فى محاولة جديدة لاستمالة واشنطن، ودفع البيت الأبيض والإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب لتبنى موقفها فى الأزمة العربية، قدمت إمارة قطر ـ الراعى الأول للإرهاب فى الشرق الأوسط ـ حزمة جديدة من الوعود تشمل تعهدات بتوسعة قاعدة العديد العسكرية الأمريكية التى تستضيفها الإمارة، عبر بناء مجمعات سكنية لأسر الضباط الإمريكيين العاملين فى القاعدة وغير ذلك من الامتيازات.
العطية خلال لقاءه بمسئولى الدفاع الأمريكية
التعهدات القطرية الجديدة، تأتى بعد 8 أشهر من المقاطعة العربية للإمارة، التى تقودها كلاً من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، ردًا على تمسك نظام تميم بن حمد بدعم وتمويل الإرهاب، اعتبرها مراقبون بمثابة محاولة جديدة لاستمالة البيت الأبيض، للانحياز للرؤية القطرية فى الأزمة القائمة.
وبحسب مصادر خليجية، تشمل حزمة الوعود القطرية الجديدة تجهيز البنية التحتية داخل قاعدة العديد لاستضافة ضباط وجنود البحرية الأمريكية "المارينز" قبل عام 2040 ليعسكروا جنبا إلى جنب بجوار جنود سلاح الجو الأمريكى الذى يبلغ عددهم حوالى 11 ألف جندى.
قاعدة العديد الأمريكية فى قطر
وقبل يومين أعلن وزير الدفاع القطرى خالد العطية، وفق بيان رسمى صادر عن وزارته ونشرته على صفحتها بموقع "تويتر"، عن أن بلاده تسعى لتوسيع قاعدة "العديد" الأمريكية، واستضافة البحرية الأمريكية إلى جانب سلاح الجو الموجود فيها، وهو الإعلان الذى لقى ترحاب من جانب القيادة العسكرية الأمريكية، لأن ذلك يشكل تواجد دائم للولايات المتحدة بمنطقة الخليج العربى للأبد.
وفى ضوء الارتباك الواضح الذى تعانى منه إمارة دعم وتمويل الإرهاب والتطرف بسبب المقاطعة العربية المستمرة للشهر الثامن على التوالى، بسبب سياستها القائمة على تقويض أمن واستقرار جيرانها العرب لصالح حليفتها إيران وتركيا، لجأ النظام القطرى برئاسة تميم بن حمد آل ثانى، لتملق الولايات المتحدة واستعطافها ومحاولة شراء ودها بعرض وزير دفاعه بتوسيع القاعدة الجوية من أجل حشدها فى صفها.
وزير الدفاع القطرى
وقال العطية، فى تصريحاته يوم الإثنين الماضى، خلال مقابلة مع مؤسسة "هيريتيج" بالعاصمة الأمريكية واشنطن: "لدينا خطة كبيرة لتوسيع قاعدة العديد لتكون قاعدة دائمة، نظراؤنا فى وزارة الدفاع الأمريكية يترددون فى استخدام كلمة الدائم، لكننا نعمل من جانبنا على تحقيق ذلك".
وأضاف وزير دفاع تميم: "نخطط مع نظرائنا فى وزارة الدفاع الأمريكية لرؤية 2040، لتوثيق العلاقات العسكرية الثنائية، وتشمل استضافة البحرية الأمريكية إلى جانب سلاح الجو الموجود فى قاعدة العديد الجوية".
وتقع قاعدة العديد الأمريكية جوية فى صحراء منطقة العديد غرب قطر، على بعد 30 كيلو مترًا جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، وتضم أكثر من 11 ألف جندى أمريكى غالبيتهم من سلاح الجو، وتمثل أهم مركز للعمليات التى تنفذها الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، وخارجه.
العطية مع مجموعة من ضباط الجيش الأمريكى فى واشنطن
وتشكل القاعدة ثمرة اتفاق دفاعى عقدته الدوحة مع واشنطن أثناء حرب الخليج الثانية من أغسطس 1990 إلى فبراير 1991، وتعهدت حينها بإنشاء قاعدة العديد الجوية.
ومقابل تحملها تكاليف إنشاء القاعدة، حصلت الدوحة من واشنطن على ضمان توفير الحماية لها من العراق أثناء حكم الرئيس الراحل صدام حسين، علاوة على تدريب جيشها، وتزويده بالأسلحة المتطورة.
وبدأت القاعدة باستضافة معدات وأسلحة لا تتجاوز ما يحتاج إليه لواء عسكرى واحد، قبل أن تتحمل قطر تكاليف توسيعها تدريجيا لتستخدم فى عام 2001، فى الحرب الأمريكية على أفغانستان، وبعد هذا التوقيت بعامين وتحديدا فى عام 2003، تم تزويد القاعدة بمخازن استراتيجية للأسلحة والذخائر الأمريكية، لتنطلق منها غارات القوات الجوية وقوات التحالف، لضرب العراق وتدميره.
كما استخدمت القوات الجوية البريطانية "العديد" كقاعدة لوجستية لقواتها فى حربى أفغانستان والعراق، وذلك منذ عام 2001 حتى 2009، ومنذ عام 2014، تستخدم القاعدة مركزا استخباراتيا لجمع المعلومات فى منطقة الشرق الأوسط، وتعد نقطة قيادة فى الحرب التى تخوضها الولايات المتحدة على اعدائها بالمنطقة العربية.
12 مشروعًا لتوسيع قاعدة العديد
وفى السياق نفسه، كشف موقع "ديفنس وان" الأمريكى المتخصص فى شئون الدفاع والسلاح، عن التعاون العسكرى بين قطر والولايات المتحدة فى ظل الأزمة الخليجية المتصاعدة، مؤكدًا على أن قطر وضعت خططا تسمح للبحرية الأمريكية بوضع سفن حربية والسماح للعائلات الأمريكية بالعيش فى قاعدة العديد الجوية، فى محاولة لتعميق العلاقات العسكرية وكسب ودها.
العطية ورئيس الأركان القطرى خلال حفلة مع خريجى كلية عسكرية قطرية
ونقل الموقع عن مصدر عسكرى أمريكى، تأكيده على أن القاعدة تخضع حاليا لخطط تشمل مشاريع خاصة بتطوير البنية التحتية فى جميع أنحاء المنشأة العسكرية، وقد بدأ بالفعل تنفيذ جزء منها.
وقال المسئول العسكرى الأمريكى: "تخطط القوات الجوية حاليا وتنفذ أكثر من 12 مشروعا لتحسين البنية التحتية بالقاعدة، وتشمل المشاريع تطوير بناء مخازن جديدة ومنشآت تدريب وصيانة، مع ربط نظام الصرف الصحى للعديد بالشبكة القطرية خارج القاعدة"، واصفًا تلك المشروعات بأنها نقلة للقاعدة الجوية من بيئة استطلاعية بمنشآت مؤقتة إلى قاعدة ذات بنية تحتية دائمة لتحافظ على عمليات طويلة الأمد.
بناء 200 منزل للعائلات الأمريكية بقطر
وكشف المسئول، عن أن قطر تعتزم بناء حوالى 200 منزل للعائلات الأمريكية وزيادة بناء أماكن الإقامة وبناء مراكز ترفيهية فى القاعدة التى تستضيف القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية ومركز العمليات الذى يشرف على العمليات العسكرية فى الشرق الأوسط وأفغانستان.
ونقل الموقع عن وزير الدفاع القطرى قوله، إن التعاون العسكرى مع الولايات المتحدة لا يتوقف، فلدينا الكثير من الأمور للقيام بها، ولدينا الكثير من الاستثمار فى تكنولوجيا الدفاع مع بعض الشركات، خاصة إنها علاقة عسكرية مستمرة من جميع جوانبها، من حيث شراء معدات الدفاع والتدريب المشترك وغير ذلك.
العطية خلال جولته فى الولايات المتحدة للتملق لصانعى القرار هناك
وأضاف العطية، إن الدوحة سوف تستقبل عما قريب أنظمة الرادارات التحذيرية من الولايات المتحدة، وأن الدوحة تقوم أيضا ببناء موانئ بحرية جديدة قادرة على استيعاب السفن الحربية الأمريكية والقيام بزيارات للموانئ أو التواجد الدائم.
العطية خلال لقاء مع رئيس مجلس النواب الأمريكى
وقبل ثمانية أشهر، أقدمت الدول العربية وفى مقدمتها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، على مقاطعة نظام تميم بن حمد، ردًا على دعم وتمويل الإرهاب، ورفض الإمارة الانصياع للمطالب العربية المشروعة وفى مقدمتها تسليم المطلوبين أمنيًا والمدانين بجرائم إرهاب، والذين تستضيفهم قطر، بخلاف التوقف عن التدخل فى شئون الدول العربية، وانهاء التواجد الإيرانى فى قطر، والذى يهدد أمن واستقرار الدول الخليجية كافة.
جانب من بيان وزارة الدفاع القطرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة