يبدو أن الكثير من المفاجآت فى طريقها الأيام المقبلة نحو السجال حول الاتفاق النووى ومعركة انتزاع الضمانات بين إيران بين مجموعة (4+1) (بريطانيا وفرنسا وألمانيا ورسيا والصين)، عقب خروج الولايات المتحدة من الاتفاق، ففى الوقت الذى لوحت فيه بريطانيا بحزمة مقترحات جديدة سوف تقدمها اليوم، الثلاثاء إلى طهران، اتبعت روسيا طريقا آخر وهو دعوة إيران لتقديم تنازلات لإنقاذ الاتفاق.
ووصل وزير الخارجية الإيرانى جواد ظريف، اليوم الثلاثاء، إلى بروكسل، المحطة الأخيرة من جولة شملت روسيا والصين يسعى خلالها لإنقاذ الاتفاق النووى لبلاده بعد انسحاب الرئيس الأمريكى منه، والتقى بالممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية "فيديريكا موجريني"، كما سيلتقي بوزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا ليتشاور معهم حول الاتفاق، وتتمحور اللقاءات حول ضمان مصالح إيران فيه.
وزير خارجية ايران وموجرينى فى بروكسل
وأكد ظريف، على أنه على الأوروبيين ضمان مصالح إيران فى إطار الاتفاق النووى، وقبل اللقاء قال فى الرد على سؤال حول ما تريده إيران من اوروبا: "انه على الاوروبيين ضمان مصالح إيران"، وبعد اللقاء وصف ظريف الاجتماع "بالبناء" وقال إنه متفائل من أن الاتفاق النووى يمكن أن يحفظ مصالح إيران رغم انسحاب الولايات المتحدة.
وبحسب وكالة تسنيم قال المسئول الإيرانى: "كان اجتماعا جيدا وبناء، نحن على المسار الصحيح لضمان الحفاظ على مصالح الدول التى لا تزال موقعة على خطة العمل الشاملة المشتركة "الاتفاق النووى" خاصة إيران.
فى الوقت نفسه غيرت روسيا من لهجتها مع الحليف الإيرانى ودعت طهران إلى تقديم تنازلات، وقال القائم بأعمال نائب وزير الخارجية الروسى، اليوم الثلاثاء، إنه من المستحيل الحفاظ على الاتفاق النووى مع إيران دون أن تقدم طهران تنازلات، مؤكدًا على أنه من الممكن مناقشة مستقبل الاتفاق النووى دون مشاركة أمريكا.
من جانبها أكدت ألمانيا تمسك الاتحاد الأوروبى بالاتفاق النووى، وذكر وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس، أن الاتحاد الأوروبى سيتمسك بالاتفاق النووى مع إيران، طالما أن القيادة الإيرانية متمسكة به.
وقال ماس، فى تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم: "نحن الأوروبيون سنفعل ما فى وسعنا للحفاظ على اتفاق فيينا النووى، لأنه أسهم فى تحقيق الكثير من أجل القدرة على التنبؤ والأمن".
فيما قال مسئول كبير، إن زعماء الاتحاد الأوروبى سيناقشون غدا الأربعاء، حماية الشركات الأوروبية التى لها أنشطة مع إيران من العقوبات الأمريكية، فى الوقت الذى يعكف فيه الاتحاد على الحد من الأضرار عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووى المبرم مع طهران.
وأضاف المسئول بالاتحاد الأوروبى، أن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ومسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد فيدريكا موجيرينى سيطلعان جميع زعماء الاتحاد الأوروبى الثمانية والعشرين على الخيارات المتاحة حين يجتمعون على مأدبة عشاء فى العاصمة البلغارية صوفيا مساء الأربعاء.
البلدان الموقعة على الاتفاق النووى
حزمة مقترحات بريطانية
وبموازاة ذلك تقدم بريطانيا وفرنسا وألمانيا اليوم الثلاثاء، حزمة من المقترحات خلال لقاء وزراء خارجيتها مع وزير الخارجية الإيرانى فى بروكسل، وأعلن سفير إيران فى بريطانيا حميد بعيدى نجاد، عن أن رئيسة الوزراء البريطانية أبلغت أن الدول الأوروبية الثلاث ستقدم حزمة مقترحات إلى ظريف فى بروكسل لصيانة الاتفاق النووى وطمأنة إيران للاستفادة من منافع الاتفاق.
ولم يكشف نجاد مضمون المقترحات غير أنه أشار فى تغريدة له على صفحته فى تويتر، إلى اتصال رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى مع الرئيس الإيرانى حسن روحانى، قائلا: "أبلغت رئيسة الوزراء البريطانية السيدة تيريزا ماى، فى اتصالها مع الرئيس الإيرانى حسن روحانى، أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا ستقدم يوم الثلاثاء حزمة من المقترحات إلى ظريف فى بروكسل، لصيانة تنفيذ الاتفاق النووى وطمأنة إيران للاستفادة من المنافع الاقتصادية للاتفاق".