استمرارا لمحاولات العاصمة القطرية الدوحة لاستمالة واشنطن، ودفع البيت الأبيض والإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب لتبنى موقفها فى الأزمة العربية، كشفت تقارير أمريكية عن دفع قطر لملايين الدولارات لشركات استشارية ومراكز أبحاث أمريكية لتساعدها فى تدعيم علاقتها بإدارة ترامب لمواجهة دول المقاطعة الأربع المكافحة للإرهاب الذى تدعمه وتموله.
فبعد تعهد الدوحة بتوسعة قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية التى تستضيفها الإمارة، عبر بناء مجمعات سكنية لأسر الضباط الإمريكيين العاملين فى القاعدة وغير ذلك من الامتيازات، خلال لقاء وزير دفاعها خالد العطية، مع نظيره الأمريكى بواشنطن الأسبوع الماضى، أكدت التقارير أن المساعى القطرية وصلت لذروتها خلال الاجتماع السنوى الذى عقد بين مسئولين قطريين وأمريكيين مؤخرا، تحت مسمى "الحوار الاستراتيجى القطرى الأمريكى"، وهو الاجتماع الذى يشهد عدة لقاءات بين مسئولين رفيعى المستوى من الجانبين سنويا حضره وزراء الخارجية والدفاع من البلدين.
وكان قد أعلن وزير الدفاع القطرى، فى بيان رسمى صادر عن وزارته ونشرته على صفحتها بموقع "تويتر"، أن بلاده تسعى لتوسيع قاعدة "العديد" الأمريكية، واستضافة البحرية الأمريكية إلى جانب سلاح الجو الموجود فيها، وهو الإعلان الذى لقى ترحاب من جانب القيادة العسكرية الأمريكية، لأن ذلك يشكل تواجد دائم للولايات المتحدة بمنطقة الخليج العربى للأبد.
شراء واشنطن تحت ستار تمويل مراكز أبحاث
ووفقا للتقارير الأمريكية، التى نشرتها عدد من وسائل الإعلام الخليجية، فإن الحدث الرئيسى لاجتماع هذا العام بين الطرفين كان افتتاح مركز قطرى جديد للأبحاث تحت مسمى "منتدى الخليج الدولى"، فى حفل عشاء بمقر النادى الوطنى للصحافة بولاية فيريجينا الأمريكية، أعلن خلاله السفير الأمريكى السابق لدى قطر باتريك ثيروز، كمستشار لهذه المؤسسة البحثية.
العطية خلال جولته فى الولايات المتحدة للتملق لصانعى القرار هناك
وخلال اللقاء، قالت مديرة المؤسسة القطرية دانيا ظافر، إن المؤسسة البحثية مستقلة ولا تتلقى تمويلا مباشرا من دولة قطر، لكنها تتلقى تمويلا من مؤسسات تحظى بالدعم المادى الحكومى بقطر.
ونقلت التقارير عن محلل أمريكى من سكان واشنطن، رفض الإفصاح عن هويته، قوله: "تكاثر المؤسسات الفكرية القطرية فى الولايات المتحدة الأمريكية يتم لهدف معلوم لدى الجميع، ولا يمكن تصديق ادعاءات أن هذه المؤسسات البحثية لا تتلقى تمويلا ودعما كاملا من الحكومة القطرية".
تعاقد مع شركات أمريكية
وكشفت التقارير أن الدوحة تعاقدت مع شركات استشارة أمريكية فى مسعى منها للخروج من أزمتها الدبلوماسية وغسل سجلها المحتشد بدعم وتمويل الإرهاب.
وأبرمت الدوحة تعاقدا بقيمة 25 ألف دولار شهرياً دون سقف زمنى، تم تسجيله فى سجل وزارة العدل الأمريكية، بين السفارة القطرية فى واشنطن و شركة "استراتيجيات هاش بلاكويل".
ووقّع السفير القطرى فى واشنطن مشعل بن حمد آل ثانى، عن نظام الدوحة، فيما مثّل من الشركة الأمريكية رئيسها جريج هارتلى.
العطية خلال لقاء مع رئيس مجلس النواب الامريكى
واستناداً إلى رسالة مرفقة بالتعاقد تتعهد "استراتيجيات هاش بلاكويل" بتقديم خدمات استشارية للعلاقات الحكومية لقطر، حيث جاء فى نص الرسالة: "خدمات الشركة ستقدم لقطر وتشمل استشارات وعلاقات حكومية وفقاً لتوجيهاتها".
كما تنص الاتفاقية على أنه غير مصرح للشركة أن تكون ممثلاً أو متحدثاً رسمياً أو وكيلاً بالإنابة عن الدوحة فى أى اجتماع أو التواصل مع أى شخص فى أى بيان عام أو خاص.
وبموجب التعاقد، تحصل الشركة الأمريكية على 25 ألف دولار شهرياً، يتم دفعها قبل الخامس من كل شهر، دون سقف زمنى محدد للعقد، حيث تنص على أنه "تبدأ هذه الاتفاقية بالتاريخ المحدد وتوقع وتستمر حتى يتم إنهاؤها بإشعار خطى من قبل أحد الطرفين".
وزير الدفاع القطرى
ووقعت الحكومة القطرية العام الماضى العديد من الاتفاقيات مع شركات لتقديم الاستشارة لها والتواصل مع المؤسسات الحكومية والتشريعية الأمريكية.
ويعكس تعدد الاتفاقيات الصعوبات الدبلوماسية التى تواجهها قطر، عقب إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعتها احتجاجاً على دعم "تنظيم الحمدين" الحاكم فى الدوحة وتمويله للجمعيات الإرهابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة