وهل كان كلام وزير الخارجية التركى المخبول غير متوقع، هل كانت مصر نائمة وفوجئت بما قاله مولود جاويش أوغلو؟
من يقرأ السنوات الأربع الماضية سيتأكد أن مولود لم يفاجئنا، كنا نتوقع الحقارة التركية فى أى وقت من أجل تعطيل مصر عن الاستفادة من ثرواتها وتحقيق الاستقرار والتنمية التى ينتظرها الشعب، ولذلك كان التوجه المصرى الواضح من البداية أنه قبل أى استغلال لثرواتنا البحرية أو توقيع اتفاقيات تنقيب أن يكون هناك ترسيم رسمى للحدود مع الدول المعنية، حتى نسد الأبواب على المتنطعين أمثال أردوغان وصبيانه .
الأهم أن خطة تسليح الجيش المصرى وتطوير امكانياته وقدراته القتالية برا وجوا وإضافة القطع البحرية عالية التقنية والإمكانيات لم تكن عفوية، بل كانت مدروسة وفق رؤية استراتيجية للدولة التى تعرف جيدا التحديات التى تواجهها، وتتوقع المخاطر التى تستهدف أمنها القومى ومصالحها الاقتصادية .
وللأسف كان هناك من عارض بغباء خطة التسليح، ومن تعامل معها على أنها اسراف ليس فى محله، رغم أن الإشارات الواضحة من البداية والتى فهمها الجميع إلا الأغبياء والكارهين لمصر، أن التسليح الجديد هدفه حماية الأمن القومى لمصر ومصالحها الاقتصادية وخاصة فى المجال البحرى، واليوم يعرف الجميع أن هذا الكلام لم يكن مجرد تسكين سياسى ولا تبرير وهمى للمصريين، ولكنه كان حقيقة لم نكن نراها جيدا لكن قيادة الدولة كانت تراها بوضوح وتقرأها وتستعد لها بما تقتضيه من قوة ردع ضخمة وبالغة الحداثة وقادرة على القيام بواجبها فورا لترهب أعداء مصر وتقطع ذراع من يحاول أو يفكر فى التجرؤ عليها أو المساس بمصالحها .
القضية إذن ليست فى كراهية أردوغان للدولة المصرية التى أطاحت بحلمه التوسعى، ولا فى وزرائه ورجال حكومته الذين يطلقون التصريحات ولا يعرفون معناها، ولا فى أى أعداء لمصر ممن لا يتوقفون عن التخطيط لاستهدافها . فكل هؤلاء مصر قادرة على مواجهتهم وتلقينهم درسا لن ينسوه.
القضية فينا نحن المصريين وخاصة من يعيشون بيننا ويأكلون ويشربون من المشروعات الضخمة التى تفتتح كل يوم، ويحتمون بالجيش الذى تتطور قدراته ورغم ذلك لا يساندون الدولة المصرية، وإنما يساندون أعداء الوطن فى مخططهم التآمرى ويهاجمون أى إصلاح، ويسخرون من أى تطوير ويحرضون ضد أى تدعيم لقدرات مصر العسكرية.
هؤلاء لا يمكن أن نصفهم سوى بأحد وصفين .. أغبياء لا يفهمون، أو مأجورون متآمرون، ونحمد الله أن الدولة لا تنظر اليهم ولا تتوقف عند تصرفاتهم المضرة بالأمن القومى المصرى، وإنما تسير فى خطتها لبناء مصر الجديدة، وهذا هو الفارق المهم، أن القيادة المصرية الآن تعرف طريقها جيدا ولا تحيد عنه، ولا تستجيب لمحاولات ادخالها فى معارك جانبية أو شغلها بقضايا تافهة من أجل تعطيلها عما تريد أن تحققه لمصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة