قد تخفى لهجة المسئولين فى إيران المنددة بالعدوان الثلاثى الغربى ضد سوريا فجر السبت الماضى والمهددة برد عنيف من قبل محور المقاومة، تخفى وراءها مخاوف وتغيير حسابات سياسية واتخاذ قرارات استراتيجية فى سبيل ردع أى هجوم مماثل تتعرض له طهران من قبل خصومها فى المنطقة لاسيما وأن الإدارة الأمريكية عادت مجددا تتحدث عن خيارات الطاولة التى لم تستثن منها الخيار العسكرى لتقويض سلوك طهران الذى تراه يهدد حلفاءها فى المنطقة، وكشف اعلام طهران عن تلك المخاوف داعيا الدولة الإيرانية لاتخاذ تدابيرها ورفع قدرة البرنامج الصاروخى حتى لو لم يعجب ذلك بعض التيارات السياسية فى الداخل.
صحيفة كيهان المتشددة والناطقة باسم مؤسسة الولى الفقيه والمعروفة بقربها من المرشد على خامنئى، كتبت مانشيتها اليوم الإثنين، تدعو من خلالة لتعزيز القدرة الصاروخية الإيرانية، معتبرة أن ذلك هو الدرس المستفاد من الهجوم الغربى على سوريا، وتساءلت الصحيفة، لو كانت تمتلك سوريا قدرة صاروخية كافية، هل كان للولايات المتحدة أن تتجرأ لتشفى غليلها الأعمى منها؟
صحيفة كيهان
وهاجمت الصحيفة التى يتولى رئاسة تحريرها المتشدد حسين شريعتمدارى نائب المرشد الأعلى للشئون الصحفية الاتفاق النووى، ومساعى الغرب لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات حول البرنامج الصاروخى. وأشارت " إلى رفض المرشد الأعلى فتح نقاش أو مفاوضات حول الموضوع الصاروخى وكشفت وجود تيار سياسى داخل إيران يقبل الدخول فى مفاوضات حول البرنامج الصاروخى خشية التعرض لحرب.
وعادة تصف الصحيفة المقربة من المرشد التيار الاصلاحى بالتيار الموال للغرب، قالت: "رغم رفض المرشد فإن داخل إيران تيار موالٍ للغرب يسعى للتوجيه نحو المفاوضات الصاروخية من خلال مقابلاتهم الصحفية وتصريحاتهم وبنفس الأسباب التى ساقوا بها الشعب الإيرانى نحو الاتفاق النووى، مضيفة أن هذا التيار طرح مجددا احتمال شن حرب ضد إيران، لذا علينا الدخول فى مفاوضات مع أوروبا تستند إلى قاعدة ربح - ربح كما تم خلال المفاوضات النووية كى لا تقع الحرب وفقا لرؤية هذا التيار.
وطرحت الصحيفة المتشددة استراتيجية طهران لمقابلة التهديدات وهى تنمية قوة الرد الصاروخية، ووصفت هجوم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على سوريا بالحماقة الإستراتيجية، معتبرة أن هذا العصر هو عصر تنمية قوة الردع الصاروخية الإيرانية، وليس عصر الحوار كما يروج له بعض التيارات داخل إيران. قائلة: "لو كانت تمتلك سوريا قدرة صاروخية لما تجرأت الولايات المتحدة وحلفاءها للقيام بهجوم صاروخى بذرائع واهية ومصطنعة".
التهديدات تدفعنا لتعزيز قدرتنا العسكرية للدفاع عن مصالحنا
واعتبرت الصحيفة أن وجود كم هائل من السلاح وميزانيات الدفاع الضخمة لبلدان المنطقة والتى تصل إلى 70 مليار سنويا، تعد رسالة لإيران من قبل ما أسمتها البلدان الاستعمارية من أمثال بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، تتضمن تهديدا وقالت: "هذه التهديدات تدفعنا لتعزيز قدرتنا العسكرية كى نكون قادرين على الدفاع عن أهداف ومصالح الجمهورية الإسلامية" وفقا للصحيفة.
كما قالت الصحيفة إن هناك مغامرات فى أشكال مختلفة فى المنطقة تدفعنا أيضا لتنمية قدرتنا الصاروخية والتكنولوجيا وقدرة إنتاج السلاح والمعدات الدفاعية الأساسية المتقدمة. معتبرة أن تخلى إيران عن قدرتها الصاروخية، سيعرض البلاد لهجمات عسكرية محتملة من قبل الأعداء الإقليميين والدوليين.
ويرى محللون أن تلك الدعوة التى طرحتها صحيفة مقربة من المرشد الأعلى فى إيران، قد تنم عن مخاوف حقيقة تعترى الدوائر السياسية فى إيران من تعرض منشآت إيران النووية أو العسكرية من هجوم عسكرى مماثل، لذا رأت أنه تقتضى الضرورة تعزيز القدرة الصاروخية للرد على أن اعتداء محتمل.
قادة الحرس الثورى والمرشد الأعلى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة