فى إطار نزاع بالكونجرس حول عدة ملفات فى مقدمتها الهجرة، عاصفة جديدة يواجهها ساكن البيت الأبيض غدا، حيث تتضاءل الفرص أمام أعضاء الكونجرس المنقسمين بشكل حاد للاتفاق على مواضيع شائكة مثل الهجرة والإنفاق الفيدرالى فيما هدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب برفض أى مقترح حول الهجرة لا يتوافق مع مطالبه.
ففى الوقت الذى اعتبر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أن نظام الهجرة الحالى بالولايات المتحدة يضعف الأمن القومى ما دفع حكومته للسعى للحصول على دعم المحكمة العليا للسماح بترحيل 700 ألف مهاجر، يواجه مقاومة من بعض أعضاء الكونجرس لتعديل نظام الهجرة.
وقبل أيام من شلل حكومى محتمل الخميس فى حال عدم التوصل لاتفاق حول الإنفاق، تلقى أزمة حول الهجرة بظلالها على المفاوضات على جبهات عدة، فقد تعهد ترامب خلال خطابه عن حال الاتحاد الأسبوع الماضى "مد اليد" للطرفين فى إيجاد اتفاق حول الهجرة يحمى 1.8 مليون مهاجر لا يحملون وثائق رسمية من الترحيل - مقابل فرض قيود على الهجرة القانونية، لكن الديمقراطيين هاجموا مقترحه بعنف ووجه ترامب بسرعة اصابع الاتهام الى معارضة يحملها مسئولية رفض المساعدة فى إيجاد بديل لبرنامج "الإجراء المؤجل للواصلين فى سن الطفولة" والمعروف اختصارا "داكا" قبل مهلة تنتهى فى مارس، ويسمح البرنامج لمهاجرين أتوا أطفالا بطريقة غير شرعية إلى الولايات المتحدة بالعمل والدراسة فيها بطريقة قانونية.
تعديل بقوانين أوباما
وغرّد ترامب "أى اتفاق حول داكا لا يتضمن تدابير أمنية حدودية قوية، والجدار الضرورى سيكون مضيعة تامة للوقت"، فى إشارة إلى الجدار الذى يسعى منذ فترة طويلة لبنائه على الحدود الأمريكية مع المكسيك، مضيفا "الخامس من مارس يقترب بسرعة والديموقراطيون على ما يبدو لا يكترثون لداكا، توصلوا لاتفاق".
جدل حول سقف الإنفاق
من جهة أخرى يشهد الكونجرس أيضا جدلا حول سقف الإنفاق المخصص لبرامج داخلية وللجيش، فيما يسعى أعضاء المجلس للتوصل إلى اتفاق حول ميزانية للفترة المتبقية من 2018.
وأقر القادة الجمهوريون والديمقراطيون بأنهم لن يتوصلوا لاتفاق قبل انتهاء مهلة الخميس، ويتعين عليهم تمرير إجراءات مؤقتة لتجنب شلل حكومى آخر، ويشعر أعضاء الكونجرس بالاستياء بعد شلل حكومى محرج استمر ثلاثة أيام فى يناير الماضى، عندما رفض الديموقراطيون دعم تدابير إنفاق لا تعالج مشكلة "الحالمين" وهم مئات آلاف المهاجرين الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة عندما كانوا أطفالا قاصرين.
ترامب
وقال زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إنه لا يتوقع فى هذه المرة تكرارا للشلل الحكومى الذى تبادل فيه المعسكران الاتهام.
تحذير وزير الخزانة
فى تعقيد للبرنامج التشريعى حذر وزير الخزانة ستيفن منوتشين الكونجرس من أن الخزانة ليس لديها سوى ما يكفى لتسديد فواتيرها حتى نهاية فبراير، دون بلوغ سقف الدين وتطبيق إجراءاتها الاستثنائية لمواصلة الدفعات، وقال مكتب الموازنة فى الكونجرس إن الموعد أبكر من المتوقع لأن الاقتطاعات الضريبية العام الماضى البالغة 1,5 مليار دولار ينجم عنها عائدات فدرالية أقل.
نزاع الكونجرس
وسط هذا المشهد المعقد يستعد أعضاء الكونجرس لنزاع من العيار الثقيل حول الهجرة، ففى سبتمبر الماضى قرر ترامب إنهاء برنامج "داكا" ما يعنى أن المستفيدين منه أى "الحالمون" يمكن أن يواجهوا الترحيل في حال عدم تحرك الكونجرس، وكشف ترامب الأسبوع الماضى عن اقتراح يضع الديموقراطيين فى موقف حرج، إذ يطرح وضع 1,8 مليون مهاجر بينهم حوالى 700 ألف من "الحالمين" على سكة التجنيس، وهو ما يشكل أهم أولويات المعارضة.
الكونجرس
غير أن اقتراحه يقضى فى المقابل بتشديد التدابير الأمنية على الحدود بما فى ذلك تخصيص 25 مليار دولار لبناء الجدار الذى وعد ببنائه الحدود مع المكسيك ووضع حد لبرنامج الهجرة العشوائية والحد من لم شمل العائلات.
مساعٍ لحل الأزمة
وفى مسعى من الحزبين لحلحلة الأزمة أعلن السناتور الجمهورى جون ماكين والديمقراطى كريس كونز خطة تعرض مسارا للجنسية للحالمين وتعزز الأمن الحدودى فى نفس الوقت، لكنها لا تتصدى لمسألة لم شمل العائلات أو القرعة.
وقلل البيت الأبيض من أهمية الخطة - التى لا تتضمن بالتحديد تمويلا لجدار حدودى - إذ قال مدير الشئون التشريعية مارك شورت للصحفيين أنها "غير كافية" للحصول على دعم ترامب.
ويقول الديموقراطيون أن هذه الخطة ترقى إلى احتجاز الحالمين "رهائن" لقاء سياسات معادية للهجرة، غير أن السناتور الجمهورى جون كورنين اتهم فى البدء الديموقراطيين بالتفاوض بسوء نية، وحذر ترامب الديمقراطيين من عرقلة مقترحه، وقال الأسبوع الماضي "إما أن يكون لدينا شيئا عادلا ومنصفا وجيدا وآمنا، أو لا شىء البتة".
ترامب
وكان النواب الجمهوريون يستعدون لاجتماع فى ساعة متأخرة الاثنين لمناقشة كيفية المضى قدما،غير أن ديمقراطيين متحدين حذروا من خطة يروج لها رئيس مجلس النواب بول راين، من شأنها تأمين الإنفاق الحكومى بشكل مؤقت لكن تمول الإنفاق العسكرى حتى نهاية العام، كطريقة لحشد التأييد من تكتله المتصدع ومنهم محافظون يعارضون تسويات حول الهجرة.
وحسب تقارير صادرة عن وزارتى العدل والأمن الداخلى أن نحو ثلاثة أرباع الإدانات بالإرهاب الدولى البالغ عددها 549 التى أصدرتها المحاكم الأمريكية منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 ترتبط بأفراد ولدوا فى الخارج تم منح 148 منهم الجنسية، بعد وصولهم إلى الولايات المتحدة.
وفى عدة تغريدات نشرها ترامب عبر موقع "تويتر" أشار إلى جهود البيت الأبيض فى إنهاء برامج على غرار القرعة للحصول على الإقامة "جرين كارد" و"الهجرة المتسلسلة" التى تسمح بلم شمل عائلات المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
نظام جديد للهجرة
وأعرب ترامب عن اعتقاده بأن الكونجرس قادر على تمرير مشروع قانون إصلاح الهجرة، مضيفا أن هذا القانون سيعالج مشكلة الأشخاص الذين لا يحملون وثائق، والذين أتوا إلى الولايات المتحدة حين كانوا أطفالا، والمعروفين اختصارا بـDREAMERS.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد دعا فى ديسمبر الماضى إلى إصلاح نظام الهجرة الأمريكى، وطالب الكونجرس بإلغاء برنامج تأشيرة التنوع المعروفة بقرعة الغرين كارد وإنهاء برنامج "لم الشمل" الذى يسمح لمهاجرين شرعيين باستقدام أقارب لهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة