لفت نظرى بشدة فى التحقيق الصحفى المتميز المنشور أمس الأول على موقع جريدتنا الغراء «اليوم السابع» عن قرية «الجعافرة» التى تقع فى نطاق محافظة القليوبية، التحول الدرامى الرهيب فى موقف الدولة من التعامل مع العناصر الإجرامية شديدة الخطورة وكبار تجار وموزعى المخدرات الذين كانوا يقطنون هذا المكان وحولوه إلى قلعة حصينة لتجارة «الكيف»، ليصبح بديلاً عن منطقة الباطنية الشهيرة، فلقد تركت الدولة هذا المستنقع العفن ينمو ويترعرع ويذيق الويل للأهالى تحت سمعها وبصرها لسنوات طوال بدأت منذ عدة عقود دون أدنى تحرك، إلى أن قررت تصفية هذه البؤرة الشيطانية عن بكرة أبيها وتطهيرها تطهيراً تاماً، وهو ما تم بنجاح باهر والحمد لله. والدرس المستفاد هنا أن الدولة لم يكن ينقصها الإمكانات ولكن كان ينقصها «الإرادة».
وقياساً على ذلك، خاصة ونحن مقبلون على بدء الفترة الرئاسية الجديدة، أرجو أن يكون من ضمن تكليفاتها لجهات الاختصاص القضاء التام على كل البؤر الإجرامية فى جميع أنحاء الجمهورية خلال مدى زمنى مناسب، تأسياً بالعملية المظفرة «سيناء 2018» التى يخوض فيها أبطال الجيش والشرطة البواسل معركتهم النهائية بإذن الله مع فئران العناصر الإرهابية. هذا الشعب العظيم يستحق منا أن نطهر له كل شبر من أرض الوطن من البؤر الإجرامية.. لابد أن تنتهى إلى الأبد أوكار تجارة وتعاطى المخدرات، وأوكار سرقة وتقطيع السيارات، وأوكار استغلال الأطفال والاعتداء عليهم «مثل مستعمرة الزبالة».. إلخ، حتى نصل إلى نقطة «الصفر الافتراضى» فى أقرب وقت ممكن، ولنطبق نموذج «الجعافرة» على جميع هذه البؤر والأوكار لكى يعيش جموع المواطنين فى درجة الأمان الكامل الذى يستحقونه.. والله من وراء القصد.