"المسيح قام بالحقيقة قام، حمل أحزاننا، غفر آثامنا، بجلدته الشفاء وهو نبع السلام، شوكة الموت كسر لما قام وانتصر"، هكذا يعبر المسيحيون فى احتفالاتهم بأعياد القيامة، والذى يعتبر أعظم الأعياد المسيحية وأكبرها، إذ يمثل ذكرى قيامة المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه وموته كما هو مسطور فى العهد الجديد.
حادثة الصلب، التى جسدت فى الكتاب المقدس، والأناجيل الأربعة "متى، مرقس، لوقا، يوحنا"، تمثل أحد أبرز الخلافات الدينية فى بين المسيحية والإسلام، بينما لا تشكل الواقعة أى شىء لليهود.
اليهود
فبحسب الإيمان اليهودى، يعتقد بأن المسيح هو إنسان مثالى، سوف يأتى من نسل الملك داود، يبشر بنهاية العالم ويخلص الشعب اليهودى من ويلاته، وتتشابه الروايات المتوقعة عن مجىء المسيح فى اليهودية، مع أحداث يوم القيامة فى الإسلام والمسيحية، وتتشابه النبوءات التى يعتقد بتحققها اليهود مع بعض الأحداث المتوقع حصولها بحقبة المهدى فى الإسلام وكذلك بعض صفاته فى أنه الشخص المثالى الذى يترقبه العالم بأسره، ويعتبر انتظار مجىء المسيح هو أحد مبادئ الإيمان اليهودى حسب "قائمة المبادئ الثلاثة عشر" التى ألفها موسى بن ميمون، وهو من كبار الحاخامات اليهود فى العصور الوسطى.
وتأتى معظم النصوص التى تتحدث عن المسيح، بإشارة باسم "المسيا" مثل النص التوراتى " سيكون المسيا إنسان من هذا العالم، وسيكون يهوديا فطنا خائفا لله- (إشعياء:11/2).
المسيحية
أما الإيمان المسيحى، فيعتقد المسيحيون بأن يسوع ابن مريم هو المسيح الذى ينتظره اليهود وفيه تحقق نبؤات العهد القديم، وهو معصوم، وكامل، والوحيد الذى لم يرتكب أى خطيئة، وقد ولد من عذراء بطريقة إعجازيّة، واجترح عجائب ومعجزات عديدة وقدم تعاليمًا صالحة لكل آن، رافعًا البشر لمرتبة أبناء الله.
ووفقا لم ذكر فى الأناجيل، فأن تعاليم المسيح بن مريم، مات على الصليب تكفيرًا عن خطايا العالم، فكان محرر البشرية وبُشراها السارة، ثم قام من بين الأموات ورفع إلى السماء، بعد أن وعد المؤمنين به أنه سيعود فى آخر الزمان، وفقا للنص الإنجيلى "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِى حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَى، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِى السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ، أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِى الزَّمَانِ الأَخِيرِ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 3).
الإسلام
يؤمن المسلمون بمجىء المسيح، وقد ذكر فى القرآن الكريم باسم عيسى بن مريم، وتتفق العقائد الإسلامية، مع الإيمان المسيحى، بكونه المسيح وبصحة الميلاد العذرى، واجتراح عجائب وآيات، والعودة فى آخر الزمان، وتعتبره نبيًا، ويوصف أيضًا بأنه كلمة الله، لكن على هذا ينكر الإسلام واقعة الصلب ويرون أن الله نجاه من يد الرومان، فرفع إلى السماء، بينما صلب بدلا منه تلميذه الخائن يهوذا، وذلك وفقا للنص القرآنى " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (سورة النساء 157)".
عدد الردود 0
بواسطة:
بركة
اتركوا هذه القضايا للدراسات المتخصصة البعيدة عن عامة الناس ..
أما ما يجب التركيز عليه .. هي قيم الخير والتسامح والسلام التي تجمع كل الأديان ( لاتقتربوا من العقائد ) فلكل انسان حرية ما يعتقد .. حينما أخرجنا قضايا التراث ومقارنات الأديان وصراعات التاريخ من قاعات الدراسة المغلقة الى الناس والى البرامج الإعلامية حدثت الفتن والخلافات لضعف الثقافة وسطحية وسرعة الأحكام .. ليكن تركيزنا منصب على قيم الأديان وجوهرها في الخير للانسان والحياة .