلصت"، "وإحنا مقيمين فى بنها محافظة القليوبية".
أما سميحة محمد فتحى "سميحة الأسمر" 12 سنة، راقصة تنورة وعمة الطفل محمد، قالت تعلمت الرقص وأنا عندى 5 سنوات، وكنت أصغر راقصة فى العالم وقدمت فى موسوعة جينيس، وتم تكريمى من 5 محافظين بالقليوبية بدرع المحافظة، وأدوات الرقص هى الرقص بالعلم والدفوف والفراشة والثابتة، وسافرت إلى فرنسا وقدمت عروضا فى حفلة خاصة، كما كرمتنى الجامعة الأمريكية وأعطتنى دكتوراه فخرية من جامعة ديلر الأمريكية فى التنورة، ونفسى أطلع دكتورة وأنا شاطرة فى المدرسة، كما أقوم بعمل حفلات مديرية التربية والتعليم بفلوس رمزية، وكنت فى فرقة وتركتها لأنى كنت أشطر منهم، ولم أجد من يدعمنى وهم معهم من يدعمهم".
وقالت، إن وزارة الثقافة لا تدعمنا وأطالب وزيرة الثقافة باﻻهتمام براقصى التنورة، وعدم ترك قصر الثقافة يدعم المعارف فقط، كما أتمنى أن ترسل لجنة من الوزارة لمعرفة هل من يعملون مدربين بقصر الثقافة يصلحون أم لا لأنها محسوبيات؟.
أما الأم نادية عبد المنعم قالت،"أنا شجعتها لأن شقيقيها عمرو وفتحى يرقصان التنورة، وأحبتها من شقيقها عمرو وبدلتها ثمنها 3 آلاف جنيه بالاكسسوارات الخاصة بها، كما تم إهداؤها منحة دراسية مدى الحياة بمدرسة الرواد بمحافظة القليوبية، لكنها لم تكملها لأن المدرسة كانت بعيدة عنها، ثم ذهبت مع شقيقها لحفلات سياحية بشرم الشيخ والغردقة، كما سنذهب لحفل آخر بدولة تركيا قريبا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة