فى خطوة نحو اكتمال الحلم، بتشييد المتحف المصرى الكبير بالرماية، اكتملت اليوم قطع العرض بالبهو الفرعونى العظيم بالمتحف، باستقرار عمود الملك مرنبتاح، بجوار تمثال أبيه الملك رمسيس الثانى.
ومرنبتاح هو رابع ملوك الأسرة التاسعة عشر، وهو ابن الملك رمسيس الثانى من زوجته الثانية إيزيس نوفرت، وترتيبه الرابع عشر بين أبناء رمسيس، إذ أن جميع إخوته الأكبر منه قد ماتوا فى حياة والدهم، وقد استمرت مدة حكم مرنبتاح نحو عشر سنوات من عام 1213 ق.م إلى عام 1203 ق.م.
الملك مرنبتاح
وكان الملك الفرعونى أثار الجدل، بعد الكشف وجود كلمة "إسرائيل" على لوحة للملك تدعى لوحة النصر أو إسرائيل، حيث تم اكتشافها عام 1896 على يد عالم المصريات الإنجليزى "فليندرز بيترى" فى معبد مرنبتاح الجنائزى، وهذه اللوحة تعد الأولى من نوعها فى التاريخ المصرى القديم حيث كانت المرة الأولى التى تذكر فيها كلمة (إسرائيل) لفظيا، وقد سجل فيها الملك مرنبتاح انتصاراته على أرض كنعان وأكمل انتصارات أبيه الملك رمسيس الثانى، لكن اللوحة فى الأصل كانت للملك أمنحتب الثالث ولكن لأسباب غير معروفة استخدمها الملك مرنبتاح لتسجيل انتصاراته.
وحول علاقة اللوحة بإسرائيل أوضح الباحث فى علم المصريات الدكتور محمد رأفت عباس مدير عام إدارة البحث العلمى بمنطقة آثار الإسكندرية، أن هذه القضية التاريخية بالغة التعقيد والغموض، لأن النص الموجود فى السطر 27 من اللوحة والذى جاء فيه: "لا يرفع أحد رأسه من بين الأقواس التسعة، الخراب للتحنو، وبلاد خيتا قد أسكتت، ونهبت كنعان وأصابها كل شر، واستسلمت عسقلون وأخذت جازر، وينوعام أصبحت كأنها لم تكن، وخربت إسرائيل ولم يعد لها بذور، وأصبحت خارو أرملة لمصر"، يرى بعض العلماء وفقا لدراساتهم الحديثة أن الترجمة القديمة لكلمة إسرائيل خاطئة وأنها يجب أن تترجم بـ «يسيريارو» والمقصود بها سكان أو قبائل سهل يزريل أو جزريل، وهو مرج "بن عامر" من الناحية الشرقية الشمالية من جبل الكرمل والذى يمتد من حيفا غربًا إلى وادى الأردن.
وأضاف "عباس" فى تصريحات صحفية أن هذا يعنى أن أى وجود للشعب الإسرائيلى على أرض كنعان (فلسطين) خلال تلك الحقبة هو أمر مستبعد تماما بعكس ما أشيع منذ العثور على هذه اللوحة من قبل عالم الآثار الإنجليزى الشهير بترى عام 1896 فى البر الغربى بالأقصر.
لوحة مرنبتاح (JE 31408) في المتحف المصري بالقاهرة
ولوحة مرنبتاح المعروفة أيضًا بـ بلوحة انتصار مرنبتاح، هى لوحة تذكارية لملك مصر مرنبتاح الذى حكم مصر بين 1213 - 1203 قبل الميلاد، وهي لوح سميك من حجر الجرانيت تذكر انتصار الملك أمنحتب الثالث فى بلاد الشام، وقد اكتشفها المؤرخ "فلندرز بيترى" فى طيبة -الأقصر حالياً- عام 1896 بعد الميلاد.
ويبلغ ارتفاع اللوحة 310 سنتيمترات وعرضها 160 سنتيمتر وسُمكها 32 سنتيمترا، وكانت أساسًا لمعبد الموتى لأمينوفيس الثالث من الأسرة الثامنة عشر ومكتوب على خلفيتها تقرير عن المنشآت التى قام بها الملك في غرب طيبة وفي سوليب والأقصر والكرنك.
فيما يرجع اكتشاف عمود مرنبتاح المصنوع من الجرانيت والحجر الرملى، فى ستينيات القرن العشرين، وهو عمود تذكارى أقامه الملك "مرنبتاح" فى رحاب معابد مدينة "أون" الأثرية تخليدًا لذكراه فى هذه المدينة المقدسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة