قال الدكتور عبد العزيز صلاح سالم، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن الخلافة الإسلامية سمحت برسم تصاوير للسيد المسيح على تحف إسلامية فى غاية الأهمية، وهو الأمر الذى جعل الغرب المسيحى يقدر هذه التحف الفنية الإسلامية ويضعها فى أقدس الأماكن.
جاء ذلك خلال ندوة "الفن الإسلامى والآخر" التى عقدت مساء أمس الأربعاء، ضمن فعاليات مؤتمر الفن الإسلامى فى مواجهة التراث، والذى تنظمه مكتبة الإسكندرية، فى الفترة من 21 حتى 23 من مارس الجارى.
وأدار جلسة "الفن الإسلامى والآخر" حمدان الكعبى، وشارك فيها الدكتور عبد العزيز صلاح سالم، والدكتورة شهد زكى عبد الموجود، من وزارة الآثار المصرية، وبرديس عبد الحليم الراجحى، من جامعة الإسكندرية، وإيناس أحمد، جامعة الإسكندرية.
وقال الدكتور عبد العزيز صلاح سالم، إن الإسلام وفنونه يتعرضان للعديد من الاتهامات دون رد فالتراث يحمل العديد من الأدلة الدامغة على أنه يحمل مفاهيم الحوار والتسامح مع الآخر ويحمل الحوار الثقافى والتسامح والتعددية.
وأضاف عبد العزيز سالم أن الفن الإسلامى حافظ على خاصية الوحدة والتنوع فى الزخارف المختلفة، فالبداية والنشأة تدل دلالة واضحة على اعتماد مبدأ الحوار فى هذا الفن وأن الفن الإسلامى عندما تحاور مع الفنون السابقة أخذ منها وسمح بوجود معطيات تعود إلى الحضارة القديمة، مثل الفن المسيحى فى سوريا والفن القبطى فى مصر بالإضافة إلى الفن الهندى والبيزنطي.
وفيما يتعلق بالصناع فأوضح عبد العزيز سالم، أن الفن الإسلامى حمل العديد من أسماء غير المسلمين مثل صامويل بن موسي، وموسى بن ميمون، وكلها غير إسلامية وأحيانًا كانت تنعت بالذمى، فوجود أسماء على الفن الإسلامى يدل على المكانة الكبيرة التى كانت تتاح لغير المسلمين.
ورأى عبد العزيز سالم أن هناك مساحة للحرية كانت فى الخلافة الإسلامية تتعلق برسم تصاوير للمسيح على تحف إسلامية فى غاية الأهمية، مستعرضًا بعض القطع الأثرية الموجودة التى تدل على تأثر الفن الإسلامى بالفنون الأخرى فضلاً عن وجود بعض القطع والتحف التى تعود لعصر الخلافة الإسلامية ما يدل على أنه كان يسمح للصناع بالعمل بحرية، مشيرًا إلى أن الغرب المسيحى قدر التحف الفنية الإسلامية ووضعها فى أقدس الأماكن.
واستعرضت الدكتورة شهد زكى عبد الموجود، تأثير العمارة البيزنطية على العمارة الإسلامية فى عصر محمد على، من خلال بعض نماذج التأثر فى المساجد الإسلامية بالفنون البيزنطية والمسيحية مثل متحف آية صوفيا وهو متحف مفتوح يحمل الزخارف المسيحية بجانب الزخارف الإسلامية بجانب ديانات أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة