"الدنيا واقفة ومفيش شغل ومش معايا فلوس عشان اعيش، ملقتش غير أنى أبقى قتال قتله، وأول ما قتلت كان صاحبى ومهنش عليا، استدرجته للشقة واتفقت أنا وصديقتى إننا نحطله منوم فى الشاى، وبعد كده نخلص عليه، وناخد اللى معاه، الحكاية خلصت خلاص، ومستنى قدرى على حبل المشنقة".. هذه كانت كلمات "فوزى.ع.م" 41 سنة كهربائى، من داخل قفص الاتهام قبل الحكم عليه وعلى المتهمة الثانية بالإعدام شنقا بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد بدافع السرقة.
وأضاف المتهم من قفص الاتهام قبل النطق بالحكم عليه، أنه شغل الكثير من الأعمال، إلا أنه لم يفلح فى أى منها، مضيفا أنه حاول بشتى الطرق أن يسعى لكسب عيشه دون أن يسلك أى طريق حرام، إلا أنه فى النهاية لم يستطع أن يوفر كافة متطلبات الحياة بسبب غلو المعيشة، موضحا أنه قرر أن يتبع خطوات الشيطان لكسب لقمة عيشه من الحرام.
واستكمل المتهم: "اتفقت مع المتهمة صديقتى على استدراج المجنى عليه صديقى الأخر بإحدى الشقق السكنية بحلوان، بدعوى قضاء ليلة حمراء وممارسة الرذيلة، ثم نقوم بتخديره والتخلص منه بعدها، وسرقة جميع متعلقاته الشخصية، وكل ما بحوزته من أموال"، مضيفا أنه علم أن المجنى عليه حصل على مبالغ مالية كبيرة بحوزته، فقرر التخلص منه والحصول عليها.
وأضاف المتهم: "بالفعل نجحنا فى استدراح المجنى عليه إلى داخل الشقة، ووضعنا له كمية من المخدر داخل الشاى حتى يتمكنا هو وصديقته من شل حركته"، مضيفا أنه عقب فقدان القتيل لوعيه قاما هو والمتهمة الثانية بالانقضاض عليه مسددين له عدة طعنات نافذة باستخدام أسلحة بيضاء، فى أماكن متفرقة من الجسد، ثم استوليا منه على ما بحوزته من أموال، وهاتف محمول، وجميع متعلقاته الشخصية، موضحا أنهما بعد ذلك تركا المجنى عليه غارقا فى دمائه وفرا هاربين.
بينما قالت المتهمة الثانية ربة المنزل، إنها لم تشترك مع المتهم فى قتل المجنى عليه نهائيا، مضيفة أنها قامت فقط باستدارج المجنى عليه بالتعاون معه، وأنها لم تكن تعلم أنه ينوى قتله، موضحة أنها لو كانت تعلم أنه سيقتله لما اشتركت معه فى هذه الحريمة، لافتة إلى أن شدة احتياجها هو ما دفعها إلى التعاون مع المتهم فى استدراج القتيل فقط لسرقته بعد تخديره، مشيرة إلى أنها فوجئت بالمتهم ينقض عليه وقام بقتله وسرقته، مضيفة أنها حدثت لها صدمة من هول ما رأت، وأنها خشيت من أن تستغيث بالجيران حتى لا ينالها ما نال المجنى عليه، ثم تركت الشقة وفرت هاربة إلى أن تم إلقاء القبض عليها.
البداية كانت بتلقى ضباط مباحث حلوان بلاغا من إمام محمد نجل المجنى عليه، يفيد بتغيب والده منذ عدة أيام، ولا يعلم أى شئ عنه، وأثناء السير فى خطة البحث ورد بلاغا من الأهالى بعزبة عرب غنيم، أن رائحة كريهة تنبعث من إحدى الشقق السكنية بالمنطقة، فانتقل رجال مباحث قسم حلوان إلى مكان البلاغ، وبفتح الشقة تم العثور على جثة محمد إمام عامل فى حالة تعفن وغارقا فى دمائه مفارقا الحياة.
وبإحراء التحريات وجمع المعلومات، تم التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة "فوزى.ع" 41 سنة كهربائى، و"منى.س" 36 سنة ربة منزل، وبإعداد الأكمنة تم ضبط المتهمين أثنا اختبائهما فى احد المنازل بالمنطقة، فتم اقتيادهما إلى القسم لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة فى الواقعة.
وخلال التحقيقات اعترف المتهمان أمام المستشار أحمد ربيع وكيل النيابة، بارتكاب الواقعة، وتسلمت النيابة التحريات السرية، وتوصلت إلى قيام المتهمين باستدارج المجنى عليه للمكان سلف الذكر، وأفقداه الوعى، وسرقا مبالغ مالية منه، وأثناء ذلك تعديا عليه بالضرب، وأحدثا به الإصابات، فتم إحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات عقب انتهاء التحقيقات معهما، حتى صدر الحكم عليهما بالإعدام شنقا بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وذلك عقب إحالة أوراقهما لمفتى الجمهورية من قبل محكمة الجنايات.
صدر حكم الإعدام عليهما برئاسة المستشار صلاح محجوب وعضوية المستشارين معتز الحسينى ووليد شحاتة، وأمانة سر أحمد صبحى وعاصم رجب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة