انقلبت الجماعة الإسلامية على الإخوان فى دعوتها لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، حيث وصفت فى تصريحات لرئيس حزب البناء والتنمية- ذراعها السياسى- الانتخابات الرئاسية، بالقضية المهمة، كما تجنب استخدام لفظ المقاطعة وكشف أن الحزب أصدر توجيهاته بترك الحرية لأعضائه لاختيار ما هو أفضل لمصلحة الوطن، واعتبر خبراء أن الجماعة الإسلامية أخذت موقفا متمايزا عن الإخوان فى هذه القضية.
محمد تيسير رئيس حزب البناء والتنمية
وبحسب حوار نشره الموقع الرسمى لحزب البناء والتنمية فإن محمد تيسير رئيس الحزب أكد أنهم مطمئنون إلى سلامة الموقف القانونى للحزب الذى وصفه بـ"المدنى" الذى "يعمل فى الإطار الدستورى والقانونى"، وأنه ضبط حركته دائما بحيث يكون جزءاً من الحل لا جزء من المشكلة، مشيرا إلى أن قضية حل الحزب منظورة أمام المحكمة الإدارية العليا وتم تأجيلها إلى جلسة 21/4/2018.
وردا على سؤال حول موقف الحزب من الانتخابات الرئاسية قال تيسير: "الانتخابات الرئاسية من القضايا المهمة حيث يترتب على نتائجها آثار ذات أهمية بالغة تمس مستقبل الوطن؛ أما عن موقفنا من الانتخابات الحالية فالحزب وأعضائه جزء لا يتجزأ من الشعب المصرى والقضايا التى تهم الشعب المصرى دائما فى بؤرة اهتمام الحزب وأعضائه. وبناء على ذلك فقد أصدر الحزب توجيهاته لقواعده بترك الحرية لأعضائه لاختيار ما هو أفضل لمصلحة الوطن وذلك ثقة فى نضج أعضاء الحزب ووعيهم السياسى".
انتخابات
كانت الجماعة الإسلامية لوحت بالانسحاب من التحالف الداعم للإخوان فى 2016، كما تنظر المحكمة الإدارية العليا الآن طلب من لجنة شئون الأحزاب لحل حزب البناء والتنمية، بعد أن كانت الجمعية العمومية للحزب انتخبت طارق الزمر رئيسا له قبل أن يتقدم باستقالته، وينتخب محمد تيسير رئيسا للحزب خلفا له.
هشام النجار الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية
من ناحيته قال هشام النجار الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية والقيادى السابق بالجماعة إن الجماعة اتخذت موقفا متمايزا عن الإخوان، لكن رئيس الحزب كان حريصا أيضا على إرضاء جميع الأجنحة بما فيهم قيادات الجماعة الإسلامية بالخارج المتحالفين مع الإخوان. وأشار إلى أن رئيس الحزب لم يعلن عن توجيه رسمى بالمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، رغم أن تصريحاته توحى بأن الجماعة غادرت العزلة السياسية، وأنها تسعى لحلحلة موقفها السياسى، لكنه مع ذلك فضل البقاء فى المنتصف بين جميع الخيارات.
أحمد بان الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية
وقال أحمد بان الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية إن الجماعة الإسلامية اتخذت موقفا بعيدا عن حالة الحدية فى السياسة المصرية، ومتمايزا عن أغلب القوى السياسية بما فيها الإخوان وباقى القوى الإسلامية، التى كانت متحالفة معهم، بأن تركت الحرية لأعضائها فى الانتخابات الرئاسية.