تعالوا نفتح باب الحساب العسير على مصراعيه، فى سوريا، ونجلس على طاولة التقييم الموضوعى، ونعقد المقارنة بين سوريا تحت نظام حافظ الأسد ثم ابنه بشار، والذى استمر ما يقرب من 40 عاما، وبينها فى السنوات السبع الأخيرة التى تلت اندلاع الثورة الميمونة، ولتكن المقارنة من كافة النواحى، الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ولتكن واضحة ومدعمة بالأسانيد، وخالية تماما من أى نوازع أو أهداف شخصية.
أعجبنى بوست طويل أرسله لى أحد الأصدقاء على الـ«واتس آب» ثم قرأته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، يركز على مضمون هذه المقارنة، فقررت الاستعانة به، بعد التدخل منى فى التعديل والتوضيح والشرح!!
ونبدأ بالتأكيد على أنه وطوال 40 سنة من حكم «النظام السورى الفاسد بدءا من حافظ الأسد وحتى ابنه بشار» لم يتم هدم مسجد أو كنيسة أو معبد، بينما وخلال 7 سنوات فقط تم تدمير سوريا بالكامل، بما فيها المساجد الأثرية!!
40 سنة من النظام الفاسد فى سوريا، ولم تكن الطائفية هى البارزة فوق سطح المجتمع السورى، فلم يسمع أحد خارج دمشق عـن هذا شيعى وذاك علوى، وآخر دُرزى وهذا سُنى، وخامس مسيحى، ولكن ظهرت وسمع بها معظم شعوب العالم، بعد ظهور أهل النار فى السنوات السبع التى أعقبت الثورة، وبدأ الإخوان «فرع سوريا» يكفرون بشار والعلويين والدروز، واعتبار أن حسن البنا «نبى» والإخوان شعب الله المختار والمالكين الحصريين لدخول الجنة والنار، والحقيقة أنه لا بشار «كافر» ولا حسن البنا «نبى» ولا جماعة الإخوان «مسلمون»، والله أعلم..!!
40 سنة من النظام الفاسد فى سوريا، كان الشعب السورى يحتل المرتبة الأولى عربيا فى معدل الوعى الفكرى والثقافى والتربوى، وأصبحت السينما والدراما السورية تخترق قلوب الجماهير العربية وتتنافس على الصدراة والزعامة، ونسأل وبعد سبع سنوات: أين المدارس والجامعات والمراكز الثقافية والتنويرية؟ وأين الدراما والسينما؟! لقد اندثرت، وحل بديلا عنها الأفكار التكفيرية، والعودة لعصور ما قبل التاريخ..!!
40 سنة تحت حكم النظام السورى، ومع ذلك كانت دمشق العاصمة الوحيدة على وجه الأرضِ غـير مستدانة بـدولار واحد لأى بلد أو جهة أو مؤسسة دولية، وهذه الإحصائية وفقا لتقارير رسمية صادرة من البنــك الدولى، والدولار سعره شبه ثابت أمام الليرة، وبعد مرور 7 سنوات، نسأل: أين الاقتصاد والتنمية السورية، وكم تحتاج من مليارات الدولارات لإعادة إعمارها؟!
40 سنــة من نظــام الأسد الفـاسد، ارتفعت معدلات السياحة فى سوريا، حتى وصلت إلى 10 ملايين سائح سنويا، وبعد 7 سنوات من ثورة الخراب، هرب الشعب السورى نفسه مفضلا الموت غرقا فى البحار، والإقامة فى خيام بلاد الغربة، وبِيعت النساء سبايا فى سوق النخاسة، ونال منهن كلاب أهل النار!!
40 سنة من حكم حافظ الأسد وابنه بشار الفاسد المجرم، ومع ذلك لم نر جرائم الذبح والحرق والقتل والاختطاف فى عهدهما، وكانت تحتل سوريا مرتبة متقدمة فى الأمن والاستقرار، بعد السويد وأستراليا، فحدثنى وبعد 7 سنوات عن الأمن والأمان والاستقرار فى كل أنحاء سوريا؟ بل اسمح لى أن أحدثك أنا: وجدنا جرائم ترتكب على الأرض السورية، يشيب لها شعر الأجنة فى بطون أمهاتهم، من بشاعتها، ومنها أكل أكباد البشر بعد ذبحهم!
40 سنة من نظام الأسد، احتل فيها احتياطى سوريا من القمح المرتبة الثانية بعــد أمـريكا مباشرة، وبعد 7 سنوات من ثورة الخراب العربى، نعيد السؤال: هل هناك زراعات سواء قمح أو غيره فى سوريا؟!
40 سنة من حكم النظام السورى الفاسد، وكانت الخدمات متوفرة ومنها الكهرباء، لتغطى كل أنحاء سوريا، فماذا عن مثل هذه الخدمات الآن؟!
سبع سنوات، كانت كفيلة بتدمير وطن آمن ومستقر، ومزدهر اقتصاديا، ولكن كلاب أهل النار، الذين أطلقتهم قطر وتركيا، وبإيعاز من قوى الشر التقليدية، أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وإسرائيل، صدروا صورة وهمية، عن فساد وديكتاتورية عائلة الأسد، وغياب الحريات وحقوق الإنسان، وللأسف، صدقها بعض الأنقياء من الشعب السورى، واستغلها جماعة الإخوان الإرهابية أيما استغلال، لتنفذ مخطط إسقاط سوريا فى بحور الخراب والفوضى!!
ومؤخرا، وبعد نجاح الجيش العربى السورى فى تحرير بلاده بنسبة تقارب %90 من أراضيه، بعد طرد كلاب أهل النار من الغوطة، قررت الولايات المتحدة الأمريكية، وبمساندة ذيولها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، ضرب سوريا، وتمكين الإرهابيين من جديد للسيطرة على الغوطة وحلب وريف دمشق، وترك الحبل على الغارب لقوات أردوغان «المشلحة» تعيث فى تمركزات الأكراد، عبثا، وتدميرا، وتصفية عرقية تضاهى تصفية أجداده العثمانيين للأرمن!!
ونقولها من جديد.. سوريا ستنتصر، وبشار الأسد ليس «كافرا».. وحسن البنا ليس «نبيا».. وجماعة الإخوان ليسوا «مسلمين»، وفقا لمقولة مؤسسها نفسه.. وأن «الجيش العربى السورى» هو جيش مصر «الأول».